دبوس الذكاء الاصطناعي يثير التساؤلات

AI بالعربي – متابعات

في عصر يسعى فيه قطاع التقنية بأكمله جاهدًا لاكتشاف الجهاز الثوري القادم، الذي قد يزيح الهاتف الذكي عن عرشه، تتألق الابتكارات الجديدة بوعودها، ولكنها غالبًا ما تفشل في تحقيق التوقعات.

بالطبع، لم يكن مفاجئًا أن يتصدر الذكاء الاصطناعي هذه المبادرات الجديدة، إذ بدأ فعلًا يظهر داخل الهواتف وأجهزة الحاسوب المحمولة وغيرها، لكنه هذه المرة ظهر في جهاز جديد صغير، وهو دبوس يعمل بالذكاء الاصطناعي، من تطوير شركة “هيومان Humane” الناشئة، التي يقودها مسؤولون سابقون من شركة أبل.

يسعى هذا الجهاز لإعادة تعريف تفاعلنا مع الأجهزة الرقمية، وتمكنت الشركة من جذب استثمارات هائلة تعكس طموحها لتجاوز الأجهزة التقليدية وتقديم مستقبل يقل فيه اعتمادنا على الشاشات. ولكن، هل يحقق الجهاز الجديد الوعود الكبيرة التي يحملها، أم أنه يخفق في مسار الاستخدام العملي؟

https://twitter.com/Humane/status/1722668651705430154?t=tlYM9HUDpBu11Hmcw6BPEQ&s=19

ما هو دبوس الذكاء الاصطناعي؟

ببساطة، الدبوس هو مربع صغير يتميز بمظهر أنيق، إذ يُثبت مباشرة على الملابس بحيث يظهر كأحد الإكسسوارات العصرية بدلًا من كونه جهازًا آخر محمولًا، ويأتي بسعر 700 دولار لأقل نسخة. يمكن التحدث إليه وطرح الأسئلة عليه واستخدامه في أي مهمة أخرى، كما أوضحت الشركة عند عرضه كيف يمكنه ترجمة اللغات، وأداء بعض المهام الأساسية مثل تحويل أسعار العملات، وبإمكانه أيضًا تعلم أسلوب الشخص في الحديث حتى يتمكن من إرسال رسائل بنفس صوته عندما يكتب رسائل نصية لأصدقائه وعائلته مثلًا.

لكن مع بدء ظهور المراجعات الأولى لهذا الدبوس الجديد، أشارت مختلف المواقع التقنية التي جربته إلى وجود مشكلات حقيقية عند الاستخدام الفعلي. لا يعمل الدبوس كملحق للهاتف، بل يمكنه العمل بصورة مستقلة تمامًا، إذ يستعمل رقم هاتف خاصًا به ويقدم إجابات على الاستفسارات إما بصوت عال باستخدام صوت محاكاة أو بإسقاط نص أو صور على يد المستخدم بالليزر.

تعتمد وظائف دبوس الذكاء الاصطناعي على واجهة تعمل باللمس والأوامر الصوتية، بالإضافة إلى نظام العرض الذي يظهر المعلومات على راحة يد المستخدم، الذي يُعرف باسم “شاشة عرض الحبر بالليزر Laser Ink Display”، ويعمل بدقة “720 بي”، ومصمم للعمل ضمن مسافة محددة تتراوح بين 7 و14 بوصة من الجهاز. وبرغم كونها فكرة مبتكرة، فإن هذا النظام يواجه صعوبات في الاستخدام تحت ضوء الشمس المباشر، إذ تنخفض الرؤية بصورة واضحة عند الاستخدام.

ومن حيث الأداء، لم يحقق الدبوس التوقعات، إذ ذكرت المراجعات وجود بطء في أوقات الاستجابة، مع تأخير يصل إلى 10 ثوانٍ لإكمال المهام الأساسية كإرسال الرسائل النصية، وهو أمر مُحبط لجهاز من المفترض أن يوفر تفاعلات أسرع وأكثر سلاسة من الهاتف الذكي.

ومع الاستخدام كان الجهاز يميل إلى السخونة بصورة تثير القلق، مما يُعد عائقا أمام جهاز من المفترض أن يرتديه المستخدم طوال أوقات اليوم. كما أن غياب وظائف حيوية مثل التحكم في المؤقتات والتقويم، التي من المقرر أن تقدمها الشركة في تحديثات مستقبلية، يعكس الاستعجال في إطلاق منتج قبل أن يكتمل تطويره بصورة مناسبة.

وبالإضافة إلى ذلك، تشير إمكانيات الجهاز في التعامل مع المكالمات والرسائل النصية وتشغيل الوسائط، عبر كاميرته بدقة 12 ميجا بكسل، إلى محاولة استبدال تجربة الهاتف الذكي أو استكمالها. لكنه يفشل في جوانب حاسمة كإعداد رسائل التذكير أو تقديم التوجيهات، وهي من العناصر الأساسية في أي مساعد رقمي حالي يعتمد على الذكاء الاصطناعي.

