الذكاء الاصطناعي والأحلام!

12

عبدالحليم البراك

ألم يحن الوقت أن يتدخل الذكاء الاصطناعي في أحلامنا، في كوابيسنا، في نومنا، في تلك الست ساعات المهمة التي نقضيها تحت الفراش الوثير، الكثير يرى أن النوم وقت ميت، لكن القلة وهم مثلي – يرون فيه وقتا مقدسا لطيفا مهما بل هو إعادة تشغيل الإنسان” من جديد مثل أي جهاز آخر عندما تختلط الإعدادات البشرية ببعضها بعضا، فإن أبسط شيء لإعادة الترتيب هو إعادة التشغيل، وتخيل أن إعادة التشغيل هذه تتعرض لمقاطعات وقلق وإطفاء وإعادة تشغيل وهكذا فلا بد أن يفسد هذا الجهاز، وبناء عليه الإنسان كذلك إن إفساد النوم الهادئ هو نوع من إفساد إعادة التشغيل للإنسان.

وحتى نحصل على إعادة تشغيل ممتازة ومثالية من المهم أن نستعين في الذكاء الاصطناعي، حتى لو اضطررنا أن ندخل شريحة صغيرة في أجسادنا مملؤة بالذكاء الاصطناعي وغير قابلة للشحن المتكرر شحن مرة احدة والهدف من ذلك أن يقوم الذكاء الاصطناعي ببعض الواجبات التي تحسن من الإعدادات، وإليكم بعض المقترحات:

تعتبر فرصة للذكاء الاصطناعي أن يتصل بالإنسان للكشف على عملياته الحيوية أثناء النوم في هذا الوقت الميت، فمثلا يتعرف على ضغط الدم والسكر وعمل الكلى والكبد وأي عملية أخرى، وقد يقول أحدكم إن العملية تحتاج تحليل دم أو صيام أو أي شيء آخر، ولأن الذكاء الاصطناعي هو ذكي جدا فمن المفترض أن يتصرف وأن لا يضع هذه المشاكل “الغبية” تقف عثرة أمام ذكائه الخطير، وبهذا بدلا من أن تكشف على نفسك كل ستة أشهر – في أحسن الأحوال وللإنسان المهتم بصحته – سوف تتمكن من استلام تقرير يومي عن أداء جسد خلال 24 ساعة يوميا، فلهذا أقول للمبرمجين “شدو حيلكم”.

وربما على الذكاء الاصطناعي أن يعتني بنا أثناء النوم وقبله وبعده، وذلك عن طريق عدة أشياء وبرمجيات متنوعة على سبيل المثال لا الحصر، أن يكون الذكاء الاصطناعي قادرا على إلغاء الضوضاء التي نتعرض لها وتوقظنا من نومنا، كما يمكن أن يتم برمجته بطريقة لطيفة يميز بين المكالمات التي تستحق أن يوقظنا من أجلها مثل رسالة “تم إيداع …” أو “مبروك” لكن ليست مبروك تلك التي توهمك بحصولك على جائزة وهمية

من شركات الاتصالات الغبية، كما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يميز بين أسباب المكالمات من شخص واحد، وهذا يعني أن يعرف ماذا يريد أن يقول لك أي شخص ثم يقوم بإيقاظك بناء عليها، وأن يبعد عنك صحوة الفجأة على مصيبة أعاذنا الله وإياكم منها!

يمكن أيضًا للذكاء الاصطناعي أن يتحكم بالأحلام والكوابيس، فيحسن الأحلام ويمنع الكوابيس بل ويمكننا من برمجته لصناعة أحلام جيدة، فلا شيء يسيء إلينا مثل الكوابيس السيئة وهذا وقت الذكاء الاصطناعي، أما أهم شيء وهي منحنا أحلام جيدة فكل ما يسيطر على ذهني يمنحني إياه، فإن كانت رغبة في مال فيجعل المال في يدي، وإن كانت الرغبة في حياة رفاهية فلا أقل من أن يمنحني إياها في نومي فهي على الأقل بلاش ولا تكلفه شيئا، وإن كان من ثمة شهوات نفسية فلا أقل منها يا سيدي الذكاء الاصطناعي كما لا بأس أن يكون في الذكاء الاصطناعي برمجة صغيرة لتفسير الأحلام، لأن بعض أصدقائنا المؤمنين بالأحلام وتفسيرها يحتاجونها ونحن نحبهم وهم يحبوننا.

المصدر: مكة

اترك رد

Your email address will not be published.