
AI بالعربي – متابعات
في خطوة لافتة تعكس الثقة المتزايدة في الكفاءات القيادية بمجال الذكاء الاصطناعي، نجحت المهندسة والمبتكرة ميرا موراتي في جذب واحدة من أكبر جولات التمويل في وادي السيليكون، بلغت ملياري دولار، لتأسيس شركتها الجديدة قبل أن تطلق أي منتج فعلي.
الإنجاز لم يأتِ صدفة، بل كان نتيجة مسيرة مهنية متميزة داخل OpenAI، حيث كانت موراتي من أبرز القيادات في مشاريع كبرى مثل ChatGPT، قبل أن تقرر خوض تجربتها الخاصة مستندة إلى رؤيتها الطموحة وفريق عالمي من نخبة الخبراء.
كيف كانت البداية؟
كانت ميرا موراتي من أبرز القيادات داخل OpenAI، وساهمت في تطوير مشاريع ضخمة مثل ChatGPT، قبل أن تشعر بالحاجة إلى مساحة أوسع لرؤية أفكارها تنبض بالحياة.
في فبراير 2025، أعلنت مغادرتها الشركة، ومع هذا القرار تبعها عدد من ألمع مهندسي ومطوري الذكاء الاصطناعي في العالم، بعضهم من زملائها السابقين، لتُشكّل فريقًا خارقًا في مجال يُعد اليوم الأكثر طلبًا وندرة.
جولة تأسيسية ضخمة
المستثمرون لم يترددوا لحظة، وضخوا ملياري دولار في جولة تأسيسية ضخمة، لتُقيَّم الشركة الجديدة بـ 12 مليار دولار قبل أن تُطلق أي منتج فعلي.
الثقة بميرا وفريقها
ضمّت قائمة المستثمرين أسماء عملاقة مثل Andreessen Horowitz وNvidia وAMD وCisco وServiceNow وJane Street، وكلهم اتفقوا على أمر واحد: الثقة بميرا وفريقها.
المنتج الأول
بعد أشهر من العمل خلف الكواليس، أعلنت ميرا وفريقها عن أول منتجاتهم تحت اسم Tinker، أداة ذكية تساعد المطورين والباحثين على ضبط النماذج اللغوية الكبيرة LLMs بسرعة وكفاءة عالية.
يعتمد “Tinker” على تقنية LoRA Low-Rank Adaptation التي تُقلل الوقت والتكلفة مقارنة بإعادة تدريب النموذج بالكامل، مما يجعلها خيارًا عمليًا وفعالًا في الأبحاث والتطوير.
ما هي LoRA؟
تمكّن LoRA من تخصيص النماذج العملاقة بسرعة وبكلفة منخفضة، عبر إضافة طبقات صغيرة قابلة للتدريب دون المساس بالنموذج الأساسي.
ظهرت لأول مرة في بحث علمي عام 2022 بعنوان “LoRA: Low-Rank Adaptation of Large Language Models”، والذي أظهر أن هذه الطريقة تُقلّل عدد المعاملات المطلوبة بمقدار 10 آلاف مرة وتخفض استهلاك الذاكرة بثلاثة أضعاف مقارنة بطرق الضبط التقليدية.
ردود الفعل
قسم من المحللين رأى أن “Tinker” يمثل خطوة استراتيجية ذكية، إذ يقدّم أداة عملية تمكّن الباحثين من استخدام LoRA بسهولة عبر منصة آمنة وفعّالة من الشركة.
لكن فريقًا آخر اعتبر أن المنتج يفتقر إلى التميّز الاستراتيجي، وأن شركات أخرى يمكنها تقديم خدمات مشابهة، متسائلين: أين الابتكار الحقيقي؟
الثورة التالية في عالم الذكاء الاصطناعي
المنتج الأول للشركة بدا حذرًا ومدروسًا، لا يسعى للإبهار بقدر ما يختبر الأساس التقني والبنية التحتية، حسبما أكد المحللون، لكن الأسئلة كثيرة، والإجابات لا تزال في المختبرات، حول قدرات ميرا موراتي لقيادة الثورة التالية في عالم الذكاء الاصطناعي؟ أم أن هذه البداية المتواضعة ستكون تمهيدًا لطريق طويل نحو “الذكاء الفائق” الذي ينتظره الجميع.