استثمارات الشركات الكبرى في الذكاء الاصطناعي مهددة بسبب “الفقاعة”

24

AI بالعربي – متابعات

مؤخرًا كان الشغل الشاغل لمتابعي “وول ستريت” استثمار شركات التكنولوجيا العملاقة بالذكاء الاصطناعي. وكانت الأسواق تعاقب الشركات التي تعتبر متأخرة في الإنفاق في هذا المجال، ومتفائلة من تلك التي تعتمد مبالغ استثمارية ضخمة للذكاء الاصطناعي.

صحيفة “The Economist” تعتمد أسلوبًا مختلفًا الآن في التقييم، فقد أصدرت تقريرًا في عددها الأسبوعي الأخير تحذر من الإنفاق المبالغ على الذكاء الاصطناعي.

وتعتمد الصحيفة على أمثلة تاريخية شهدت إنفاقًا مبالغًا على تكنولوجيا اعتبرت في حينها ثورة لتؤدي في النهاية إلى سعة زائدة أو “Overcapacity” تنتهي بفقاعة، مثل ثورة سكك الحديد في القرن التاسع عشر حين استثمرت الشركات بشبكات واسعة من سكك الحديد التي لم تعد تواكب التطور في القطارات، لأنه بعد الإنفاق المفرط على شبكة واسعة من سكك الحديد احتاج الأمر إلى سكك جديدة أكثر متانة بعد تطور القطارات.

وأشارت الصحيفة إلى فقاعة شركات الاتصالات في منتصف التسعينيات التي أدت إلى قيام تلك الشركات بمضاعفة إنفاقها الرأسمالي بأكثر من 3 أضعاف لبناء 600 كيلومتر من الكابلات متوقعة مردودا هائلا، بينما اعتبر المستخدمون أن الإنترنت يحب أن تكون مجانية مما أدى إلى غياب الإيرادات لهذه الشركات لتعويضها عن هذا الاتفاق وصولًا إلى فقاعة الـ”Dot com”.

وتعهدت شركات التكنولوجيا الأربعة الكبرى “ألفابيت/ ميتا/ أمازون/ ومايكروسوفت” في الأسابيع الأخيرة إنفاق قرابة 200 مليار دولار هذا العام على مراكز بيانات والرقائق وغيرها من الاحتياجات لبناء نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وهذه المبالغ أعلى بـ45% عما أنفقته هذه الشركات العام الماضي، كما أنها تسابق على إنفاق رأس المال الجريء على شركات تطور نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل OpenAI and Anthropic وغيرها.

وفي المقابل تعد “أبل” من الشركات التي تعتمد أسلوبًا حذرًا بشكل أكبر من نظيراتها”.

وتحتسب وول ستريت أن هذا الإنفاق من الشركات الأربعة سيصل إلى قرابة تريليون دولار في السنوات الخمسة المقبلة.

لكن ماذا لو ارتأى المستخدم انه لا يريد ان يدفع ثمن الـ”Chatbots”، كما حصل في ثورة الاتصالات عندما فتحت الإنترنت كخدمة مجانية، كما أن هناك أكثر من 650 ألف نموذج جديد منافس لـ”ChatGPT” يتم تطويره من شركات أصغر حجما، مما قد يكسر احتكار الشركات الأربعة الكبرى.

وتتساءل “الإيكونوميست” ما إذا كان الإنفاق الزائد سيؤدي إلى القفزات التكنولوجية المتوقعة، مثال على ذلك النسخة الأخيرة من “OpenAI-GPT4” حيث ترى الصحيفة أن تحسيناتها لم ترق إلى التوقعات.

من هنا يأتي تحذير الصحيفة عبر التساؤل حول ما إذا كان كل هذا الاستثمار تفاؤلا مفرطا، واستخدمت عبارة “Alan Greenspan” الشهيرة “Irrational exhuberance” أو “الوفرة الطائشة” فإذا فعلا أدت كل هذه الاستثمارات إلى سعة زائدة أو Overcapacity تصبح الخدمة أرخص مما يفيد المستهلك ولكن يشكل خسائر للشركات المطورة لهذه البنى التحتية.

ونظرًا لحجم الشركات الأربعة في سوق الأسهم والمؤشرات الأميركية قد يؤدي الأمر إلى عواقب وخيمة في حال حصل ذلك.

اترك رد

Your email address will not be published.