روبوتات مكافحة الفيروسات جاءت لتبقى
AI بالعربي – “متابعات”
لا يزال كثير من المؤسسات من مختلف المجالات تبحث عن تقنيات متقدمة لتعقيم الأسطح، وتعتبر شركة “LG إليكترونيكس” واحدة من أحدث شركات التكنولوجيا التي تستثمر في طفرة التنظيف العميق التي يتوقع لها أن تستمر إلى ما بعد انتهاء الجائحة.
وتقدم الذراع الأمريكية لعملاق التكنولوجيا الكوري الجنوبي روبوت “UV-C” الخفيف ذاتي الحركة، والمصمم للقضاء على الفيروسات على الأسطح التي يتم لمسها بشكل متكرر. وبذلك تنضم الشركة إلى قائمة طويلة من الشركات التي توفر أجهزة مشابهة في خضم أزمة فيروس كورونا.
ويشبه روبوت “CLOi” من ناحية الشكل جهاز تدفئة كهربائي مزوداً بعجلات، وقد كُشف النقاب عنه عبر الإنترنت، في وقتٍ سابق من الشهر الجاري، أثناء معرض الإلكترونيات الاستهلاكية، الذي كان واحداً من أكبر معارض الإلكترونيات في العالم؛ ولكنه أقيم افتراضياً عبر الإنترنت هذا العام.
ومن المتوقع أن يتم البدء بشحن هذا الجهاز إلى عملاء شركة “LG” خلال شهر أبريل المقبل، بعد عام تقريباً من بدء الكثير من الشركات والمؤسسات بالعمل على تعزيز تجهيزات التعقيم ومكافحة الجراثيم لديها؛ من أجل مواجهة هذا الفيروس التنفسي القاتل. وتعتقد شركة “LG” أن الوقت مناسب؛ لأن الأعمال لا تزال تعاني الشلل بسبب تفشي الجائحة، ولأنه لا يزال أمام الأمريكيين أشهر لتلقي اللقاح.
يقول مايك كسلا؛ نائب الرئيس لمنتجات خدمات الضيافة في شركة “LG” في الولايات المتحدة الأمريكية: “لا أعتقد أن الاهتمام بمنتجات مثل هذه سوف يضمحل قريباً، هذا المنتج سوف يجد حياة طويلة وقوية أمامه”.
بينما ينتشر فيروس كورونا بشكل رئيسي عبر الهواء، تقوم روبوتات الأشعة فوق البنفسجية بتعقيم الغرف والتجهيزات بواسطة الضوء فوق البنفسجي. وسوف يكون “CLOi” أول روبوت يتم طرحه في الأسواق الأمريكية؛ وهو لم يكن ليوجد لولا أن الفيروس قد خلق فرص عمل جديدة كما تقول شركة “LG”.
منذ سنواتٍ عديدة، اعتمدت المستشفيات على أجهزة التعقيم بالأشعة فوق البنفسجية؛ ولكن منذ مارس الماضي ازداد عدد مراكز التسوق والفنادق والمطارات التي أطلقت موجة كبيرة من الطلب على الأجهزة المضادة للتلوث سهلة الاستخدام، التي يمكن استخدامها بأمان في حال وجود عددٍ كبير من الناس في المكان؛ حيث تسعى المؤسسات جاهدة إلى جذب الجمهور لمواقعها من خلال تسليط الضوء على إجراءات التعقيم التي تتبعها.
وتستخدم منطقة نيو مكسيكو التعليمية روبوت أشعة فوق البنفسجية من إنتاج شركة “زينيكس” كإجراء أمان إضافي. وبدأ معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، منذ أبريل، بالعمل على روبوت أشعة فوق بنفسجية للمدارس ومحلات السوبر ماركت. وانتشرت روبوتات مشابهة في المطارات والملاعب الرياضية، ولا يزال الكثير في الطريق.
من المتوقع أن ترتفع مبيعات روبوتات التعقيم من 341 مليون دولار في علم 2019 إلى أكثر من 2.3 مليار بحلول علم 2025، وفقاً لدراسة أعدتها شركة “موردور أنتيليجنس لاستشارات الأسواق”، وتشير الدراسة إلى أن القسم الأكبر من هذه الزيادة سيكون في منشآت الرعاية الصحية، بالإضافة إلى المدارس والمنشآت الصناعية.
