أبرز الفوائد والمخاطر لاستخدام “الذكاء الاصطناعي”

34

AI بالعربي – متابعات

في وقت يكثر الحديث فيه عن فوائد ومخاطر الذكاء الاصطناعي في أنحاء العالم، أقر مشرعون في الاتحاد الأوروبي، الأربعاء 14 يونيو، تعديلات على مسودة لقواعد الذكاء الاصطناعي لتشمل حظرا على استخدامه في رصد القياسات الحيوية وإلزام مستخدمي أنظمته التوليدية مثل “تشات جي بي تي” بالكشف عن المحتوى الناتج عنها.

ويمكن تغريم الشركات التي تنتهك قواعدها بما يزيد عن 30 مليون يورو أو 6٪ من حجم المبيعات السنوي العالمي.

وتقول وكالة رويترز للأنباء، إن التعديلات على مشروع القانون الذي اقترحته المفوضية الأوروبية بهدف حماية المواطنين من مخاطر هذه التكنولوجيا قد تؤدي إلى صدام مع دول الاتحاد الأوروبي التي تعارض فرض حظر كامل على استخدام الذكاء الصناعي في جمع وتحليل بيانات القياسات الحيوية للأشخاص.

ووفق الوكالة ذاتها، فقد دفعت سرعة تبني تطبيق “تشات جي بي تي”، الذي طورته شركة “أوبن إيه آي” المدعومة من مايكروسوفت وغيره من برامج الذكاء الاصطناعي، كبار علمائه ورؤساء شركات تنفيذيين إلى التحذير من المخاطر المحتملة التي قد يتعرض لها المجتمع جراءه.

ومن بين التعديلات الأخرى، يريد المشرعون في الاتحاد الأوروبي من الشركات أن تكشف عن أي مواد محمية بحقوق الملكية الفكرية تستخدمها في تدريب أنظمتها للذكاء الاصطناعي، وأن تقدم الشركات التي تعمل على “تطبيق عالي الخطورة” تقييماً لتأثيره على الحقوق الأساسية والبيئة.

وسيتعين على مستخدمي أنظمة مثل “تشات جي بي تي” الكشف عن أن المحتوى ابتكره الذكاء الاصطناعي، والمساعدة في التمييز بين الصور المزيفة والحقيقية وضمان الحماية من المحتوى غير القانوني.

ويأمل الاتحاد الأوروبي أن ينجز قبل نهاية العام أول قواعد في العالم تهدف إلى تنظيم وحماية الابتكار في هذه التقنيات الحاسمة.

ماهية الذكاء الاصطناعي

استغرق البرلمان الأوروبي عامين للتوصل إلى تعريف لنظام الذكاء الاصطناعي، وهو برنامج يجرى تغذيته “بمجموعة معينة من الأهداف التي يحددها الإنسان، لإنتاج مخرجات كالمحتوى أو التنبؤات أو التوصيات أو القرارات التي تؤثر على البيئات التي يتفاعل معها”.

وقد طورت شركة أبحاث الذكاء الاصطناعي “أوبن إيه آي” تقنية “تشات جي بي تي” بمدينة سان فرانسيسكو الأميركية.

ويدير الشركة سام أولتمان، ومن بين داعميها شركة مايكروسوفت وقطب التكنولوجيا إيلون ماسك.

و”تشات جي بي تي” عبارة عن روبوت أو برنامج يعمل باستخدام الذكاء الاصطناعي، إذ يتحاور مع المستخدم ويجيب على ما يطرح عليه من أسئلة بشكل مفصل، ويتذكر كل ما طرح عليه من قبل من أسئلة خلال الحوار الذي يتم وكأنه بين شخصين. كما يسمح للمستخدم بتصحيحه إذا ما أخطأ، ويعتذر عن تلك الأخطاء.

