مقال لم يُكتب.. هكذا تكلم الذكاء الاصطناعي
محمد إبراهيم منير
يعد الذكاء الاصطناعي (AI) أحد أكثر التقنيات اضطرابًا في عصرنا, حيث لديها القدرة على إحداث تغييرات كبرى في مختلف القطاعات والصناعات، من الرعاية الصحية إلى التصنيع، ومن التعليم إلى الترفيه.
يمكن للذكاء الاصطناعي أتمتة المهام “تشغيلها آليًا” وتحسين الإنتاجية وتحسين العمليات وإنشاء منتجات وخدمات جديدة, لكن ماذا يعني هذا بالنسبة للعاملين من البشر؟.. هل سيخلق الذكاء الاصطناعي وظائف أكثر من الوظائف التي يلغيها، أم سيؤدي إلى بطالة جماعية واضطراب اجتماعي؟. لا توجد إجابة محددة لهذا السؤال، حيث أن الدراسات والسيناريوهات المختلفة لها افتراضات ومنهجيات مختلفة. ومع ذلك، يمكن ملاحظة بعض الاتجاهات والأنماط العامة، فنحن نستطيع أن نستكشف بعض التأثيرات المحتملة للذكاء الاصطناعي على الوظائف البشرية الشاغرة في المستقبل، بناءً على ثلاثة أبعاد: مستوى المهارة، نوع المهمة، والقطاع.
مستوى المهارة
وفقًا لتقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي (WEF)، بحلول عام 2025، سيحل الذكاء الاصطناعي و”الأتمتة” 85 مليون وظيفة على مستوى العالم، ولكن أيضًا سيخلق في المقابل 97 مليون وظيفة جديدة, ومع ذلك، ستتطلب هذه الوظائف الجديدة مهارات وكفاءات مختلفة عن تلك التي فقدت. يقدر التقرير أنه بحلول عام 2025، سيحتاج 50٪ من جميع الموظفين إلى إعادة تأهيل المهارات، وأن المهارات الأكثر طلبًا ستكون التفكير النقدي وحل المشكلات والإبداع والذكاء العاطفي. هذه هي المهارات التي يصعب أتمتتها. من ناحية أخرى، ستكون المهارات الأكثر روتينية أو يدوية أو متكررة أكثر عرضة للأتمتة والإزاحة.
نوع المهمة
هناك طريقة أخرى للنظر في تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف البشرية الشاغرة، وهي من خلال نوع المهام التي يؤديها العاملون. وفقًا لإطار عمل شركة McKinsey & Company، يمكن تصنيف المهام إلى خمس فئات: المادية، واليدوية، المعرفي، والعاطفية، والتكنولوجي. يشير إطار العمل إلى أن الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثيرات مختلفة على أنواع مختلفة من المهام، اعتمادًا على درجة جدوى “الأتمتة”. على سبيل المثال، من المرجح أن يتم التشغيل الآلي للمهام البدنية واليدوية أكثر من المهام الاجتماعية والعاطفية، حيث يسهل تكرارها بواسطة الآلات ولها قيمة مضافة أقل. ومع ذلك، هذا لا يعني أن جميع الوظائف المادية واليدوية ستختفي، حيث أن بعضها قد لا يزال يتطلب إشرافًا أو تدخلًا بشريًا, وبالمثل، تقل احتمالية أتمتة المهام المعرفية الأعلى من المهام العادية، لأنها تتطلب مزيدًا من الإبداع. ومع ذلك، هذا لا يعني أن جميع الوظائف المعرفية العليا ستكون في مأمن من الذكاء الاصطناعي، حيث قد يستمر بعضها في الاستفادة من التعزيز أو التعاون مع الأجهزة.
القطاع:
البعد الثالث الذي يجب مراعاته هو القطاع أو الصناعة التي يعمل فيها العمال. تتمتع القطاعات المختلفة بمستويات مختلفة من التعرض والتكيف مع الذكاء الاصطناعي والأتمتة، اعتمادًا على خصائصها ودينامياتها. على سبيل المثال، وفقًا لتقرير صادر عن شركة “برايس ووترهاوس كوبرز” فإن قطاعات مثل الصحة والتعليم ومن المتوقع أن تشهد زيادة صافية في التوظيف بسبب الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030، نظرًا لارتفاع الطلب على المهارات البشرية وإمكانات عالية للابتكار والنمو, من ناحية أخرى، قطاعات مثل التصنيع والنقل والتخزين وتجارة التجزئة والجملة من المتوقع أن تشهد انخفاضًا صافياً في التوظيف بسبب الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030، حيث أنها معرضة بشكل كبير للأتمتة وإمكانية منخفضة لخلق فرص العمل.
في الختام، سيكون للذكاء الاصطناعي تأثير كبير على الوظائف البشرية الشاغرة في المستقبل، لكن هذا التأثير سيختلف اعتمادًا على عدة عوامل مثل مستوى المهارة ونوع المهمة والقطاع. لذلك من المهم للعمال وأصحاب العمل وصناع السياسات والمعلمين والمجتمع ككل الاستعداد لهذا الانتقال واغتنام الفرص والتحديات التي يجلبها الذكاء الاصطناعي.
تتضمن بعض الإجراءات الممكنة التي يمكن اتخاذها ما يلي:
– إعادة صقل مهارات العمال وصقلهم لمواكبة الطلب المتغير على المهارات.
– إعادة تصميم الوظائف والمهام لزيادة التكامل بين الإنسان والآلات.
– الاستثمار في الابتكار وريادة الأعمال لخلق أسواق وصناعات جديدة.
– تعزيز الحماية الاجتماعية والإدماج لدعم العمال النازحين أو المحرومين من قبل الذكاء الاصطناعي.
– تعزيز الاستخدام الأخلاقي والمسؤول للذكاء الاصطناعي لضمان تقاسم فوائده بشكل عادل والتخفيف من مخاطره.
عزيزي القاريء، الآن، وبعد أن انتهيت من قراءة المقال. هذا المقال لم يُكتب، ولكن تم إعداده آليًا عن طريق “bing chat”. كثير من الناس تقف أمام “AI chat” حول دقة المعلومات المقدمة منه والتحري عنها ومحاولة خداعه، لكنّ الذكاء الاصطناعي صار أمرًا واقعًا شئنا أم أبينا، وسوف يقوم ببعض الوظائف التي كانت تعتمد على البشر, وهذا المقال هو في الأساس رد على تساؤل طرحته عليه: “كيف سيؤثر الذكاء الاصطناعي على الوظائف البشرية في المستقبل؟”. لكن من الضروري أن ننبه هنا، أنه بالرغم من أن الذكاء الاصطناعي سيحل محل البشر في بعض الوظائف، إلا أن معظمها وظائف روتينية لا تعتمد على أي نوع من الإبداع. وأما كل هذا التطور السريع فيجب علينا أن نستعد جيدًا، وأن نعلم أبناءنا البرمجة منذ الصغر، لأنها لم تعد رفاهية بل ضرورة، وسواء انتهجوا طريق البرمجة أم لا، فسوف يحتاجون إلى المعرفة بلا شك في المستقبل.
المصدر: الوطن