الصين تصعّد تنافسها مع الولايات المتحدة على ريادة الذكاء الاصطناعي في سوق تتجاوز 4.8 تريليون دولار
AI بالعربي – متابعات
في مشهد يجمع بين الروبوتات المتصارعة داخل حلبة والمؤتمرات الرسمية على منصات الحوار، تشتد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة حول من يضع قواعد الذكاء الاصطناعي العالمية، ضمن سباق جيوسياسي يتجاوز حدود التكنولوجيا ويُعيد رسم خريطة النفوذ العالمي.
بكين تطلق منظمة دولية لتقنين الذكاء الاصطناعي وتعزيز الحوكمة المشتركة
خلال فعاليات مؤتمر الذكاء الاصطناعي العالمي في شنغهاي، أعلنت الصين عن تأسيس المنظمة العالمية للتعاون في الذكاء الاصطناعي، في خطوة تهدف إلى توحيد الجهود لضمان الاستخدام الآمن والشامل للتكنولوجيا. المنظمة الجديدة تسعى لمواجهة ما وصفه رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ باحتكار الذكاء الاصطناعي، ودعا من خلالها الدول النامية للتعاون في صياغة معايير عادلة للتطوير والحوكمة.
الصين تراهن على أسواق الجنوب العالمي وتطرح بدائل منخفضة التكلفة
الصين تبنّت نهجًا يقوم على تقديم نماذج ذكاء اصطناعي مناسبة للدول منخفضة الدخل، عبر حلول تتطلب قدرًا أقل من البنية التحتية الحوسبية، على عكس النماذج التي تطورها OpenAI. ووفقًا لمشروع الصين والجنوب العالمي، فإن هذه المقاربة تعزز جاذبية الصين كحليف تقني للدول التي تفتقر للموارد المتقدمة.
مؤتمر شنغهاي يجذب 800 شركة من 70 دولة ويُقصي التمثيل الأميركي
شهد المؤتمر مشاركة واسعة لأكثر من 800 شركة من 70 دولة ومنطقة، في ظل غياب ملحوظ للولايات المتحدة عن الحدث، مما يعكس تصاعد التوتر بين بكين وواشنطن في مجال الذكاء الاصطناعي. وركزت كلمات المسؤولين الصينيين على أهمية بناء البنية الرقمية وتوحيد معايير القدرة الحوسبية وتعزيز دور الشركات في صياغة أطر الحوكمة العالمية.
الذكاء الاصطناعي يتحول إلى ساحة تنافس جيوسياسي وحرب معايير تقنية
في الوقت الذي تواصل فيه الولايات المتحدة فرض قيود على شركات صينية مثل هواوي، تسعى بكين لتثبيت موطئ قدمها في الهيئات التي تصيغ المعايير العالمية للتقنيات الحديثة، مستندة إلى تجربتها في مبادرة طريق الحرير الرقمي. المبادرة الصينية تركّز على دعم سيادة الدول التقنية واحترام قوانينها المحلية، وهو ما يعاكس رؤية واشنطن القائمة على تعزيز الشفافية ومكافحة التحيز المؤسسي.
الصين تفتح الباب لنماذج مفتوحة المصدر وتراهن على التعليم والتدريب
الشركات الصينية مثل Deepseek وAlibaba وMoonshot سارعت إلى طرح نماذج لغوية متقدمة مفتوحة المصدر، في محاولة لتوفير أدوات ذكاء اصطناعي مجانية وقابلة للتعديل للدول النامية. وفي هذا الإطار، تعمل إندونيسيا على إدخال مناهج تعليمية في 400 ألف مدرسة وتدريب 60 ألف معلم، في إطار التعاون مع المبادرة الصينية.
مستقبل الذكاء الاصطناعي على مفترق طرق بين رؤيتين عالميتين
الصين والولايات المتحدة تقدمان نماذج متباينة لكيفية إدارة الذكاء الاصطناعي عالميًا. بينما تركز بكين على مفاهيم السيادة والانفتاح وتقديم أدوات غير مشروطة، تسعى واشنطن إلى التأثير من خلال معايير تُقيّد التحامل الأيديولوجي. وبين الرؤيتين، تحاول دول مثل جنوب أفريقيا الجمع بين ما هو متاح من الجانبين دون الانحياز السياسي.
سوق الذكاء الاصطناعي يشهد سباقًا نحو 4.8 تريليون دولار بحلول 2033
يتجاوز التنافس بين الصين والولايات المتحدة الأبعاد التقنية ليشمل السيطرة على سوق يُتوقع أن تصل قيمته إلى 4.8 تريليون دولار خلال السنوات القادمة. هذا السباق لا يقتصر على بيع النماذج، بل يمتد إلى من سيحدد الإطار الأخلاقي والقانوني الذي يحكم مستقبل التكنولوجيا عالميًا.