
AI بالعربي – متابعات
في خطوة تعكس الجانب الإنساني للذكاء الاصطناعي، طوّر فريق من الباحثين في الصين منصة مبتكرة تترجم النصوص إلى لغة الإشارة في الوقت الفعلي، ما يفتح آفاقًا جديدة أمام ملايين الصم وضعاف السمع نحو عالم أكثر تواصلًا وعدالة رقمية.
رؤية إنسانية وراء التقنية
المبادرة تقودها شركة ناشئة تُدعى Limitless Mind، أسسها باحثون من جامعة “شيان جياوتونغ-ليفربول” بقيادة الدكتور سو جيونغلونغ، نائب عميد كلية الذكاء الاصطناعي والحوسبة المتقدمة.
ويقول سو إن الهدف من المشروع ليس مجرد ابتكار تقني، بل إعادة تعريف التكنولوجيا كأداة إنسانية تُزيل الحواجز بدل أن تخلقها.
منصة ذكية تدعم لغة الإشارة
تعتمد المنصة على نموذج ذكاء اصطناعي خفيف يمكن تشغيله عبر الهواتف الذكية أو دمجه في نظارات ذكية.
تظهر من خلاله شخصيات افتراضية ثلاثية الأبعاد تقوم بترجمة الكلام والنصوص إلى لغة الإشارة بشكل لحظي.
ويُتيح هذا الابتكار للأشخاص ذوي الإعاقات السمعية التفاعل بحرية في مجالات التعليم والعمل والرعاية الصحية دون وسيط أو تأخير.
اهتمام رسمي وتوجه تجاري
يحظى المشروع باهتمام متزايد من الحكومات المحلية والشركات الصناعية في الصين التي تسعى لتبنيه تجاريًا.
وعلى الرغم من أن التقنية لا تزال في مراحلها الأولى، فإنها تمثل نموذجًا نادرًا للذكاء الاصطناعي الإنساني الذي يهدف إلى حل مشكلات اجتماعية حقيقية مثل التواصل في المدارس والمستشفيات وأماكن العمل.
جيل جديد من الحلول المساعدة
لا يتوقف طموح الفريق عند هذا الحد.
فقد بدأ الباحثون العمل على تطوير أنظمة متقدمة لترجمة حركة الشفاه إلى نصوص، إضافة إلى واجهات دماغ-حاسوب قادرة على تحويل الموجات العصبية إلى كلمات مكتوبة.
هذه الابتكارات قد تمهد لاستخدامات مستقبلية في السيارات ذاتية القيادة وتحسين حياة ذوي الاحتياجات الخاصة.
تعاون مع شركات الروبوتات
بحسب موقع Interesting Engineering، يستفيد مشروع Limitless Mind من التعاون مع شركة Mind with Heart Robotics في مدينة شنتشن.
تعمل الشركة على تطوير روبوتات ورفقاء إلكترونيين لدعم الأطفال المصابين بالتوحّد ومساعدتهم على التعبير عن مشاعرهم.
تعتمد هذه الأنظمة على تقنيات التعلم الآلي لتحليل تعابير الوجه والتعرف على الحالات العاطفية في الوقت الحقيقي، مما يتيح تفاعلًا أكثر دفئًا وإنسانية بين الإنسان والآلة.
ذكاء اصطناعي بروح إنسانية
بهذا الابتكار، تؤكد الصين أن سباق الذكاء الاصطناعي لا يُقاس فقط بقوة المعالجات أو قدرات النماذج، بل أيضًا بمدى قدرته على لمس حياة الإنسان وإعادة تعريف معنى التواصل الإنساني في العصر الرقمي.