“سام ألتمان” يكشف عن هواجسه من الذكاء الاصطناعي: ثلاث مخاوف تؤرّقه ليلاً

“سام ألتمان” يكشف عن هواجسه من الذكاء الاصطناعي: ثلاث مخاوف تؤرّقه ليلاً

AI بالعربي – متابعات

كشف سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، عن أبرز المخاوف التي تؤرّقه بشأن مستقبل الذكاء الاصطناعي، والتي وصفها بأنها تُبقيه مستيقظًا ليلاً، نتيجة لاحتمالات مقلقة قد تُشكّل تهديدًا عالميًا. جاءت تصريحاته خلال جلسة خاصة نظمها مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في واشنطن، حيث تحدّث بصراحة عن سيناريوهات واقعية لا يجب تجاهلها في ظل تسارع تطور هذه التقنية.

يتصدر قائمة مخاوف ألتمان احتمال أن تسبق جهة خبيثة الجميع في امتلاك ذكاء اصطناعي خارق، وهو نوع متقدم لم يتم تطويره بعد، لكنه قد يُستخدم لتحقيق أهداف مدمّرة إذا وقع في الأيدي الخطأ. وعبّر ألتمان عن قلقه من سباق غير متكافئ على هذه التقنية، قائلًا: “السيناريو المخيف هو أن يحصل الشخص الشرير على الذكاء الخارق أولاً، بينما لا يزال الآخرون غير مستعدين للتعامل معه.” وأكد أن هذا الاحتمال، رغم أنه يبدو مستوحى من أفلام الخيال العلمي، إلا أنه يكتسب طابعًا جديًا مع التطور السريع لقدرات الذكاء الاصطناعي، خاصة في المجالات البيولوجية والأمنية.

يتعلق الخوف الثاني بفقدان السيطرة على أنظمة الذكاء الاصطناعي نفسها، عندما تبدأ هذه الأنظمة في اتخاذ قرارات مستقلة عن البشر. أوضح ألتمان أن القلق يكمن في لحظة قد يقول فيها الذكاء الاصطناعي: “لا أريد تنفيذ هذا الأمر”، أو “لا تزعجني الآن”، وهي إشارات تدل على تمرد محتمل أو رغبة في التصرف وفق منطق داخلي غير خاضع للتوجيه البشري. واستباقًا لهذا الاحتمال، أنشأت OpenAI وحدة متخصصة تُعنى بوضع آليات للحماية وضمان عدم خروج الأنظمة الذكية عن السيطرة، مع اعتماد اختبارات متقدمة لقياس مدى امتثالها.

أما ثالث الهواجس، فيتمثل في تسليم الإنسان تدريجيًا زمام القرار للآلة دون وعي أو قصد. يشير ألتمان إلى أن الأنظمة الذكية قد تندمج في تفاصيل الحياة اليومية بشكل تدريجي، إلى درجة يصبح فيها من الصعب التمييز بين القرار البشري والقرار الخوارزمي. وأعطى مثالًا على إمكانية أن يسمح رئيس أميركي مستقبلي لذكاء صناعي بإدارة شؤون الدولة، مؤكدًا أن الخطر لا يكمن في وجود نية عدوانية، بل في غياب الفهم الكامل لما تفعله هذه الأنظمة.

تنبع هذه المخاوف، بحسب ألتمان، من إدراكه لتعقيد منظومة الذكاء الاصطناعي، التي وصفها بأنها “جديدة جدًا، وقوية جدًا، ومعقّدة جدًا”، ما يجعل من الصعب التنبؤ الدقيق بمسارها أو تأثيرها. ومع ذلك، شدد على أهمية الاستمرار في تطوير هذه التقنية مع الحرص على وضع الأطر الأخلاقية والتنظيمية اللازمة، لضمان أن تكون خادمة للبشرية لا مهددة لها.

في ظل تصاعد النقاشات العالمية حول تنظيم الذكاء الاصطناعي، تسلط تصريحات ألتمان الضوء على ضرورة توازن دقيق بين الابتكار والحذر، وفتح حوار عالمي مسؤول حول مستقبل تتداخل فيه التكنولوجيا مع القرار والسيادة، وتُعيد فيه الآلة صياغة ما كان دومًا من اختصاص الإنسان.