أهم توجهات الذكاء الاصطناعي في 2022
د.جاسم حاجي
يسجّل الذكاء الاصطناعي تطوراً في الابتكارات بوتيرة متسارعة، ولا سيما عدد التقنيات التي يتوقّع لها أن تدخل حيّز التطبيق العام خلال العامين إلى الخمسة أعوام المقبلة.
وفيما يلي خمسة توجهات تدفع بابتكارات الذكاء الاصطناعي قدماً:
القوى العاملة المعززة
لطالما سادت مخاوف من أن تحل الآلة أو الروبوت محل العمالة البشرية، أو أنها لربما تجعل بعض الأدوار زائدة ولا لزوم لها. إلا أنه، مع توجه الشركات إلى عملية استحداث البيانات وثقافات الملمين بالذكاء الاصطناعي بين فِرَقِها، فإننا نجد أنفسنا، أكثر فأكثر، نعمل جنبًا إلى جنب أو مع الآلات ونستخدم الوظائف الذكية والمعرفية لتعزيز قدراتنا ومهاراتنا.
لغة نمذجة أوسع وأفضل
لغة النمذجة هي تلك العملية التي تتيح للآلة فهمنا والتواصل معنا باللغة التي نفهمها، أو حتى إدخال اللغات البشرية الطبيعية وتحويلها إلى شفرات حاسوبية بإمكانها تشغيل برامج وتطبيقات. شهدنا مؤخرًا إطلاق النموذج اللغوي GTP-3 (الذي يرمز إلى «المحولات التوليدية المدربة مسبقًا») بواسطة منظمة «OpenAI»، وهو أكثر النماذج اللغوية تقدمًا التي تم إنشاؤها على الإطلاق، فهو يتألف من حوالي 175 مليار من «البارامترات»- متغيرات ونقاط بيانات يمكن للآلات استخدامها لأغراض معالجة اللغة.
الذكاء الاصطناعي في الأمن السيبراني
هذا العام، اعتبر المنتدى الاقتصادي العالمي الجرائم السيبرانية أنها قد تكون بمثابة أحد أكبر المخاطر على المجتمع، وأنها ربما تفوق في ذلك الجرائم الإرهابية. فمع استيلاء الآلات على حياتنا، أصبحت القرصنة والجرائم السيبرانية حتمًا أكبر من مجرد مشكلة. مثل أي جهاز متصل تضيفه إلى شبكةٍ ما يعتبر حتمًا نقطة فشل محتملة بمقدور المخترق (الهاكر) استغلاله ضدك, وحيث إن شبكات الأجهزة المتصلة أصبحت أكثر تعقيدًا، فإن تحديد نقاط الضعف تلك أصبح هو الآخر أكثر تعقيدًا. وهنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي من خلال تحليل حركة بيانات الشبكة وتعلم إدراك الأنماط التي توحي بمقاصد شنيعة وعدوانية، كما تلعب الخوارزميات الذكية بشكلٍ متزايد دورًا في إبقائنا آمنين من جرائم القرن الحادي والعشرين. ويُرجّح أن تكون بعض أهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي سنشهد تطورها خلال عام 2020 في هذا المجال.
الذكاء الاصطناعي ذو البرمجية المنخفضة والأنظمة التي لا تحتوي على رموز
هنالك عائق ضخم يعرقل إقرار كفاءة وفاعلية الذكاء الاصطناعي في العديد من الشركات، ألا وهو ندرة مهندسي الذكاء الاصطناعي ذوي الكفاءة ممن بإمكانهم استحداث وتطوير ما يلزم من أدوات وخوارزميات. لذا، تستهدف الحلول ذات البرمجية المنخفضة والأنظمة التي لا تحتوي على رموز التغلب على هذا العائق من خلال عرض واجهات بسيطة يتسنى استخدامها، نظريًا، لبناء أنظمة الذكاء الاصطناعي المعقدة بصورة تدريجية. فمثلما يتيح تصميم الشبكة العنكبوتية وأدوات واجهة المستخدم ذات البرمجية المنخفضة للمستخدمين إنشاء صفحات على الشبكات العنكبوتية وغيرها من الأنظمة التفاعلية الأخرى بصورة مبسطة، عبر سحب وإفلات مجموعة من العناصر الرسومية، فإن أنظمة الذكاء الاصطناعي التي لا تحتوي على رموز تتيح لنا إنشاء برامج ذكية عبر توصيل مجموعة من مختلف الوحدات مسبقة الإعداد وتغذيتها ببيانات خاصة في مجال معيّن. وتعني التقنيات كمعالجة لغة عادية ولغة نمذجة أنه قد يكون بالإمكان أن نستخدم لا شيء أكثر من التعليمات الشفهية أو المكتوبة في المستقبل القريب.
الذكاء الاصطناعي الإبداعي
نعلم أنه يمكننا استخدام الذكاء الاصطناعي لإنتاج فن أو موسيقى أو شعر أو مسرحيات أو حتى ألعاب فيديو. في عام 2022، ستعيد النماذج الجديدة كالنموذج اللغوي GPT-4 ودماغ جوجل (Google Brain) حدود ما هو ممكن. وعليه، بمقدورنا التطلع إلى ناتج إبداعي أكثر إتقانًا ويبدو طبيعيًا من الأصدقاء الإلكترونيين الخياليين. وبدلًا من تلك الإبداعات التي تكون بشكلٍ عام عروضا أو تجارب الغرض منها استعراض إمكانية الذكاء الاصطناعي، كما هو الحال الآن، ففي عام 2022، سنشهد بشكلٍ متزايد تطبيقها في مهام إبداعية اعتيادية، ككتابة العناوين الرئيسية للمقالات والنشرات الإخبارية، وكذلك تصميم الشعارات والرسوم البيانية.