الخيار بين الذكاء الاصطناعي.. والذكاء الميتافيزيقي
بشرى فيصل السباعي
مؤخرًا تتالت التصريحات والمعاريض الموقعة من أقطاب التكنولوجيا وأبحاث الذكاء الاصطناعي مطالبة بوقف توظيف الذكاء الاصطناعي واستقال بعض خبرائه بالشركات العالمية احتجاجاً على بدء توظيفه، فما أسباب شعور الخبراء بالخطر منه؟ وهي برامج حاسوبية تحاكي الذكاء البشري تدير نفسها بنفسها ولا تحتاج للإنسان ويمكنها تطوير وبرمجة وتعليم نفسها؟
الأسباب هي: الخوف من المجهول وفقد السيطرة والحرية/الخصوصية وسلطة القرار وعدم الموضوعية بالأحكام، فلا يمكن فرض السيطرة الكلية على الذكاء الاصطناعي إن تم توظيفه بشكل كامل، وتسمى مرحلة عجز الإنسان عن مجاراة تعقيد الذكاء الاصطناعي وتبعاته بـ«Singularity – الفرادة» وهي بالفعل تحققت جزئياً بالمجال الاقتصادي وتسببت بانهيارات وسلبيات الواقع الاقتصادي العالمي التي هي ضد مصلحة عموم الناس وتفيد فقط الفئة المحدودة التي توظف الذكاء الاصطناعي.
والأخطر حسب تقرير للأمم المتحدة -8/ مارس/2021- أن طائرتي درون بدون طيار تعملان بالذكاء الاصطناعي اسماهما Kargu-2 وloitering munitions قامتا بإرادة مستقلة بالإبادة الشاملة لمجموعة كبيرة في ليبيا ضمن أحداث الحرب الأهلية دون أمر أو إذن من مشرف بشري، وهكذا أصبح الناس بالكامل تحت الرحمة الآلية اللاواعية للذكاء الاصطناعي.
وبالعموم أكبر خطر له أنه يشبه حال غالب الناس بافتقاره للوعي الواقعي الموضوعي المستيقظ/الحي المعنوي الجوهري؛ فكل الحكماء قالوا إن الناس في حال مشي أثناء النوم طوال حياتهم؛ فهم مسيرون بالكامل ببرمجة المنظومة الغرائزية اللاواعية، وبرمجة ما هو محفوظ بذاكرتهم من أنماط تطبعوا بها من بيئتهم بشكل عشوائي تكرر نفسها تلقائياً بدون وعي وتمحيص وإرادة صاحبها بل ضد إرادة صاحبها أحياناً كما بحالة الوسواس القهري.
لكن قدرات الأفراد محدودة وكذلك ضررهم بينما قدرات الذكاء الاصطناعي غير محدودة وكذلك ضرره، لكنه لن يكون أكثر جهالة وخطأ بعدم تقدير الأمور بقدرها الصحيح الموضوعي من البشر، لكن لن يوجد من هو أقوى منه ليوقفه عن متابعة التصرفات الخاطئة المضادة للمصلحة، لكن ربما قد يدخل متغير غير متوقع على خط الذكاء الاصطناعي من وحي الأبحاث على فيزياء الكم والكومبيوتر الكمي، وأبحاث الوعي البشري وتأثيراته الميتافيزيقية بالمادة كما في «مشروع الوعي العالمي – The Global Consciousness Project» لمختبر جامعة برينستون العريقة المخصص للأبحاث والتجارب الميتافيزيقية (PEAR)، وأثبتت أنه يمكن توظيف الوعي البشري الفردي والجماعي الإرادي واللاإرادي بشكل ميتافيزيقي عبر تقنية كالكومبيوتر الكمي الذي يوظف القوانين التي تتعلق بتأثير الوعي على المادة كقانون «تأثير المراقب» وقانون «التعالق الكمومي» و«–spooky action at a distance التأثير الشبحي عن بعد».
ولذا لن يخرج عن السيطرة، وسبق وكتبت مقالات بأسماء المسؤولين العسكريين الأميركيين الذين أشرفوا على دراسة الأطباق الطائرة التي تحطمت -أبرزهم الجنرال Philip Corso- وكشفوا أنها تعمل بتكنولوجيا حقل الوعي الروحي الميتافيزيقي الكمي البشري، ولذا ليس فيها أجهزة؛ ويعمل حقل الروح/الوعي ميتافيزيقيا بحد ذاته عمل الكومبيوتر الفائق لذا من حيث المبدأ الأمر ليس خيالاً إنما مستقبل سبق إليه آخرون، وهذا يعني أن البشر على مفترق طرق بين نوعين من التكنولوجيا؛ الذكاء الاصطناعي اللاواعي، وتكنولوجيا ذكاء حقل الوعي الكمي الميتافيزيقي البشري، والأخير له شبكة الإنترنت الكونية الخاصة به التي أسماها صديق اينشتاين الفيزيائي ديفيد بهوم «Implicate order–المنظومة الضمنية»، وسماها عالم الأحياء روبرت شيلدرك «الحقل التشكلي–Morphic field»، وهو حقل الذكاء الكوني المسؤول عن العمليات الذكية بالطبيعة، ويبدو أثره واضحاً بالكائنات المفتقرة للدماغ كالنباتات والمجهرية كالفيروسات التي تتصرف بذكاء يتطلب آلاف العلماء لفهمه، وتوظيف الإنسان لحقل الذكاء الكوني الكمي مأمون أكثر من الذكاء الاصطناعي لأنه متضمن برمجة ربانية لكن أيضاً لا يمكن السيطرة الكلية عليه.
المصدر: عكاظ