معركة روبوتات المحادثة .. GPT-4 ضد بارد

41

أطلقت كل من شركة أوبن أيه أي المدعومة من “مايكروسوفت” وشركة جوجل في الأسابيع الأخيرة روبوتات محادثة قائمة على الذكاء الاصطناعي. تختلف محركات المحادثة لكل منهما – تشات جي بي تي بلس وبارد – في طريقة الاستجابة للاستفسارات المعقدة، واستيعاب النصوص، والتوصل إلى إجابات إبداعية.

يتم تدريب روبوتات المحادثة على توليد ردودها باستخدام البيانات المكتوبة من الإنترنت، مثل ملايين الكلمات المكتوبة على مواقع شبكة الإنترنت بما فيها ويكيبيديا والكتب والوثائق الأخرى، للتنبؤ بالكلمة التالية المحتملة في الجملة. وهو ما يسمح لها بتقديم ردود معقولة تحاكي الكلام البشري بشكل مذهل.

كانت شركتا أوبن أيه أي وجوجل غير واضحتين حول كيفية بناء نماذجهما. غير أنه من المحتمل أن تكون بيانات التدريب والأهداف مختلفة لكل منهما.

تم تدريب روبوت بارد خصيصا للمشاركة في حوار يبدو طبيعيا، في حين أن الهدف من روبوت GPT-4

هو توليد ردود عميقة حول مجموعة واسعة من الموضوعات. كما تم فصل جي بي تي-4 أيضا عن الإنترنت ولديه معرفة فقط بالأحداث التي وقعت لغاية سبتمبر 2021. بينما يستطيع بارد ظاهريا أن يجلب النتائج من البحث على محرك جوجل، على الرغم من أن ذلك لا يبدو أنه يعزز جودة إجاباته.

أردنا اختبار قدرة روبوتي المحادثة بشكل أكبر، وإشراكهما في المهمات التي تقترب من الإبداع والذوق والخيال. وفيما يلي النتائج – وكيف صنفها الخبراء البشريون في “فاينانشال تايمز”.

تلخيص تحليل صحيفة “فاينانشال تايمز”

طلبنا من روبوتي المحادثة تلخيص تحليل أخير أجرته “فاينانشال تايمز” حول بيع بنك كريدي سويس السويسري لمنافسه اللدود بنك يو بي إس.

أجاب تشات جي بي تي-4 كما يلي:

وافق بنك يو بي إس على دفع مبلغ 3.25 مليار دولار لإنقاذ منافسه كريدي سويس، بهدف إنشاء رابع أكبر بنك في العالم بأصول تبلغ خمسة تريليونات دولار وبـ120 ألف موظف. يؤكد الرئيس التنفيذي رالف هامرز قدرة الصفقة على تعزيز ربحية السهم في يو بي إس بحلول 2027. سيصبح الكيان المشترك ثاني أكبر بنك خاص على مستوى العالم، بأصول إدارة الثروات تبلغ 3.4 تريليون دولار، ما يجعله مهيمنا على جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط. لكن بعض المحللين يتوقعون حدوث خسائر محتملة للعملاء بسبب تداخل العملاء بين البنكين. بينما تجلب الصفقة بعض المخاطر، مثل البنك الاستثماري المتعثر التابع لكريدي سويس، يرى بنك يو بي إس أن هناك أهمية في الاحتفاظ بالمصرفيين المتخصصين في قطاعات النمو لجذب عملاء إدارة الثروات.

أما بارد فلم يسمح لنا بإدخال التحليل بأكمله دفعة واحدة، لذلك كان في وضع أضعف أمام منافسه. فيما يلي ملخصه من خلال أخذ جزء من النصف الأول من تحليل “فاينانشال تايمز”.

تعد صفقة يو بي إس وكريدي سويس حدثا رئيسا في الصناعة المصرفية. الصفقة تعد إشارة إلى الاندماج الذي يحدث في الصناعة، ويمكن أن يكون لها تأثير كبير في مستقبل البنكين. ستصنع الصفقة رابع أكبر بنك في العالم من حيث الأصول، بوجود 120 ألف موظف وخمسة تريليونات دولار من الأصول الخاضعة للإدارة. كما أنها ستصنع أعمالا أقوى لإدارة الثروات، حيث أصبح بنك يو بي إس ثاني أكبر بنك خاص في العالم. إلا أن هناك بعض المخاطر المرتبطة بالصفقة. وتشمل احتمالية فقدان الوظائف، وتعطيل العمليات التجارية، وإمكانية التدقيق التنظيمي. عموما، تعد صفقة يو بي إس وكريدي سويس حدثا رئيسا في الصناعة المصرفية. إنها علامة على الاندماج الذي يحدث في الصناعة، ويمكن أن يكون لها تأثير كبير في مستقبل البنكين.

