هل اقترب تحكم الروبوتات؟

هل اقترب تحكم الروبوتات؟

أمجد المنيف

هل من الممكن أن تكون أنظمة الذكاء الاصطناعي الحديثة واعية؟ هذا السؤال الأكثر إلحاحًا الآن، بعد واقعة طرد شركة “جوجل” مهندس برمجيات عمل في فريق تطوير الذكاء الاصطناعي بالشركة، بسبب ادعائه بأنه أجرى محادثات مع روبوت أصبح “واعيًا ولديه مشاعر مثل البشر”.

ليست هذه المرة الأولى التي تقوم فيها “جوجل” بفصل مهندسيها بسبب التصريحات حول ما يخص مجال الذكاء الاصطناعي. كان نهج الشركة معروفًا في كل مرة: إيقافهم عن العمل لحين فصلهم بشكل نهائي. أحدث هذه الأسماء مهندس البرمجيات “بليك ليموين الذي فجر مفاجأة بإعلانه وجود روبوت تعمل “غوغل” على تطويره، يمتاز بالوعي والشعور بما حوله، وإدراكه والتفكير كالبشر.

في البداية، قامت “جوجل” بوقف المهندس “ليموين”، الذي يعمل في فريق تطوير الذكاء الاصطناعي، لنشره محادثات سرية “تشات بوت”، قام بها مع روبوت متطور تعمل عليه الشركة، وفي مقابلة مع صحيفة “واشنطن بوست” أكد ليموين” أنه كان يعمل على تطوير روبوت للمحادثة الفورية يُعرف باسم “لامدا LaMDA”، وهو عبارة عن نموذج لغوي لتطبيقات المحادثات، قبل أن يكتشف أن الروبوت بات “واعيًا” ولديه القدرة على الإدراك والتعبير عن الأفكار والمشاعر مثل التي يملكها طفل بشري.

بيان “جوجل” قال إن طرد المهندس جاء بعد أن “ظل يفضل باستمرار انتهاك سياسات التوظيف وأمن البيانات الواضحة التي تتضمن الحاجة إلى حماية معلومات المنتج”، وقالت “غوغل” إنها بحثت في الأمر على نطاق واسع، بما في ذلك 11 مراجعة لـ LaMDA.

غير أن بيان “جوجل” لم يخفض الجدل الذي أثاره “ليموين”، لا سيما مع تزايد المخاوف من الذكاء الاصطناعي وما يمتلكه من قدرات، مع حرص الشركات المطورة لها على السرية والتغطية عليها بحذر شديد. ولهذا، لم يحمِ بيان “غوغل” الشركة من الاتهامات بفصل كل من يزيح الستار عن هذه السرية، مثل ما حدث مع “ليموين”.

على الرغم من الجدل العالمي حول قدرة الذكاء الاصطناعي على تدمير البشرية، ليس من السهل التنبؤ بالمستقبل والتوصل إلى استنتاج حول قضايا خطيرة مثل هذه، عندما تتكهن عقول عظيمة مثل “ستيفن هوكينج” بهيمنة التكنولوجيا على البشر، فإن مثل هذه السيناريوهات القاتمة لا بد أن تبدو وكأنها حقائق أكثر من كونها تخمينات واضحة. ووفقًا لما قاله “هوكينج”، عالم الكونيات المشهور عالميًا، فإن “تطوير الذكاء الاصطناعي الكامل يمكن أن يعني نهاية الجنس البشري”.

يبدو سيناريو مجموعة من الروبوتات ذات الذكاء الاصطناعي التي تسيطر على البشرية في المستقبل القريب، بعيد المنال نوعًا ما، أعطى التطور فرصة رائعة للمخلوقات البيولوجية، ولكن كما يشهد التاريخ، استغرق الأمر وقتًا طويلاً للغاية: عدة مليارات من السنين حتى أصبحت دقيقة، بالإضافة إلى انقراضات عديدة. لذلك، في الوقت الحالي، قد نكون بأمان حتى كتابة هذا المقال، أو على الأقل لحين ظهور المزيد من LaMDA. والسلام..

Related Posts

تراجع أسهم “أوراكل” يعيد المخاوف من فقاعة الذكاء الاصطناعي

AI بالعربي – متابعات تلقّى الزخم القوي الذي يدعم أسهم الذكاء الاصطناعي ضربة واضحة، بعد تقرير مخيّب من شركة “أوراكل”، أعاد إلى الواجهة المخاوف المرتبطة بالتقييمات المبالغ فيها واحتمال تشكّل…

تحذيرات علمية: مسار تطوير الذكاء الاصطناعي قد يهدد وجود البشرية

AI بالعربي – متابعات أعرب عدد من أبرز الباحثين وقادة المنصات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي عن مخاوف متزايدة من أن يقود التطور السريع لهذه التقنية إلى تهديد وجودي للبشرية،…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات

الذكاء الاصطناعي يشكل اقتصاداتنا.. ما النتائج؟

  • نوفمبر 29, 2025
  • 96 views
الذكاء الاصطناعي يشكل اقتصاداتنا.. ما النتائج؟

الذكاء الاصطناعي يؤجج حرب التضليل الإعلامي

  • نوفمبر 22, 2025
  • 134 views
الذكاء الاصطناعي يؤجج حرب التضليل الإعلامي

الذكاء الاصطناعي أَضحى بالفعل ذكيًا

  • نوفمبر 10, 2025
  • 220 views
الذكاء الاصطناعي أَضحى بالفعل ذكيًا

في زمن التنظيمات: هل تستطيع السعودية أن تكتب قواعد لعبة الذكاء الاصطناعي؟

  • نوفمبر 8, 2025
  • 228 views
في زمن التنظيمات: هل تستطيع السعودية أن تكتب قواعد لعبة الذكاء الاصطناعي؟

“تنانين الذكاء الاصطناعي” في الصين وغزو العالم

  • أكتوبر 30, 2025
  • 245 views
“تنانين الذكاء الاصطناعي” في الصين وغزو العالم

الذكاء الاصطناعي في الحياة المعاصرة.. ثورة علمية بين الأمل والمخاطر

  • أكتوبر 12, 2025
  • 387 views
الذكاء الاصطناعي في الحياة المعاصرة.. ثورة علمية بين الأمل والمخاطر