وبرزت عواقب مميتة نتيجة استخدام المنظمات الإرهابية لمثل هذه الابتكارات، كما بدت إمكانية تأثيرها الاستراتيجي واضحة أيضا؛ ففي السنوات الخمس الماضية، أرسلت الجماعات المسلحة أسرابا آلية من الطائرات دون طيار باتجاه قاعدة حميميم الجوية الروسية في غرب سوريا، واستخدمت طائرات انتحارية دون طيار في محاولات اغتيال قادة الدول في العراق وفنزويلا، وأطلقت طائرات دون طيار تحت الماء ذاتية التحكم في المياه الدولية باتجاه إسرائيل.
وسيُظهِر الذكاء الاصطناعي، كسائر جوانب التكنولوجيا، تأثيره على الأسواق التجارية في النهاية، حيث سيصل إلى مرحلة يصبح فيها من الصعب منع التدخل فيه واستغلاله من قبل جهات خبيثة غير حكومية.

بقايا إحدى الطائرتين المسلحتين المسيرتين اللتين استهدفتا قاعدة عين الأسد الجوية بعد إسقاطهما في 4 يناير 2022 غربي العراق
ويعدّ منح تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي طابعا ديمقراطيا مسألة وقت فقط، وسيثير كثيرا من المخاطر الجسيمة. أولا، يمكن للإرهابيين الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز هجماتهم العنيفة بشكل كبير من خلال الأتمتة وزيادة الدقة وتحديد الأهداف مسبقا. كما أن استخدامه سيسمح للناشطين الإرهابيين بإخفاء هويتهم بشكل شبه كامل، فضلا عن تمكينهم من تحمل التكاليف والمرونة وضمان الموثوقية.
وكما ظهر في الفيديو الدعائي المعروف باسم “البرمجيات القاتلة” (Slaughterbots)، يمكن استهداف منطقة ما من خلال إطلاق أعداد كبيرة من الطائرات دون طيار الصغيرة والرخيصة والمؤتمتة بالكامل والمبرمجة مسبقا لاستهداف الأفراد على أساس عرقهم وآرائهم السياسية وجنسهم أو أي عدد من الخصائص القابلة للقياس أو الاكتشاف.
في نهاية المطاف، سيؤدي دمج الذكاء الاصطناعي في أعمال العنف إلى إلغاء الحاجة إلى الخبرة والذكاء البشريين، بالإضافة إلى إزالة كافة الحواجز الأخلاقية أو النفسية التي تتدخل أو تقوض فعالية أعمال العنف التي تعتمد كليا على الجسد والعقل البشري.