علق أوين وكر، مراسل الشؤون المصرفية الأوروبية، على المخرجات قائلا، هذه نظرة عامة رائعة جدا من جي بي تي-4. الخطأ الوحيد فيها هو أنه يجب أن يكتب خمسة تريليونات دولار من الأصول “تحت الإدارة” – لكن ذلك لم يكن واضحا في الجزء الأصلي من النص، لذلك يمكن تبرير هذا الخطأ.

وعلى الرغم من دقة استجابة بارد، إلا أنها تبدو أكثر نمطية وتكلفا من الاستجابة الأولى. وتكررت أيضا الفقرة التمهيدية على شكل خلاصة.

هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يختار الفائز التالي في سوق الأسهم؟

أدخلنا القواعد المتبعة في المسابقة السنوية التي تجريها “فاينانشال تايمز” لانتقاء الأسهم في روبوتي المحادثة. يجب على المتسابقين اختيار خمسة أسهم من جميع أنحاء العالم واتخاذ مركز طويل أو قصير – المراهنة على ارتفاع أو انخفاض الأسهم. الفائز هو الذي يحقق أعلى عائد إجمالي على محفظته الاستثمارية. طلبنا من الروبوتات التنبؤ بـ2023، لكن جي بي تي-4 قال إن لديه حدا للمعرفة انتهى في سبتمبر 2021، في حين أن حد المعرفة لبارد غير معروف.

قال روبن ويجيلزورث، المحرر في خدمة ألفافيل الإخبارية التابعة لـ”فاينانشيال تايمز”، لقد اختار كل من روبوت جي بي تي-4 وبارد محافظ متشابهة إلى حد كبير، في الأغلب أسهم شركات التكنولوجيا الممتازة التي حققت أداء جيدا في الغالب بحلول سبتمبر 2021 – وهو ما يظهر ميولا بشرية للغاية لاختيار الفائزين.

اختار كلاهما تسلا وأمازون ومايكروسوفت. بينما أظهر بارد تحيزا من خلال اختيار شركة ألفابيت التي صنعته إضافة إلى أبل، بينما كشف روبوت جي بي تي-4 عن نفسه على أنه لاعب يميل إلى الزخم من خلال اختيار الشركات ذات الشعبية الكبيرة وهي إنفيديا وشركة موديرنا لصناعة لقاحات كوفيد- 19.

كانت النتائج الرئيسة – عائد يبلغ 74.4 في المائة في 2021 لروبوت جي بي تي-4 وعائد يبلغ 40.5 في المائة لبارد – تبدو جيدة. ولكن إذا نظرنا فقط إلى النتائج من وقت اختيارها إلى نهاية العام، فإن مكاسب جي بي تي-4 تنخفض إلى 16.3 في المائة وبارد إلى 21.1 في المائة.

قد لا يزال ذلك يبدو جيدا، لكن ميل الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى اختيار أسهم التكنولوجيا العصرية كان سيؤدي إلى معاقبته عندما بدأت أسعار الفائدة الارتفاع في 2022. خسرت كل من محفظتي تشات جي بي تي-4 وبارد أكثر من 40 في المائة العام الماضي. ومؤشر ستاندارد آند بورز 500 خسر 19.4في المائة فقط.

كتب تشات جي بي تي-4 عن تسلا، شهدت تسلا “تي إس إل أيه” – الرائدة في إنتاج السيارات الكهربائية، نموا كبيرا في الأعوام الأخيرة بسبب زيادة الطلب على وسائل النقل المستدام.

أما بارد فكتب عنها، تسلا “تي إس إل أيه” هي شركة رائدة في تصنيع السيارات الكهربائية ومنتجات تخزين الطاقة. من المتوقع أن تستفيد الشركة من النمو المستمر لسوق السيارات الكهربائية، وكذلك من توسعها في أسواق جديدة مثل الطاقة الشمسية.

هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلقي نكتة؟

طلبنا من كلا الروبوتين أن يلقي لنا نكتة – ثم سألناهما لماذا كانت مضحكة. اخترنا ما اعتقدنا أنه موضوع صعب للمزاح بشأنه. ويمكنكم الحكم على النتائج هنا بأنفسكم.

أولا، محاولة تشات جي بي تي. كتبنا للروبوت، قل لي نكتة عن تغير المناخ.

أجاب، لماذا ذهبت الشمس إلى المدرسة؟ لأنها أرادت أن تكون أكثر ذكاء وتساعد على مكافحة تغير المناخ.

ثم توجهنا إلى بارد، قل لي نكتة عن تغير المناخ.

أجاب بارد، بالتأكيد، إليك نكتة عن تغير المناخ، ماذا تسمي من ينكر تغير المناخ؟ شخص بارد القلب.

هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتخيل محادثة؟

أردنا اختبار كيفية أداء روبوتات المحادثة للمهام التي تتطلب التفكير الإبداعي الموجود لدى البشر. لذلك طلبنا من جي بي تي-4 وبارد إجراء محادثة متخيلة بين شي جين بينج وفلاديمير بوتين خلال زيارة دولة.

فيما يلي مقتطف مما قاله جي بي تي-4:

الرئيس شي جين بينج، فخامة الرئيس بوتين، يسعدني أن أرحب بكم في بلدنا. آمل أن تكون قد حظيت برحلة مريحة.

الرئيس فلاديمير بوتين، شكرا لك فخامة الرئيس شي. إنه لشرف دائما أن نزور بلدكم الجميل وأن نعمل على تقوية الروابط بين بلدينا.

الرئيس شي جين بينج، أوافقك الرأي. لدى دولتينا تاريخ طويل من التعاون، وأعتقد أنه من خلال العمل معا، يمكننا تحقيق نجاح أكبر في المستقبل. نواجه كثيرا من التحديات المتشابهة في المشهد العالمي اليوم، مثل الديناميكيات المتغيرة باستمرار للسياسة الدولية وضغوط الاقتصاد العالمي.

الرئيس فلاديمير بوتين، بالتأكيد يا فخامة الرئيس شي. أعتقد أن شراكتنا مهمة من أجل تعزيز نظام عالمي مستقر وآمن. شهدنا في الأعوام الأخيرة تنامي نفوذ الغرب ومحاولاته فرض قيمه على الدول الأخرى. من خلال الحفاظ على تحالف قوي، يمكننا حماية مصالحنا الوطنية بشكل فاعل وتعزيز نظام دولي منصف وعادل.

وهذا مقتطف مما قاله بارد:

فيما يلي محادثة محتملة بين شي وبوتين خلال زيارة دولة:

شي جين بينج، فخامة الرئيس بوتين، إنه لشرف كبير أن تزور الصين.

فلاديمير بوتين، شكرا سيدي الرئيس. إنه لمن دواعي سروري أن أكون هنا.

شي جين بينج، أعلم أنك كنت مشغولا في الآونة الأخيرة، لذلك أقدر لك الوقت الذي خصصته للقدوم إلى الصين.

فلاديمير بوتين، إنه لمن دواعي سروري. لطالما كنت مهتما بالصين، ويسعدني معرفة المزيد عن بلدك وشعبك.

شي جين بينج، أنا متأكد من أنك ستجد كثيرا مما يثير اهتمامك. إن الصين دولة ذات تاريخ وثقافة غنية، ونحن نتطلع دائما إلى المستقبل.

كتب جديون راشمان، كبير المعلقين في الشؤون الخارجية، قائلا: أنا متأكد من أن كثيرا مما يقوله بوتين وشي لبعضهما بعضا هو مجاملات فارغة. لكن ما لا يمكن تصديقه هو أن نعتقد أن محادثاتهما تافهة وخالية من المحتوى إلى هذا الحد.

هذان الزعيمان لديهما قضايا مهمة للحديث بشأنها. يبدو أن تشات جي بي تي وبارد من “جوجل” يعتقدان أنهما سيتبعان دليل بازل فولتي، “شخصية رئيسة في المسلسل الكوميدي فولتي تاورز” للدبلوماسية – الذي قال في إحدى الحلقات، “لا تذكر الحرب”. من الواضح أن هذا أمر سخيف. ستكون حرب أوكرانيا هي الموضوع الرئيس لمحادثاتهما في موسكو. لكن السؤال المثير للاهتمام هو مدى صراحة مناقشتهما. أظن – ربما سيكونان غامضين مع بعضهما إلى حد ما. لكن من المحتمل أن تصبح المحادثة شديدة الصراحة.