هل هو عملي؟

حتى إذا تغلبت الشركة على المشكلات التقنية، تظل هناك تحديات عملية تتعلق بجدوى تبني المستخدم للتفاعلات الرقمية القائمة على الأوامر الصوتية، وعرض الصورة باستخدام الليزر على راحة يديه. لأن واجهات الأوامر الصوتية ربما تكون مفيدة في سياقات محددة، أو للتفاعلات السريعة فحسب، ولا توفر الكفاءة أو الخصوصية المطلوبة للمهام الإنتاجية كما يقدمها الهاتف الذكي مثلًا.

كما يواجه الجهاز تحديات في التثبيت على الملابس في ظروف مناخية مختلفة، وفي بيئات اجتماعية متنوعة، وربما يثير وجود كاميرا معلقة أمام الناس دائما مخاوف ترتبط بالخصوصية، حتى بالرغم من وجود ضوء يشير إلى التسجيل عندما تعمل الكاميرا.

بينما يبرز تصميم الجهاز الجديد وتقنياته الأساسية رغبة شركة “هيومان” في الابتكار بما يتجاوز الأساليب التقليدية، إلا إن الجهاز يظل في جوهره مجرد فكرة نظرية أكثر من كونه منتجًا استهلاكيًا عمليًا جاهزًا للأسواق.

لأن سعره المرتفع، بالإضافة إلى التكاليف المستمرة للخدمات وغياب تطبيق مصاحب للهواتف الذكية يُسهل عملية استخدامه، عوامل تحد من جاذبيته للجمهور العام وتجعله أكثر جاذبية للمهتمين بتجربة التقنيات الحديثة.

ومن جهة أخرى، قد يشكل اختيار الشركة للعمل بصورة مستقلة عن أنظمة التشغيل الأساسية للهواتف الذكية والمعروفة عائقا صعبا أمام تبني المستخدم العادي لهذا الجهاز، مما يستدعي إعادة تقييم إستراتيجية وضع الجهاز داخل السوق. فمن المحتمل أن يكون الحل في تحوله إلى إكسسوار بأسعار معقولة أو دمجه مع منصات تقنية شائعة لضمان الحصول على قاعدة مستخدمين أوسع ومستدامة.

Related Posts

قادة “بريكس” يدعون لحماية البيانات من إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي

قادة “بريكس” يدعون لحماية البيانات من إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي AI بالعربي – متابعات تبنت دول مجموعة بريكس إعلانًا جديدًا في ختام قمتها التي عقدت في مدينة ريو دي جانيرو،…

أكمل القراءة

الذكاء الاصطناعي يتنبأ بتسوّس الأسنان قبل ظهوره بشهرين بدقة غير مسبوقة

الذكاء الاصطناعي يتنبأ بتسوّس الأسنان قبل ظهوره بشهرين بدقة غير مسبوقة AI بالعربي – متابعات نجح فريق بحثي من كلية طب الأسنان بجامعة هونغ كونغ في تطوير أول نظام ذكاء…

أكمل القراءة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You Missed

قادة “بريكس” يدعون لحماية البيانات من إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي

  • من admin
  • يوليو 8, 2025
  • 8 views
قادة “بريكس” يدعون لحماية البيانات من إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي يتنبأ بتسوّس الأسنان قبل ظهوره بشهرين بدقة غير مسبوقة

  • من admin
  • يوليو 7, 2025
  • 14 views
الذكاء الاصطناعي يتنبأ بتسوّس الأسنان قبل ظهوره بشهرين بدقة غير مسبوقة

روبوتات الذكاء الاصطناعي تغزو مزارع أميركا كبديل للمبيدات والعمال

  • من admin
  • يوليو 7, 2025
  • 14 views
روبوتات الذكاء الاصطناعي تغزو مزارع أميركا كبديل للمبيدات والعمال

خبير أميركي: الذكاء الاصطناعي يتحكم بـ20% من ساعات يقظتنا.. والوعي بالاستخدام ضرورة

  • من admin
  • يوليو 7, 2025
  • 13 views
خبير أميركي: الذكاء الاصطناعي يتحكم بـ20% من ساعات يقظتنا.. والوعي بالاستخدام ضرورة

500 ألف مستمع على “سبوتيفاي” يتعرضون للخداع بسبب موسيقى الذكاء الاصطناعي

  • من admin
  • يوليو 7, 2025
  • 13 views
500 ألف مستمع على “سبوتيفاي” يتعرضون للخداع بسبب موسيقى الذكاء الاصطناعي

مبادرة “سماي” تدرب 334 ألف سعودي على مهارات الذكاء الاصطناعي

  • من admin
  • يوليو 7, 2025
  • 17 views
مبادرة “سماي” تدرب 334 ألف سعودي على مهارات الذكاء الاصطناعي