وقد دربت الشركة ذلك النموذج باستخدام كميات هائلة من المعلومات المتاحة على شبكة الإنترنت وغيرها من المصادر العامة، بما في ذلك حوارات ومحادثات بين البشر، بحيث يستطيع أن ينتج نصوصا أشبه بالنصوص البشرية من خلال تعلم خوارزميات تقوم بتحليل عدد هائل من البيانات، ويعمل بصورة تشبه الدماغ البشري.

وقد دخل “تشات جي بي تي” إلى الاستخدام العام، منذ حوالي ستة أشهر. والآن، يمكنه كتابة المقالات والتخطيط لعطلات الناس واجتياز الاختبارات المهنية. وتتزايد القدرات اللغوية واسعة النطاق لهذا الروبوت بمعدل هائل.

ولا توجد إحصاءات رسمية بشأن عدد مستخدمي “تشات جي بي تي” حتى الآن، غير أن تقريرا نشرته وكالة رويترز مطلع هذا العام أفاد بوصول عدد مستخدميه إلى 100 مليون مستخدم شهريا، ما يجعله أسرع التطبيقات نموا على الإطلاق.

كما أثار التحديث الأخير لتطبيق سناب شات، والذي أضافت فيه الشركة روبوت دردشة يعمل بالذكاء الاصطناعي والمعروف باسم “بوت السناب”، تفاعلا واسعا لدى مستخدمي التطبيق من العرب وبالأخص في السعودية، حيث يعد سكان المملكة من أكثر مستخدمي التطبيق حول العالم.

وكان اثنان من “العرابين” الثلاثة للذكاء الاصطناعي، جيفري هينتون والبروفيسور يوشوا بنغيو، من بين من حذروا من أن هذه التكنولوجيا لديها قدرات هائلة على إلحاق الضرر.

مخاطر الذكاء الاصطناعي

مع وجود القليل من القواعد التنظيمية المتبعة لاستخدام الذكاء الاصطناعي، فقد حذر الخبراء من أن تطوره السريع قد يكون خطيرا. حتى أن البعض قال إنه يجب وقف أبحاث الذكاء الاصطناعي.

في مايو الماضي، قدم جيفري هينتون الذي ينظر إليه على نطاق واسع كأب روحي للذكاء الاصطناعي، استقالته من شركة غوغل.

وحذر هينتون من أن روبوتات الدردشة الذكية يمكن أن تصبح قريبا أكثر ذكاء من البشر.

وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، نشر مركز أمان الذكاء الاصطناعي، ومقره الولايات المتحدة، بيانا عبر موقعه الإلكتروني، أيده العشرات من المتخصصين التكنولوجيين البارزين.

وجاء في البيان أن استخدام الذكاء الاصطناعي قد يولد معلومات خاطئة من شأنها أن تزعزع استقرار المجتمع، وفي أسوأ السيناريوهات، قال الخبراء إن هذه الآلات قد تصبح ذكية للغاية بحيث تتولى زمام الأمور، ما قد يؤدي إلى انقراض البشرية.

و قالت رئيسة قطاع التكنولوجيا في الاتحاد الأوروبي مارغريت فيستاجر لبي بي سي إن قدرة الذكاء الاصطناعي على تضخيم التحيز أو التمييز أصبحت مصدر قلق كبير وسببا ملحا لإيجاد حل.

وبالنسبة لـ فيستاجر فإن ما يقلقها على وجه الخصوص، هو الدور الذي يمكن أن يلعبه الذكاء الاصطناعي في اتخاذ قرارات تؤثر على سبل عيش الناس مثل طلبات القروض، مضيفة أن هناك “خطرا بالتأكيد” يتمثل في إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي للتأثيرعلى الانتخابات.

في المقابل يقول آخرون، بمن فيهم رائدة التكنولوجيا مارثا لين فوكس، إنه لا ينبغي لنا أن نشعر بنوع من “الهستيريا والهلع” بشأن الذكاء الاصطناعي، كما أنها حثت على إجراء نقاشات أكثر منطقية حول قدرات الذكاء الاصطناعي.

اترك رد

Your email address will not be published.