رئيس قطاع الذكاء الاصطناعي في إريكسون: الروبوتات لن تحل محل البشر
AI بالعربي – متابعات
يعتقد المهندس إبراهيم الدفتار رئيس قطاع الذكاء الاصطناعي والتحليلات، الشرق الأوسط وأفريقيا بشركة إريكسون، أن الروبوتات لن تحل محل البشر، وإنما ستنتشر في بيئة العمل.
وأوضح في حواره مع مصراوي، أن التقنيات الحديثة وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي يهدف إلى تعزيز القدرات والمساهمات البشرية بشكل كبير. فالذكاء الاصطناعي يزيد من القدرات البشرية ويخفف العبء عن الموظفين للتفرغ للمهام الإبداعية التي تتسم بطابع استراتيجي بقدر أكبر. فإلى نص الحوار:
– هناك تخوف من التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي بسبب توقعات أن يحل محل البشر ويفقدهم وظائفهم.. ما تعليقك؟
في الواقع كثيراً ما أواجه هذه التساؤلات والتخوفات التي تحيط بفكرة استخدام التقنيات الحديثة وخاصة الذكاء الاصطناعي وتوظيفهم في الأعمال، ودعونا في البداية نوضح ما المقصود بالذكاء الاصطناعي.
الذكاء الاصطناعي ببساطة.. هي الأنظمة أو الأجهزة التي تحاكي الذكاء البشري لأداء المهام، ويمكنها أن تحسن من نفسها استنادًا إلى المعلومات التي تجمعها، وتحليل المعلومات الهامة من مجموعة كبيرة من البيانات لتحسين الأداء.
الذكاء الاصطناعي يتعلق بالقدرة على التفكير الفائق وتحليل البيانات أكثر من تعلقه بشكل معين أو وظيفة معينة.
وعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يقدم صورًا عن الروبوتات عالية الأداء الشبيهة بالإنسان التي تسيطر على العالم، إلا أنه لا يهدف إلى أن يحل محل البشر.
الذكاء الاصطناعي يهدف إلى تعزيز القدرات والمساهمات البشرية بشكل كبير، مما يجعله أصلا ذا قيمة كبيرة من أصول الأعمال.
فالذكاء الاصطناعي لا يتعلق بسيطرة التقنيات أو الروبوتات، ولكن تكمن قيمة الذكاء الاصطناعي في أنه يزيد من القدرات البشرية وتخفيف العبء عن الموظفين للتفرغ للمهام الإبداعية التي تتسم بطابع استراتيجي بقدر أكبر.
علاوة على ذلك، يعتمد الذكاء الاصطناعي على الأشخاص لتقديم البيانات الصحيحة له والعمل معها بالطريقة الصحيحة. فهو مكمل لعمل البشر ووظيفته تسهيل العمل في أي قطاع.
فعلى سبيل المثال يمكن للطبيب الآن إجراء عملية جراحية عن بعد باستخدام الروبوتات والذكاء الاصطناعي، فبدلاً من تحمل الطبيب عناء ووقت وتكاليف السفر. ساعدت التقنيات الحديثة في توفير الوقت والجهد.
– كيف تؤثر التحديات الاقتصادية الحالية على رؤية الشركة للاستثمار بالشرق الأوسط؟
تحرص إريكسون على الالتزام بدفع النمو المستدام في إفريقيا من خلال استيعاب شبكة الجيل الرابع وتمهيد الطريق إلى الجيل الخامس، وتسلط إريكسون أيضًا الضوء على ريادة التكنولوجيا والفكر، وتوحيد الأعمال والتكنولوجيا لخلق عالم رقمي أفضل وأكثر شمولاً.
ومن ضمن أهم وظائف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أنها تساهم في الترشيد والتمكين، ولذلك يبرز دورها في ظل التحديات الاقتصادية المختلفة على عكس ما قد يتوقع البعض. وفقاً لتقرير إريكسون “كسر منحنى الطاقة 2022” يمكن نشر شبكة الجيل الخامس بنجاح بطريقة تقلل استهلاك الطاقة.
وكشفت نسخة شهر نوفمبر 2022 من تقرير التنقل لإريكسون أن الاشتراكات العالمية بشبكة الجيل الخامس لا تزال تواصل النمو بشكل متسارع لتصل إلى أكثر من مليار اشتراك بحلول نهاية 2022، وإلى نحو خمسة مليارات اشتراك بحلول نهاية عام 2028، وذلك على الرغم من التحديات الاقتصادية الحالية والمتوقعة في أجزاء كثيرة من العالم. كما توقع التقرير أن تشهد اتصالات الوصول اللاسلكي الثابت العالمية نمواً بأسرع مما كان متوقعاً في السابق.
