فدوى سعد البواردي
أصبحت جيوش بعض الدول تعتمد على تقنيات حديثة ومتقدمة للغاية، أثناء حروبها وخلال تنفيذ عملياتها العسكرية. ومن هذه التقنيات العسكرية المتقدمة المراقبة بالطائرات بدون طيار، او ما يُعرف بالدرونز أو الطائرات المسيرة بدون طيار، واستخدام أنظمة الذكاء الصناعي من خلالها لجمع وتحليل البيانات، وبالتالي، تحديد الأهداف، وتوجيه الضربات لتلك الأهداف بدقة عالية. وتكون الدرونز عادة مجهزة بمستشعرات وكاميرات متطورة لأغراض المراقبة والاستطلاع وجمع المعلومات الاستخباراتية وتنفيذ ضربات دقيقة عبر استهداف الأشخاص المعنيين والبنى التحتية الرئيسية، وبالتالي، تقليل أضرار الجيوش.
كما يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل سلوك الأعداء والمهاجمين والمشتبه بهم، والتنبؤ بحركتهم وأماكن تجمعهم، مما يساهم في زيادة فعالية العمليات العسكرية وتقليل الخسائر البشرية والمدنية في الأماكن الأخرى. وبالإضافة إلى ذلك، يتم استخدام الروبوتات المجهزة بتقنيات الذكاء الاصطناعي في عمليات الاستطلاع لإجراء عمليات الفحص للمناطق المشبوهة، والتي قد يتواجد بها متفجرات أو ألغام أو قنابل أو أسلحة أخرى، مما يساهم في تقليل المخاطر على الجنود المتواجدين بالقرب من هذه المناطق.
ومن أبرز التقنيات كذلك هو نظام الدفاع الصاروخي، والذي من خلال وسائل كشف متطورة بالذكاء الاصطناعي، يتمكن هذا النظام من تحديد مسارات توجه القذائف الهجومية المحتملة على المدن، واستهدافها في وقت مبكر وبدقة عالية، قبل وصولها لأهدافها على الأرض. ولا يمكن تجاهل مجال الأمن السيبراني في الحروب، وهو الذي يسمح للدول بشن هجمات سيبرانية هجومية على البنى التحتية، والتأثير على أنظمة التحكم والاتصالات والمخازن العسكرية، بالإضافة إلى جمع المعلومات السرية حول قدرات العدو ونواياه، مما يُمكن الجيوش من التخطيط وتنفيذ العمليات بدقة أكبر.
كما يتم استخدام التقنيات المتطورة في التشفير، حيث يتم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتطوير تقنيات تشفير قوية وتوفير أمان أعلى للاتصالات العسكرية والمعلومات الحساسة. وبالإضافة إلى جميع ما تم ذكره، يتم أيضا استخدام أجهزة الاستشعار على الأرض، وصور الأقمار الصناعية، لمراقبة حركة العدو، ومراقبة المناطق المشبوهة على الأرض، وجميع التحركات فيها. وتتيح هذه التقنيات للجيوش اكتشاف والتصدي للتهديدات قبل حدوثها من خلال خوارزميات التعلم الآلي وتنبؤات الذكاء الاصطناعي، مما يعزز من فعالية وكفاءة العمليات العسكرية.
في عالمنا اليوم، أصبحت التقنية تلعب دوراُ هاماً في جميع الأصعدة، خاصة في المجال العسكري والأمني. وبالتالي، يُمكن للتقنية أن تقلب موازين قوى الدول في الحروب، فالتقنية اليوم هي سلاح، وعامل قوة، وثقل عسكري وأمني للدول. وكما تم ذكره، فإن تقنيات الذكاء الاصطناعي في الحروب تساهم في زيادة كفاءة وفاعلية العمليات العسكرية وتحقيق ميزة تنافسية قوية في المعارك. ومع ذلك، ينبغي مراعاة القضايا “الأخلاقية والقانونية” المحيطة باستخدام هذه التقنيات الحديثة في الحروب، خاصة فيما يتعلق بأمن المدنيين والمناطق المأهولة بالسكان، كما تنص عليه القوانين والمواثيق الدولية الإنسانية.
المصدر: مال