موسيقى من إبداع الذكاء الاصطناعي
AI بالعربي – “متابعات”
الذكاء الاصطناعي على وشك تغيير المشهد الموسيقي للأبد، لكن ليس كما نعتقد، ووفقاً لتقرير نشره موقع «ساينس فوكس».
يوضح أخصائي الموسيقى ومدير مركز تكنولوجيا الميديا والفنون في جامعة كوين ماري بلندن، نيك بريان-كينز أن شبكات عصبية قادرة على كتابة موسيقى أصيلة، لكنها قد لا تتمكن يوماً من تأليف كلمات أغنيات ذات معنى.
وفيما الحديث عن تأليف الآلة للموسيقى قديم، ويعود إلى القرن السابع عشر، فان ذلك أصبح واقعاً في العقد الماضي، مع موسيقيين مثل فرنسوا باتشيت، الذي أبدع ألبوماً، بالتعاون مع الذكاء الاصطناعي. وقد أفيد أخيراً أن بلداناً في أنحاء العالم ستتنافس في مسابقة لأغانٍ، يجب إبداعها بمساعدة الذكاء الاصطناعي، فهل ستسود تلك الموسيقى؟
يجيب نيك براين-كينز أن الذكاء الاصطناعي يستخدم شبكات عصبية، هي مجموعة واسعة من “البايت” الكمبيوتر (وحدة معلومات رقمية في الحاسوب) في محاولة لمحاكاة كيف يعمل الدماغ، ويمكن رمي الكثير من الموسيقى في تلك الشبكة العصبية لتتعلم الأنماط، كما يفعل الدماغ. اليوم تلك الشبكات تكبر، ونحن نصل لنقطة حيث تلك الصناديق السوداء التي نضع فيها الموسيقى، تخرج منها موسيقى جديدة لطيفة، لكن يترتب على ذلك استهلاك الكثير من الطاقة.
تلك الكمبيوترات قادرة على عزف مئات الأغاني بسهولة، لكن الاختيار سيكون هنا على الأرجح للبشر في ما يعتقدون أنها موسيقى جميلة وممتعة، أي أن شخصاً من البشر سيقوم بعملية تحرير، وهو من سيقرر أي أجزاء تعجبه، وأي منها يتعين على الذكاء الاصطناعي تحسينه.
يقول بريان-كينز إن المشكلة تكمن في أننا نحاول تدريب الذكاء الاصطناعي على صنع الموسيقى التي نرغب، لكننا لا نتيح له صنع الموسيقى التي يرغب بها.
وفيما يمكن للذكاء الاصطناعي توليد كلمات أغانٍ وتدفق سردي مثير، تبقى كلمات الأغنيات حصيلة تجارب الإنسان، فالناس تكتب عن الحب وما ذهب في طريق الخطأ في حياتهم، والمشكلة أن الذكاء الاصطناعي لن تكون له تلك التجربة الحياتية، ليكون قادراً على شيء له معنى للناس،
لكن سيخرج من الذكاء الاصطناعي نوع جديد موسيقي، يؤكد بريان كينز، وهناك يكمن التحول الكبير في الجمع بين أنواع مختلفة من الأساليب الموسيقية، وفيما من الصعب فعل ذلك في استديو مليء بالبشر، فإن الذكاء الاصطناعي يمكنه بسهولة محاولة ملايين التراكيب المختلفة من الأنواع الموسيقية، وستكون طريقة مختلفة في استهلاك الموسيقى، وقد يتيح الذكاء الاصطناعي للناس صنع الموسيقى بشلك اكثر سهولة.
لكن إلى الآن يبقى الذكاء الاصطناعي مجرد أداة، لكن في المستقبل القريب سيكون مشاركاً في الابداع، وقد يساعد في اقتراح أفكار لكلمات أغانٍ مختلفة بناء على أنواع الموسيقى التي يحبها الشخص، والتعاون بين شريكين متعادلين سيكون الجزء المفيد في كل ذلك، وفقاً لبريان-كينز، فالذكاء الاصطناعي بإمكانه إيجاد محاكاة صوت بشري مقنع هذه الأيام، لكن السؤال هو لماذا نريد منه أن يبدو مثل البشر، في وقت سيكون من المثير رصد كيف يصدر صوته الخاص إذا كان له الخيار، فالروبوت الذي يعزف الموسيقى كان حلماً على مدى قرون، ولدينا الآن روبوتات تتحرك مثل البشر وبطرق عاطفية.
يرى بريان -كينز أن الشيء الممتع ليس الموسيقى فحسب التي يصنعها، لكن إيماءة الروبوت مع الموسيقى، إذ يمكنه هز رأسه والضرب بقديمه على النوتة في الوقت الحقيقي. هذا مثير لأنه نشعر بأنه شيء نعزف معه، ولهذا يرى بريان -كينز أنه من الممكن أن يكون هناك عازفون منفردون في جولات مع فرق من الروبوتات مستقبلاً.