ويقدم بحث جديد أعده الفريق الخاص بتقرير التنقل لشركة إريكسون أيضاً، إثباتات مشجعة لمزودي خدمات الاتصالات في جميع أنحاء العالم، تربط بين تنامي انتشار شبكات الجيل الخامس ونمو الإيرادات.
ففي حين تمثل تسوية الإيرادات تحدياً مهماً يواجه مزودي الخدمات في جميع أنحاء العالم، وغالباً ما تؤثر على قرارات الاستثمار في الشبكة، والتي تعد جزءاً من استراتيجيات تنمية أعمالهم تندرج تحت بند “تحقيق الدخل” في الصناعة. يسلط التقرير الضوء على الاتجاه الإيجابي لنمو الإيرادات المرتبطة بزيادة الاشتراكات في شبكة الجيل الخامس في أكبر 20 سوقا لهذه الشبكة منذ بداية عام 2020، والتي تهيمن على حوالي 85% من جميع الاشتراكات بشبكة الجيل الخامس حول العالم.
– ما رؤيتكم للفرص في أفريقيا في ظل كونها القارة الشابة على مستوى العالم وهي الأكثر استقرارا مقارنة بما يشهده العالم حاليا من حروب وتوترات؟
تمتلك أفريقيا العديد من الفرص الاستثمارية الواعدة وتعد قارة أفريقيا مركزا للثروات الطبيعية، بالإضافة إلى توافر المواد الخام بأفريقيا مما يعد فرصة واعدة للصناعة، وقد تنامى الاستثمار في البنية التحتية وتم الدفع بالتقنيات الحديثة في عدد من القطاعات هناك.
وكشف تقرير الاستثمار المغامر الصادر عن شركة “ماجنيت” عن تصدر مصر لقائمة الدول العربية الإفريقية في جذب الاستثمار الجريء في النصف الأول من العام الحالي 2022 بإجمالي 78 صفقة بقيمة 307 ملايين دولار.
وتلعب تكنولوجيا المعلومات والاتصالات دورًا أساسيًا في الرقمنة والاستدامة الاقتصادية في إفريقيا. وتمكين النمو المستدام في إفريقيا بمساعدة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتمكين الناس من خلال الإدماج الرقمي، والنمو الصناعي من خلال الرقمنة والاستدامة. وتركز إريكسون على تسخير القيمة الكاملة للاتصال بما في ذلك استخدام تقنيات الجيل الخامس ومبادرات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الخضراء.
– ما الأسواق في الشرق الأوسط الأكثر استعدادا لاستقبال التقنيات الحديثة؟
لا شك أن تكنولوجيا وتقنيات الجيل الخامس تشكل المستقبل في جميع المجالات، وهناك فرص كبيرة لتسويق تقنيات الجيل الخامس في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذي يعد السوق الأسرع نموا في العالم، فأصبح الجميع متأهب لتلك التقنية الحديثة، وتضع شركة إريكسون خطة واضحة وطموحة في هذا الشأن، لذا من المتوقع أن يصل عدد اشتراكات الهواتف المتنقلة لشبكات الجيل الخامس في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى 270 مليون بحلول نهاية عام 2028 بما يمثل حوالي 31% من إجمالي الاشتراكات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
كما من المتوقع أن تشهد اتصالات الوصول اللاسلكي الثابت العالمية نمواً بأسرع مما كان متوقعاً في السابق، فيما يعد الوصول اللاسلكي الثابت (FWA)، البديل للاتصال اللاسلكي عريض النطاق للمنازل والشركات، من أهم حالات الاستخدام المبكرة لشبكات الجيل الخامس، لا سيما في المناطق التي تضم أسواق نطاق عريض غير مخدّومة بشكل جيد أو محرومة من الخدمة.
كما أنه من المتوقع أن يشهد الوصول اللاسلكي الثابت نمواً بنسبة 19% على أساس سنوي بين عامي 2022-2028، وأن يصل إلى 300 مليون اتصال بنهاية عام 2028، ويأتي هذا بحسب نسخة شهر نوفمبر 2022 من تقرير التنقل الذي أصدرته شركة إريكسون، كما يأتي هذا أيضًا إلى تأكيد التزام شركة إريكسون بدعم التحول الرقمي والنمو المستدام في الشرق الأوسط، كما تطمح الشركة إلى لعب دور رائد في رحلة دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نحو اتصال غير محدود لإمكانيات غير محدودة، وذلك من خلال تعزيز التنافسية والتمايز في تلك الأسواق المختلفة.
