AI بالعربي – متابعات
تستعد مجموعة “علي بابا غروب هولدينغ” لإطلاق أكبر عملية إعادة تطوير لتطبيق الذكاء الاصطناعي الخاص بها على الهواتف المحمولة، في خطوة تهدف إلى تحويله إلى منصة متكاملة تشبه طريقة عمل “ChatGPT”.
وتأتي هذه الخطوة ضمن رؤية واسعة لتعزيز حضور الشركة في سوق الذكاء الاصطناعي وتحقيق عوائد مباشرة من المستخدمين الأفراد مستقبلًا.
تحوّل استراتيجي نحو نموذج “كوين”
تعمل “علي بابا” على تحديث تطبيقات “تونغي” المتوفرة على نظامي “آي أو إس” و”أندرويد”، على أن يتم تغيير اسمها إلى “كوين” تيمّنًا بنموذج الذكاء الاصطناعي الرئيسي لدى الشركة.
وتشير مصادر مطلعة إلى أن الشركة ستُدخل ميزات تعتمد على الذكاء الاصطناعي الوكيل داخل التطبيق تدريجيًا، بداية من مهام مرتبطة بالتسوّق عبر “تاوباو”، مع خطة لاحقة للتوسع عالميًا وإطلاق نسخة مخصّصة للأسواق الخارجية.
الذكاء الاصطناعي الوكيل.. أولوية مشتركة بين الصين وأميركا
بحسب مصادر داخلية، فإن الهدف النهائي هو تحويل “كوين” إلى نظام ذكاء اصطناعي متكامل قادر على أداء المهام نيابة عن المستخدم، وهو الاتجاه الذي يشكّل حاليًا أولوية قصوى لكل من الشركات الأميركية والصينية في سباق التطوير.
خلال الأشهر الماضية، خصصت الشركة أكثر من 100 مطوّر من مختلف الأقسام للعمل على المشروع، في سياق استثمارات واسعة في الذكاء الاصطناعي أشار إليها الرئيس التنفيذي إيدي وو سابقًا.
سباق صيني محموم نحو تقنيات أكثر تطورًا
انضمت “علي بابا” إلى منافسين صينيين صاعدين مثل “مينيماكس” و”بايت دانس”، في سباق يسعى إلى طرح نماذج ذكاء اصطناعي أكثر قوة، بهدف منافسة روّاد القطاع مثل “أوبن إيه آي” و”ديب سيك”.
وقد انعكس هذا التوجّه إيجابيًا على أسهم “علي بابا” في بورصة هونغ كونغ التي ارتفعت بأكثر من 3%.
تحديات تحقيق الإيرادات المباشرة
رغم التقدّم التقني، ما تزال خطة تحقيق العوائد لدى الشركات الصينية تركّز على العملاء ذوي الميزانيات الكبيرة، فيما لا يُظهر المستهلكون المحليون استعدادًا كبيرًا للدفع مقابل الخدمات الرقمية.
كما يتأخر “كوين” من حيث الانتشار مقارنة بتطبيقات مثل “دوباو” من “بايت دانس” و”يوانباو” من “تينسنت”. ومع ذلك، تأمل الشركة أن يؤدي دمج ميزات التسوّق داخل التطبيق إلى تعزيز استخدامه اعتمادًا على قوتها في التجارة الإلكترونية.
تبسيط العلامة التجارية وتوسيع قاعدة المستخدمين
إلى جانب تطبيقات “تونغي”، تمتلك “علي بابا” نسخة أخرى تحت اسم “كوين شات”، إلا أنها أقل كفاءة. وتهدف الشركة إلى توحيد الهوية البصرية وتجربة الاستخدام تحت علامة “كوين” لتسهيل التفاعل مع المستخدمين.
وسيظل “كوين” متاحًا مجانًا في الوقت الحالي، فيما تراهن الشركة على بناء قاعدة مستخدمين واسعة تمهيدًا لفرض رسوم على الخدمات المتقدمة مستقبلًا.
استثمارات ضخمة في الذكاء الاصطناعي عبر الصين
تضخ شركات التكنولوجيا الكبرى في الصين، مثل “هواوي” و”تينسنت”، استثمارات كبيرة في الذكاء الاصطناعي، ضمن موجة عالمية مشابهة تقودها شركات أميركية مثل “أوبن إيه آي” و”ميتا بلاتفورمز”.
ويهدف هذا التوجه إلى بناء تقنيات قادرة على إعادة تشكيل الاقتصادات وتعزيز النفوذ الجيوسياسي.
بنية تحتية تقنية واستثمارات مستمرة
كشف الرئيس التنفيذي إيدي وو سابقًا عن خطط لاعتماد نماذج ذكاء اصطناعي جديدة وتطوير بنية تحتية تشمل الرقائق التي تُعد حجر الأساس لهذه التكنولوجيا.
وسبق للشركة أن أطلقت تحديثات مشابهة على تطبيق “كوارك” بهدف تحويله إلى مساعد ذكي متكامل.
وفي الربع الأخير، سجلت “علي بابا” نموًا ثلاثي الرقم في مبيعات المنتجات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، بينما حقق قسم الحوسبة السحابية نموًا يفوق التوقعات ليصبح الأسرع داخل المجموعة.








