الخطوة القادمة بعد ChatGPT: نظام Auto-GPT

45

حسام خطاب

‏‌‌
ما زال العالم مشدوها بقدرات نظام المحادثة ChatGPT، والقلق يتنامى تجاه مخاطره، والعيون تترقب التطورات القادمة. في خضم كل ذلك، ظهر نظام آخر أكثر تطورا من ChatGPT، وهو نظام Auto-GPT.

ما هو نظام Auto-GPT؟
ظهر للمرة الأولى في يوم ٣٠ آذار ٢٠٢٣، ومنذ ظهوره أصبح واحدا من التطبيقات الرائجة على منصات التواصل الاجتماعي. المستخدمون مأخوذون تماما بما يستطيع فعله. التطبيق من صنع مطور اسمه Significant Gravitas (وفق اسم حسابه على التويتر).

نظام Auto-GPT هو تطبيق مصدري مفتوح مبني على لغة البايثون Python، وهو يستخدم GPT-4 الذي يعتمد عليه نظام ChatGPT. الفارق بينهما أن نظام Auto-GPT يستطيع التصرف ذاتيا مع تدخل بشري محدود. بمعنى أن ما على المستخدم إلا طلب الوجهة النهائية، والنظام سيولد ذاتيا كل المهام ويجيب عليها وينفذها، والمستخدم يكتفي بالمراقبة.

ماذا يستطيع نظام Auto-GPT فعله؟
النظام له اتصال بشبكة الإنترنت، ويمتلك ذاكرة قصيرة وطويلة الأمد، بالإضافة إلى كل المهام التي يفعلها نظام ChatGPT. نظام Auto-GPT ينفذ مهاما أكثر تعقيدا مع تدخل أقل من المستخدم.

مثلا، من المهام الممكنة بناء تطبيق كامل من الألف إلى الياء، وما على المستخدم إلا إخباره بداية بالهدف النهائي المنشود. أو حتى بناء شركة ناشئة من الصفر، أو مراقبة نشاط مستخدمين على الإنترنت، أو إجراء بحث معقد متكامل. في حالة ChatGPT، على المستخدم التدخل باستمرار وإلقاء الأوامر بصيغ مبتكرة وتوجيه النظام. أما نظام Auto-GPT فيعمل لوحده تقريبا.

كيف يمكن الوصول إلى Auto-GPT؟
يمكن الوصول إلى نظام ChatGPT من خلال المتصفح بيسر وسهولة، أما نظام Auto-GPT فيحتاج إلى معرفة بلغة البايثون وتنزيل عدة برمجيات مساعدة مثل Python 3.8 و OpenAI API Key و Pinecode API. بعد تنزيل هذه البرمجيات، يصبح استخدامه ممكنا باتباع بعض الخطوات الإضافية.

لماذا ذاع صيت Auto-GPT مؤخرًا؟
لأن المستخدمين متعجبون من إمكانياته. له القدرة على الوصول إلى الأهداف النهائية عبر إمكانياته التحليلية وبتدخل بشري محدود.

ما النظام الأفضل: ChatGPT أم Auto-GPT؟
لا ريب أن نظام ChatGPT متطور، ولكنه يبقى نظام محادثة ومحدودا بتزويد الإجابات على ما يسأل عنه. أي أن قدراته مرهونة بشكل أو بآخر بقدرات البشر على توجيه الأسئلة المناسبة.

أما نظام Auto-GPT فيذهب إلى أبعد من ذلك. بإمكان المستخدم طلب أمر لا يعرف عنه شيئا، والنظام سيكمله عنه أمام ناظريه. ذكر أحد المستخدمين على تويتر تجربته حيث بنى النظام تطبيقا كاملا له من غير أن تضغط أصابعه نقرة واحدة.

سيكون انتشار Auto-GPT أقل من انتشار ChatGPT، لأن استخدامه يتطلب بعض المهارات التقنية. ورواجه الأخير مربوط كثيرا بإعجاب المستخدمين لما نحن مقبلون عليه. أما على صعيد المستخدم العادي، فقد يكون نظام ChatGPT كافيا للمرحلة الحالية، مع الوعي بخصوص التطورات الأخيرة.

ما يخبرنا به نظام Auto-GPT هو أن نظام ChatGPT يعتبر الخطوة الأولى عمليا في مضمار الذكاء الصناعي للمستخدم العادي، ومن شبه المؤكد أن أنظمة أخرى أكثر تطورا ستقتحم المشهد قريبا. إن كان ChatGPT أثار الذعر أو القلق، أو أجج الأحلام لما هو ممكن، انتظروا القادمين والجدد.

اترك رد

Your email address will not be published.