هل ستغيب وظائفنا مع شروق شمس الذكاء الاصطناعي.. أم ستفتح لنا آفاقًا جديدة لم نكن نتخيلها؟

57

AI بالعربي – خاص 

منذ بداية ظهور الذكاء الاصطناعي، وعلامات الاستفهام تتزايد في أذهاننا، وترسم لوحة من التساؤلات حول مستقبلنا: هل ستظل حياتنا كما هي؟ هل ستبقى وظائفنا آمنة من براثن هذه الآلات الذكية؟ هل سيصبح الذكاء الاصطناعي شريكًا لنا أم خصمًا؟

فجر الذكاء الاصطناعي هل هو شروق، أم غروب لوظائفنا؟

تُشير العديد من الدراسات إلى أن تأثير الذكاء الاصطناعي سيكون مزدوجًا، حيث سيُؤدي من ناحية إلى فقدان ملايين الوظائف، بينما قد تُنشئ من ناحية أخرى فرصًا جديدة لم نكن نتخيلها. وتُشير دراسة معهد ماكينزي العالمي (2019) إلى أن الأتمتة قد تُؤدي إلى فقدان ما يصل إلى 800 مليون وظيفة بحلول عام 2030، بينما قد تُنشأ في الوقت نفسه 974 مليون وظيفة جديدة. وتُحذر دراسة جامعة أكسفورد (2013) من أن 47% من الوظائف في الولايات المتحدة قد تصبح عرضة للأتمتة بحلول عام 2030، بينما تُؤكد دراسة المنتدى الاقتصادي العالمي (2016) فقدان 5 ملايين وظيفة بحلول عام 2025، مقابل خلق 133 مليون وظيفة جديدة.

فرص جديدة وتحديات هائلة

إن هذه التساؤلات مشروعة، فالتطور الهائل في تقنيات الذكاء الاصطناعي يهدد بإحداث تغييرات جذرية على مختلف جوانب حياتنا. ففي عالم العمل، بدأت الروبوتات والأنظمة الذكية تتولى مهام كانت حكرًا على البشر، من خلال تحليل البيانات، وكتابة التقارير، وخدمة العملاء، وحتى إجراء العمليات الجراحية.

ولكن، لا داعي للذعر! فكما أحدثت الثورة الصناعية تغيرات جذرية على طبيعة العمل، سيحدث الذكاء الاصطناعي ثورة مماثلة، لكن مع نتائج إيجابية وسلبية على حدٍ سواء. فمن الناحية الايجابية سيُساهم الذكاء الاصطناعي في زيادة الإنتاجية وذلك من خلال أتمتة المهام الروتينية، ليتيح الذكاء الاصطناعي للبشر التركيز على الأعمال الإبداعية والابتكارية التي تتطلب مهارات فكرية عالية، كما يساعد الذكاء الاصطناعي على تحسين كفاءة الأعمال لتصبح العمليات أكثر دقة وسرعة، مما سيؤدي إلى تقليل التكاليف وتحسين جودة المنتجات والخدمات، بالإضافة إلى خلق فرص عمل جديدة تتطلب مهارات تقنية متقدمة للتعامل مع أنظمة الذكاء الاصطناعي وتطويرها.

 أمَّا من الناحية السلبية، فقد يُؤدي الذكاء الاصطناعي إلى فقدان بعض الوظائف، وقد تصبح بعض الوظائف التي تعتمد على مهام روتينية مهددة بالاختفاء، بالإضافة إلى اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء وذلك من خلال استفادة بعض أصحاب رؤوس الأموال من تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل أكبر، ما قد يُؤدي إلى عدم المساواة. علاوة على ذلك، قد تُثير تقنيات الذكاء الاصطناعي مخاوف أخلاقية تتعلق بالخصوصية واستخدام البيانات والتحيز في اتخاذ القرارات.

مسؤولية مشتركة للحفاظ على المصلحة العامة والقيم الأخلاقية

إن تأثير الذكاء الاصطناعي على طريقة عملنا وحياتنا سيكون هائلاً، لكنه تأثير مزدوج. فمن ناحية، سيُتيح لنا فرصًا جديدة لتحسين حياتنا وازدهار اقتصادها. ومن ناحية أخرى، قد يُشكل تحديات تهدد وظائفنا وتُؤدي إلى عدم المساواة. ولكن، لنتذكر أننا نحن من يملك زمام المبادرة في توجيه مسار الذكاء الاصطناعي نحو مستقبل يُحقق التوازن بين التقدم التكنولوجي والاحتياجات الإنسانية.

يعدُّ الذكاء الاصطناعي ثورة تقنية تؤثر في جميع جوانب حياتنا، سواء في العمل أو الحياة اليومية. ويمكن أن يحسن الإنتاجية، ويعزز الابتكار، ويوفر راحة وتحسينات في الرعاية الصحية. كما يجب التعامل معه بحذر للتأكد من أن تطوره يحقق المصلحة العامة ويحافظ على القيم الأخلاقية.

اترك رد

Your email address will not be published.