– كيف يخدم الذكاء الاصطناعي نمو وتطور خدمات الاتصالات؟
مع التطور التكنولوجي المستمر، اقتحم مجال الذكاء الاصطناعي كافة المجالات من بينها قطاع الاتصالات. ويوفر حل الشبكة القائم على الذكاء الاصطناعي من إريكسون إمكانات هائلة لتضخيم أثر استثمارات العملاء في الشبكة وتعزيز أداء الشبكة وتحسين تجربة المستخدم النهائي، وبالطبع يرغب الناس بالحصول على اتصالٍ عالي الجودة ودون انقطاع، سواء كانوا يعيشون في مناطق نائية أو في التجمعات السكانية الكبيرة.
لذا يتيح حل الشبكة القائم على الذكاء الاصطناعي من إريكسون لعملائنا الاستمتاع باتصال جيل خامس فائق وغير منقطع، يبقيهم على اتصال مع أحبائهم أو يساعدهم في توثيق اللحظات المهمة في أي زمان ومكان.
وخلال هذا العام تعمل إريكسون على توسع نطاق عملها في مجال الذكاء الاصطناعي وتعزيز أنشطتها المتعلقة بتحفيز الابتكار التكنولوجي والتحكم الآلي وتطوير استخدامات الذكاء الاصطناعي لخلق تفاعل بين الروبوتات والإنسان.
– ما أبرز التقنيات التي تراها الشركة واعدة في سوق الاتصالات؟
التقنيات الرقمية والتقنيات الجديدة التي تتيحها، مثل الواقع المعزز والواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي تساهم في اختصار عملية الابتكار في العصر الصناعي التقليدي. فما كان يستغرق سنوات من التخطيط والاختبار والتنفيذ، يمكن إنجازه اليوم خلال أشهر معدودة أو أسابيع في بعض الحالات.
فعلى مدار العقود القليلة الماضية، رأينا كيف أحدثت التقنيات الرقمية تغييرات ثورية في العديد من الأسواق.
واليوم مع ظهور تقنية الجيل الخامس التي تتميز باللحظية، ستكون تلك التقنية هي الركيزة التي سيتم عليها بناء العديد من التكنولوجيات والتطبيقات في المستقبل، وخاصة عندما تستفيد الأجهزة والتطبيقات الجديدة إلى أقصى حد من الفوائد التي توفرها، حيث يتيح الجيل الخامس سرعات فائقة في نقل البيانات، وهو ما سيحدث ثورة في مجال إنترنت الأشياء، وتواصل الآلات مع بعضها البعض إلى شبكة الإنترنت، كما سيساهم ذلك في نمو الاتجاه نحو بناء منظومة الذكاء الاصطناعي في كافة المجالات ليصبح لدينا المنازل الذكية والسيارات ذاتية القيادة، والمصانع الذكية.
ونسعى إلى توسع نطاق عملنا في مجال الذكاء الاصطناعي بتحفيز الابتكار التكنولوجي والتحكم الآلي وتطوير استخدامات الذكاء الاصطناعي لخلق تفاعل بين الروبوتات والإنسان.
وبالفعل قامت شركة إريكسون بتأسيس وتشغيل مركز إريكسون للذكاء الاصطناعي في قصر السلطان حسين كامل في حي مصر الجديدة وذلك بالتعاون مع الشركة المصرية للاتصالات وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (ITIDA)، وذلك في خطوة من إريكسون لدعم التقدم والابتكار التكنولوجي في مصر بهدف إتاحة المجال للشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة للنمو والتقدم.
ويركز مركز إريكسون للابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، الذي يتمتع بموقع استراتيجي، على مجاﻻت البحث والتطوير والذكاء الاصطناعي والأتمتة، والاستفادة من التقنيات المتطورة لإنشاء أنظمة ذكية وقوية تعتمد على البيانات للأتمتة والتطور والازدهار.
– هل ما شاهدناه من أفلام خيال علمي حول سيطرة الروبوت على العالم على وشك الحدوث؟..هل يمكن أن يحل الروبوت محل الإنسان يوما ما؟
نحن نعيش في عصر التكنولوجيا الحديثة ومنذ بداية صناعة الروبوتات وظهورها في العالم اعتقد كثير من الناس أنها ستكون بديلًا عن الإنسان في القيام بالكثير من الأعمال والمهام المختلفة، حتى أن الفكرة الأساسية لصناعة الروبوت نفسه مستوحاة من خلقة الإنسان، وبالرغم من أن الذكاء الاصطناعي يواصل زحفه إلى جميع أركان الصناعة الرئيسة، وتزداد التكهنات حول انتشار الروبوتات، وتهديدها لمكانتهم في سوق العمل، حتى تحل محلهم في النهاية.
إلا أن الروبوتات والآلات العاملة بالذكاء الاصطناعي لن تحل محلهم بل سيكون الذكاء الاصطناعي بمنتجاته المختلفة، واسع الانتشار في بيئة العمل، ويغير من طبيعة الوظائف، ويرفع الإنتاجية والكفاءة، من دون أن يحل محل البشر.
المصدر: مصراوي