جوجل تتراجع عن إبراز هدف “الكربون المحايد” بسبب ضغوط الذكاء الاصطناعي

جوجل تتراجع عن إبراز هدف "الكربون المحايد" بسبب ضغوط الذكاء الاصطناعي

جوجل تتراجع عن إبراز هدف “الكربون المحايد” بسبب ضغوط الذكاء الاصطناعي

AI بالعربي – متابعات

في خطوة تعكس حجم التحديات التي تواجه شركات التكنولوجيا العملاقة، أزالت جوجل بهدوء هدفها المعلن سابقًا بالوصول إلى “صافي انبعاثات صفري” بحلول عام 2030 من صفحتها الرئيسية الخاصة بالاستدامة. يأتي هذا التغيير في ظل الارتفاع الكبير في استهلاك الطاقة الناجم عن مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، التي أصبحت المحرك الأساسي للتوسع الرقمي العالمي.

ارتفاع الانبعاثات بنسبة 48% خلال عام واحد

وفقًا للبيانات الأخيرة، ارتفعت انبعاثات غازات الدفيئة لشركة جوجل بنسبة 48% في العام الماضي فقط، ما يجعل تحقيق هدف “الكربون المحايد” أكثر صعوبة من أي وقت مضى. ورغم أن الشركة ما زالت تؤكد التزامها بالهدف على المستوى الداخلي، إلا أن إزالة الإعلان العلني عنه يعكس إدراكها لصعوبة التوفيق بين النمو السريع للذكاء الاصطناعي ومتطلبات الاستدامة البيئية.

استدامة تحت ضغط الثورة التكنولوجية

تستهلك مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي كميات هائلة من الكهرباء والمياه، ما دفع خبراء البيئة إلى التحذير من تأثيرها المتزايد على جهود مواجهة التغير المناخي. وبالنسبة لجوجل، فإن الطموح لتحقيق حيادية الكربون بحلول 2030 أصبح يصطدم بالواقع العملي لاحتياجات تشغيل تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، بما في ذلك نماذج بحجم ChatGPT وابتكارات شركات منافسة مثل OpenAI.

ضغوط سياسية تزيد الموقف تعقيدًا

يأتي هذا التراجع أيضًا في وقت تواجه فيه جوجل ضغوطًا من إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بشأن مبادرات التغير المناخي. هذه الضغوط السياسية تضيف بعدًا جديدًا للتحديات، حيث تسعى الشركة إلى موازنة متطلبات الامتثال الحكومي مع التزاماتها تجاه البيئة والمجتمع الدولي.

مستقبل غامض لحيادية الكربون في وادي السيليكون

يمثل قرار جوجل مؤشرًا على مأزق أوسع يواجه قطاع التكنولوجيا ككل: كيف يمكن للشركات مواصلة دفع الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي دون التراجع عن التزاماتها المناخية؟ وبينما تظل الاستدامة شعارًا رئيسيًا في الخطاب الرسمي للشركات، تكشف هذه الخطوة عن فجوة متزايدة بين الطموحات البيئية والواقع الصناعي.