AI بالعربي – متابعات
تسعى كبرى سلاسل الفنادق العالمية إلى تعزيز الحجز المباشر من العملاء، عبر توسيع برامج الولاء وتقديم مزايا حصرية وتجارب أكثر تخصيصًا، في خطوة تهدف إلى تقليل الاعتماد على وكالات السفر الإلكترونية التقليدية، ومواجهة تحدٍ جديد يتمثل في صعود وكلاء الذكاء الاصطناعي القادرين على حجز السفر بشكل آلي.
وتعمل علامات فندقية كبرى مثل ماريوت، هيلتون، حياة، وويندهام على إعادة بناء علاقتها مع عملائها المباشرين، من خلال حوافز إضافية وتجارب مصممة بعناية، بما يعزز قدرتها التنافسية في سوق يشهد تحولات رقمية متسارعة.
نمو متسارع لبرامج الولاء
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز، سجل برنامج الولاء الخاص بشركة ماريوت “Bonvoy” نموًا بنحو 18 في المئة مقارنة بالعام الماضي، ليصل عدد أعضائه إلى قرابة 260 مليون عضو حول العالم، في مؤشر واضح على تصاعد أهمية الولاء كأداة استراتيجية في قطاع الضيافة.
وفي السياق ذاته، وسّعت هيلتون من مزايا برنامجها، عبر تسهيل الوصول إلى مستويات النخبة، إلى جانب عقد شراكات جديدة تتيح استبدال النقاط بطرق متنوعة، ما يمنح العملاء مرونة أكبر وقيمة مضافة تتجاوز مجرد الإقامة.
البيانات والعمولات في قلب المنافسة
ويرى خبراء في صناعة الضيافة أن برامج الولاء تمثل السلاح الأبرز للفنادق في مواجهة وكالات السفر الإلكترونية، التي تفرض عمولات تتراوح بين 15 و25 في المئة على كل حجز. كما تمنح هذه البرامج الفنادق ميزة استراتيجية تتمثل في جمع بيانات العملاء وتحليل سلوكهم بشكل مباشر، بعيدًا عن الوسطاء.
وكلاء الذكاء الاصطناعي يرفعون مستوى التحدي
ومع تطور وكلاء الذكاء الاصطناعي القادرين على تنفيذ عمليات الحجز بسرعة وكفاءة، باتت العلاقة بين العميل والعلامة الفندقية مهددة بالتحول إلى علاقة رقمية بحتة، ما قد يقلل من الارتباط العاطفي والولاء طويل الأمد.
ولهذا السبب، تتجه الفنادق إلى التركيز على تقديم تجارب يصعب أتمتتها، مثل التجارب الترفيهية أو الرياضية المصممة خصيصًا لفئات معينة من العملاء. وقدمت هيلتون، على سبيل المثال، جناحًا بتصميم كرة القدم يتضمن جلسات تدريب حصرية لعشاق الرياضة، في محاولة لتقديم قيمة لا يمكن لوكلاء الذكاء الاصطناعي محاكاتها بالكامل.
التكنولوجيا لتعزيز العلاقة المباشرة
في الوقت نفسه، تستثمر الفنادق بقوة في التكنولوجيا الرقمية، عبر تطبيقات الهواتف الذكية التي تتيح تسجيل الوصول والمغادرة بسهولة، وحجز الغرف والخدمات الإضافية، إلى جانب تقديم عروض مخصصة بناءً على تفضيلات الأعضاء، ما يعزز الحجز المباشر ويحد من الاعتماد على الوسطاء.
دور مستمر لوكالات السفر الإلكترونية
ورغم هذه التحولات، تعترف وكالات السفر الإلكترونية مثل Booking.com بالمنافسة المتزايدة من برامج الولاء الفندقية، لكنها تؤكد أن منصاتها لا تزال تلعب دورًا مهمًا، خاصة للفنادق الصغيرة والمتوسطة التي تفتقر إلى الموارد اللازمة لإدارة برامج ولاء واسعة أو حملات تسويق متقدمة.
وتشير هذه الوكالات إلى أنها توفر وصولًا أوسع إلى أسواق عالمية وعملاء جدد، ما يجعلها عنصرًا أساسيًا في منظومة الحجز العالمية، رغم الضغوط المتزايدة.
مستقبل الحجز في عصر الذكاء الاصطناعي
ويرى محللون أن نجاح الفنادق في المرحلة المقبلة يعتمد على تحقيق توازن بين الولاء، التجربة، والتفاعل التكنولوجي. فالفنادق القادرة على تقديم مزايا حقيقية وتجارب مخصصة ستكون في موقع أفضل لمواجهة تأثير وكلاء الذكاء الاصطناعي والمنصات الإلكترونية على سوق الضيافة العالمي.
وفي المحصلة، تبدو استراتيجية سلاسل الفنادق الكبرى قائمة على تحويل العميل من مجرد نزيل عابر إلى شريك دائم، في محاولة للحفاظ على مكانتها في سوق يتغير بسرعة، حيث يلعب الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية دورًا متزايد التأثير في صناعة السفر والضيافة.