قبل الجائحة لم يكن هنالك أي طلب على روبوتات الأشعة فوق البنفسجية خارج المستشفيات، وفقاً للشركات العامل في هذا المجال، إلا أن محللين وشركات التكنولوجيا يعتقدون أن هذه الروبوتات سوف تستمر وتنتشر في الظهور في أماكن أخرى مع انخفاض أسعارها. يقول تيم مولروني، محلل أسهم الخدمات التجارية في شركة “ويليم بلير”: “أعتقد أنه كان هنالك تحول طفيف في نظرة الناس إلى مسألة النظافة، وكذلك في مقاربة المؤسسات والحكومات للقضايا المتعلقة بالتعقيم”. وقال بنك الاستثمار في دراسة له إنه يتوقع أن تستقر سوق التنظيف التجارية في مستويات أعلى بعد انقضاء الجائحة؛ بسبب الاهتمام المتزايد بالنظافة، ونظراً لأن الشركات قد وقعت عقود تنظيف طويلة الأجل.
كما شاركت أيضاً في معرض “CES” الافتراضي، شركة “هيلز إنجينيرينغ” التي طورت ذراعاً روبوتية تقوم برش المطهرات وترسل ضوءاً فوق بنفسجي. وأطلقت شركة “بريساينتيكس” الكندية، نموذجَين من روبوت الأشعة فوق البنفسجية الناطق، هما: “شارلوت” و”فيوليت”، المخصصان للقضاء على الفيروسات في الأماكن العامة الكبيرة. قال باري هانت، الرئيس التنفيذي لشركة “بريساينتيكس”: “بدأنا بتطوير روبوت يعمل بالأشعة فوق البنفسجية منذ عام 2016، ولم يكن هنالك طلب عليه. كان عملاً سابقاً لأوانه، أما الآن فإن ما يزيد على مئة شركة حول العالم بدأت بالعمل على دخول هذه السوق بسبب جائحة كوفيد”.
يحتوي روبوت “LG” القادم على مستشعرات حركة مدمجة تقوم بإيقاف تشغيله عندما يكون هناك أشخاص في الجوار؛ حيث تم تصميمه للعمل في المطاعم والمكاتب والمتاجر. ويمكنه التجول بين الطاولات والكراسي وقطع الأثاث بشكل تلقائي ليقوم بتعقيم كل الأسطح المعرضة للمس في الغرفة خلال نصف ساعة. وقد تمكنت الشركة من تطويره خلال فترة ثمانية أشهر بالاعتماد على عدد من مشروعات الروبوتات التي كانت تعمل عليها في دول أخرى، ومن المتوقع أنه سيواجه موجة من المنافسة عند إطلاقه. تقول شركة “LG” إن جهازها سيكون أقل كلفة من الأجهزة المشابهة الموجودة في الأسواق التي تصل كلفة بعضها إلى مئة ألف دولار أمريكي للروبوت الواحد.
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن الفيروس المسبب لـ”كوفيد-19″ ينتشر بشكل رئيسي من خلال قطيرات الرذاذ التنفسي العالقة في الهواء، وليس من خلال الأسطح التي يتم لمسها بشكل متكرر. وهذه الأجهزة ربما تعطي الناس شعوراً بالاطمئنان ويمكن أن تشكل طبقة إضافية من الحماية في عصر تُعتبر النظافة فيه في قمة الأولويات.
ويقول المحللون إن استدامة سوق روبوتات التعقيم تتوقف على مقدار الأثر الدائم الذي ستتركه الجائحة في نفوس الأمريكيين. والذي سيساعد هذه الروبوتات صندوقية الشكل الباعثة للضوء على الاستمرار هو فكرة أن الناس لن ينسوا بسرعة جائحة “كوفيد-19” كما حدث عند تفشي وباءَي سارس وإيبولا، على سبيل المثال. ويقول خبراء الصحة العامة إن تفشي الأوبئة أصبح أكثر شيوعاً؛ لذلك فإن أسطول الروبوتات المحاربة للجراثيم سيكون جاهزاً عند حدوث التفشي القادم.
يقول جون ري، المدير العام لشركة “يوبيتيك روبوتيكس” المتخصصة في إنتاج الروبوتات المضادة للأوبئة: “مهما يكن الأمر، يجب أن يجعلنا هذا أكثر استعداداً في المستقبل، أحد الأشياء التي يمكن للشركات القيام بها هو تطوير منتجاتها وأن تصبح جزءاً من الاستراتيجية الأساسية للحكومات حول ما يجب توفره في المستودعات عندما تضرب الجائحة التالية”.