أنا والطب والذكاء الاصطناعي

26

الدكتور محمد محيي الدين

تغزو تطبيقات الذكاء الاصطناعى حياتنا كل يوم، فيما يشبه الثورة الصناعية التي غيرت مسيرة الإنسان وحياته.

وفى عصر التطور التكنولوجى السريع، أصبحت البيوت ذكية، والسيارات ذكية والهواتف ذكية والمدن ذكية.

ولم يعد هناك مجال بعيد عن ذكاء الآلة، وأصبحت الحكايات الخيالية التي كنا نراها في السينما، مثل ذكاء الإنسان الآلى وقوته، وعبقرية أجهزة الكمبيوتر التي تكلم البشر وتحل لهم أصعب المشكلات بسهولة، واقعا حقيقيا، نراه مع انتشار تطبيقات الذكاء الاصطناعى، حتى وصلت إلى مجال الطب.

ولا شك أن هذا التقدم الهائل مفيد للبشرية، لكن هل ذلك هو بداية عصر تراجع الإنسان وتقدم الآلات؟ وهل يمكن أن تهيمن الأجهزة وتفرض سيطرتها على مجال حيوى مثل الطب؟ ويتساءل البعض عن مدى أهمية الوجود البشرى في مجال الطب، خاصة مع التقدم المتسارع في تقنيات الذكاء الاصطناعى.

الحقيقة أنه رغم هذا التقدم التكنولوجى المتسارع، لايزال الوجود البشرى له دور لا يمكن الاستغناء عنه في العديد من المجالات، خاصة الطب؛ فالوجود البشرى يمكن أن يتحالف مع التكنولوجيا، لتصبح النتيجة تحسنا أكبر في فاعلية الرعاية الصحية وتقديم خدمات طبية أفضل للمرضى.

ويعتبر الطب البشرى من أقدم المهن التي عرفتها البشرية، فقد كانت التفاعلات الإنسانية والتشخيص السريرى هي الأساس في علاج الأمراض. ومع ظهور التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعى، أصبح بإمكان الأطباء توظيف البيانات الضخمة والتحليلات الذكية لتشخيص الأمراض ووضع خطط العلاج بشكل أكثر دقة وفاعلية.

وهنا يبرز دور الذكاء الاصطناعى كشريك مساعد للأطباء في تقديم الرعاية الصحية الفعالة. وبفضل قوة التحليل الضخم والتعلم الآلى، يمكن للذكاء الاصطناعى مساعدة الأطباء في تحليل الصور الطبية بدقة عالية، وتحديد الأمراض بمراحل مبكرة، وتوجيه العلاج بناءً على بيانات دقيقة وشاملة.

ومن أحدث تطبيقات الذكاء الاصطناعى في المجال الطبى، المريض المطبوع ثلاثى الأبعاد، الذي يقدم من خلال تحليل الصور الطبية، نماذج ثلاثية الأبعاد بالتفصيل لتشريح جسم المريض، ما يساعد الجراحين على التخطيط لإجراءات العمليات الجراحية بدقة مذهلة، ما يقلل المخاطر ويعزز نتائج نجاح الجراحة. وظهر تطبيق مهم آخر هو الإنسان الآلى المساعد للجراح في غرفة العمليات، وهو لا يتعب ولا يخطئ. وقد بدأت الروبوتات الجراحية التي تعمل بالذكاء الاصطناعى في تحويل هذا الأمر إلى حقيقة، حيث تساعد الجراحين في مهام جراحية كثيرة…

ولنا بقية في المقال القادم

المصدر: المصري اليوم

اترك رد

Your email address will not be published.