تساؤلات حول استخدام “أبل” الذكاء الاصطناعي في البيانات الشخصية للمستخدمين

18

AI بالعربي – متابعات

في الوقت الذي تطلق فيه “أبل” مجموعة خاصة من نماذج الذكاء الاصطناعي، تقوم أيضًا بدمج ChatGPT في أجهزتها وبرامجها، لكن ذلك يثير التساؤل عما ستفعله الشركة بالمعلومات الشخصية التي تتلقاها من المستخدمين.

حياة أسهل

وفي حال كانت شركة “أبل” تمتلك الذكاء الاصطناعي الخاص بها، فقد تطرح أسئلة عن سبب حاجتها إلى ChatGPT، في حين تمكن الإجابة على السؤال، بأن كلا منهما يهدف للقيام بأمور مختلفة.

والمقصود من ميزة Apple Intelligence؛ الاسم التجاري الشامل لجميع أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بشركة أبل، هو أن تكون مساعدًا شخصيًا أكثر من أي شيء آخر، فهي تأخذ معلومات محددة حول جهات الاتصال، والرسائل النصية ورسائل البريد الإلكتروني، والأحداث التي زارها المستخدم، وغير ذلك.

ثم تستخدم هذه الأدوات تلك البيانات لجعل حياة المستخدم أسهل قليلاً، مما يساعده على البحث عن صورة التقطها منذ سنوات مضت، أو العثور على المرفق المناسب لوضعه على بريد إلكتروني، أو ترتيب إشعارات هاتفه المحمول حسب الأولوية والاستعجال.

وفي حين أن ميزة Apple Intelligence قد تعرف أنك ذهبت في رحلة سيرًا على الأقدام العام الماضي، فإنها ستفتقر إلى ما يطلق عليه “المعرفة العالمية”، وهي معلومات عامة حول التاريخ والأحداث الجارية وأشياء أخرى أقل ارتباطًا بك بشكل مباشر.

وهنا يأتي دورChatGPT، بذلك سيتمكن المستخدمون من مطالبة Siri بإعادة توجيه الأسئلة والمطالبات إلى ChatGPT، أو جعل الأخير يساعدهم على كتابة المستندات داخل تطبيقات أبل.

الوصول إلى البيانات

وسيختلف استخدام Apple Intelligence وChatGPT على أجهزة أبل إلى حد كبير، وكذلك مقدار ونوع المعلومات التي يرسلها المستخدمون إلى الذكاء الاصطناعي.

وستتمكن Apple Intelligence من الوصول إلى مجموعة واسعة من البيانات الشخصية، بدءًا من الاتصالات المكتوبة وحتى الصور ومقاطع الفيديو التي التقطتها، وحتى سجل أحداث التقويم الخاصة بك. ولا يبدو أن هناك طريقة لمنعها من الوصول إلى هذه المعلومات.

في المقابل، لن يتمكن ChatGPT من الوصول إلى بيانات المستخدم الشخصية. يذكر أنه كجزء من اتفاقها مع أبل، قدمت OpenAI تنازلًا مهمًا؛ فقد وافقت على عدم تخزين أي مطالبات من مستخدمي أبل أو جمع عناوين IP الخاصة بهم.

هل يجب أن تثق بشركة أبل؟

في الوقت الذي سيتعين فيه إرسال المعلومات الشخصية ومطالبات الذكاء الاصطناعي إلى OpenAI إذا كان المستخدمون يريدون استعمال ChatGPT، فقد أكدت أبل أن Apple Intelligence لن ترسل بيانات المستخدم إلى أي مكان، وستقوم بمعالجة مطالبات الذكاء الاصطناعي مباشرة على الجهاز.

وهذا مشابه للطريقة التي تعالج بها أبل بالفعل FaceID والبيانات الحساسة الأخرى، والفكرة هي أن معالجة البيانات مباشرة على الجهاز تحد من التعرض للخطر؛ لأنه لا يمكن اعتراض بياناتك أو اختراقها من خادم مركزي.

لكن في حالة احتياج مهمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بك إلى مزيد من قوة المعالجة، سترسلApple Intelligence استعلامك وبياناتك إلى منصة حوسبة سحابية تتحكم فيها أبل، إذ سيلبي نموذج الذكاء الاصطناعي الأكثر قدرة الطلب.

وهذا هو المكان الذي تدعي فيه شركة أبل أنها حققت اختراقًا كبيرًا في الخصوصية؛ فقد قالت أبل إنها طورت طريقة جديدة للقيام بالحوسبة السحابية؛ مما يعني أنه يمكنها إجراء عمليات حسابية على البيانات الحساسة مع ضمان عدم تمكن أي شخص، ولا حتى الشركة نفسها، من معرفة البيانات التي تتم معالجتها أو الحسابات التي يتم إجراؤها.

وإذا كان كل ما ذكرته أبل صحيحًا، هذا يعني أن الشركة لا يمكنها رؤية البيانات الشخصية التي تعالجها نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، حتى إنها دعت الباحثين إلى اختبار ذلك بأنفسهم.

وقالت أبل إنها لا تستخدم أبدًا البيانات الشخصية الخاصة بمستخدميها أو تفاعلات المستخدم عند تدريب نماذجها، مشيرة إلى أنها تطبق فلاتر لإزالة معلومات التعريف الشخصية، مثل أرقام الضمان الاجتماعي وأرقام بطاقات الائتمان المتاحة للجمهور على الإنترنت.

اترك رد

Your email address will not be published.