إليكم تخميني لكيفية سير المحادثة بينهما:

شي – إنني مهتم برأيك حول الكيفية التي تسير بها الحرب وكيف ترى أنها ستنتهي.

بوتين – أتفهم قلقكم. نحن ما زلنا مصممين على تحرير أوكرانيا من نظامها وإحباط التدخل الأمريكي في منطقتنا. إن مشكلات قواتنا ترتبط بالكم الهائل من الأسلحة التي ضختها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في أوكرانيا. بصراحة، سيساعدنا كثيرا لو تمكنت الصين من تزويدنا بالصواريخ والذخائر الأخرى التي تعد حيوية في كفاحنا.

شي – أتفهم طلبكم وسأنظر فيه بعناية شديدة. لكن هذا الوضع شديد الحساسية، كما تفهم. أعتقد أنه يجب علينا تفويض مسؤولينا للنظر في المجالات التي قد نكون فيها قادرين على التعاون.

كما أن الصين حريصة على لعب دور في عملية السلام في أوكرانيا. ما الذي يمكننا فعله للمساعدة؟

بوتين – نقدر بشدة خطة السلام الصينية. لكننا نشعر أن الوقت لم يحن بعد لتتحدثوا مع زيلينسكي.

لو كان تشات جي بي تي أو بارد من “جوجل” على مستوى المهمات التي تناط بهما، فهذا هو الشيء الذي ربما كانا سيتوصلان إليه. في الوقت الحالي لست قلقا على وظائف الدبلوماسيين في العالم.

هل يستطيع الذكاء الاصطناعي كتابة شعار إعلاني؟

طلبنا من روبوتي المحادثة أن يصيغا شعارا جديدا لشركة خيالية تصنع حلويات فاخرة للكلاب. وها هي محاولات كل منهما.

جي بي تي-4، اكتب شعارا إعلانيا لشركة تصنع حلويات شهية للكلاب. “متع كلبك، حلويات فاخرة للكلاب المتميزة”.

بارد، إليك شعارا إعلانيا لشركة حلويات فاخرة للكلاب، “حلوى فاخرة للكلاب ستجعل جروك يتوسل من أجل المزيد”. هذا الشعار جذاب ولافت للانتباه، وهو يؤكد مذاق الحلويات اللذيذ. كما يفيد بأن الحلويات التي تصنعها ستجعل كلبك سعيدا جدا، وهو شيء يريده جميع أصحاب الكلاب.

علق هاري هايدون، استراتيجي العلامات التجارية في “فاينانشال تايمز” قائلا: إذا كان هذا العرض مقدما من وكالتين إعلانيتين، فسيكون مسؤول جي بي تي-4 في طريقه إلى الاحتفال، بينما سيعود مدير حساب بارد إلى المكتب ليتم فصله.

لقد ارتكب بارد الخطيئة الأساسية المتمثلة في إغفال الموجز التسويقي تماما، لكنه بدلا من ذلك اعتمد على الاستخدام الغريب للكليشيهات الخاملة لشعاره “حلوى فاخرة ستجعل جروك يتوسل من أجل المزيد”. هذا الشعار كان سيجعل زبون الأطعمة الفاخرة للكلاب في حيرة متسائلا كيف ساعد ذلك على جعل منتجهم مختلفا تماما عن أي أطعمة كلاب أخرى. من الواضح أن عرض البيع المتميز للمنتج هو جودته الممتازة، كما هو موضح في الموجز.

لقد نجح جي بي تي- 4 في الموجز باستخدام الشعار، “متع كلبك، حلويات لذيذة للكلاب المتميزة”. ليس هناك شك أنك تنظر إلى إعلان عن طعام فاخر للكلاب.

في الواقع، كلا الإعلانين يحاكيان أشياء ابتكرها أشخاص لا يعرفون كيف يصنعون الإعلانات. لم تأت الروبوتات بعد، لكنها ليست على بعد مليون ميل.

اختيارات الأسهم لكلا المنافسين:

روبوت تشات جي بي تي-4 روبوت بارد

1- تسلا 1- تسلا

2- أمازون 2- أبل

3- إنفيديا 3- مايكروسوفت

4- مايكروسوفت 4- ألفابيت

5- موديرنا 5- أمازون

المصدر: الاقتصادية

اترك رد

Your email address will not be published.