ماليزيا تطلق إطارًا عالميًا للذكاء الاصطناعي المتوافق مع الشريعة
AI بالعربي – متابعات
في خطوة استراتيجية تستهدف سوقًا عالميًا يتجاوز ملياري مسلم، أعلنت ماليزيا عن مبادرة لإنشاء إطار عالمي للذكاء الاصطناعي المتوافق مع الشريعة، يضع معايير أخلاقية وتنظيمية تضمن توافق تقنيات الذكاء الاصطناعي مع القيم الإسلامية، ويعزز ثقة المستخدمين في التطبيقات الرقمية.
أهداف المبادرة
الإطار الجديد يركز على صياغة مبادئ توجيهية تشمل حماية الخصوصية، ضمان العدالة، وتفادي الاستخدامات المحظورة دينيًا مثل التطبيقات المرتبطة بالمقامرة أو المواد المخالفة للشريعة. وتهدف ماليزيا من خلال ذلك إلى تحويل القيم الدينية والثقافية إلى معايير تقنية عملية، ما يفتح الباب أمام بناء بيئة رقمية أكثر أمانًا وموثوقية.
تعزيز الثقة في التطبيقات الحكومية والتجارية
تسعى المبادرة إلى دعم الثقة المجتمعية في اعتماد الذكاء الاصطناعي داخل المؤسسات الحكومية والخدمات التجارية، خصوصًا في قطاعات التمويل الإسلامي، الصحة، والتعليم. وتطمح ماليزيا إلى أن يصبح هذا الإطار معيارًا عالميًا يمكن تطبيقه عبر الدول الإسلامية وغيرها ممن يرغب في دمج مبادئ أخلاقية واضحة داخل سياسات الذكاء الاصطناعي.
الذكاء الاصطناعي والحوكمة السياقية
يعكس الإعلان توجهًا متناميًا نحو ما يُعرف بـ”الحوكمة السياقية”، التي تتجاوز اللوائح التقنية البحتة لتأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات الأخلاقية والهوية الثقافية للمجتمعات. ويرى خبراء أن هذه المبادرة قد تمثل بداية لتحالفات دولية تسعى إلى وضع نماذج حوكمة بديلة، تتوازن فيها متطلبات الابتكار مع القيم المحلية.
تأثير اقتصادي واستراتيجي
مع بروز الذكاء الاصطناعي كعنصر محوري في الاقتصاد العالمي، يُتوقع أن يساهم هذا الإطار في جذب الاستثمارات إلى ماليزيا ويمنحها موقعًا رياديًا في سوق التكنولوجيا الإسلامية. كما قد يشكل نقطة التقاء بين شركات التقنية الكبرى والدول الإسلامية لتطوير حلول رقمية تتماشى مع ضوابط الشريعة، ما يعزز فرص النمو الاقتصادي والتقني في آن واحد.
أبعاد عالمية وتنافسية
يأتي هذا التوجه في وقت يتزايد فيه النقاش حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي عالميًا، مع محاولات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وضع تشريعات تنظيمية. ومع ذلك، تسعى ماليزيا لتقديم مقاربة فريدة تُبرز البعد القيمي والثقافي كجزء أساسي من التشريعات، بما يمنحها ميزة تنافسية في سوق ناشئ يضم أكثر من ربع سكان العالم.