طرق البحث التقليدية عبر الإنترنت مهددة بسبب الذكاء الاصطناعي التوليدي

19

AI بالعربي – متابعات

غيّر الذكاء الاصطناعي الطريقة التي نستخدم فيها الإنترنت، وبدأ تأثيره يظهر في كثير من المجالات، وآخرها طريقة قيامنا بالبحث عبر الشبكة.

وقبل حدث “OpenAI” للإعلان عن “ChatGPT-4o”، انتشرت شائعات مفادها أن الشركة كانت تستعد لإطلاق محرك بحث مدعوم بالذكاء الاصطناعي ينافس جوجل، لكن الرئيس التنفيذي لشركة “OpenAI” سام ألتمان، وضع حدًا لهذه الشائعات، وربما في الوقت الحالي.

غير أن أسئلة كثيرة ما زالت مطروحة، بشأن الكيفية التي سيغير فيها الذكاء الاصطناعي التوليدي طبيعة البحث على الإنترنت إلى الأبد مع اختيار المزيد من الأشخاص الوصول إلى المعلومات عبر أدوات مثل “ChatGPT”.

كما أن أسئلة أخرى أثيرت، حول اختفاء آلية البحث التقليدي على الانترنت، خاصة من خلال الذكاء الاصطناعي التوليدي.

تجربة أسهل بكثير

يعد متوسط تجربة البحث على الإنترنت أمرًا صعبًا في أحسن الأحوال، وبحال افتراض البحث عن أمر معين، من المحتمل أن يتم عرض المئات من نتائج البحث، حيث يتعين على المستخدم بعد ذلك التدقيق في أهمها، وتجنب جميع إشعارات ملفات تعريف الارتباط التي تظهر على كل موقع ويب للحصول على الإجابة البسيطة.

لكن عن طرح هذا السؤال على أداة مثل “ChatGPT” فإن المستخدم سيحصل على رد فوري، لأن الذكاء الاصطناعي يقوم بمسح شبكة الإنترنت، ويوفر تجربة أسهل بكثير، وأقل إحباطًا للمستخدمين.

بحث أقل إحباطًا

من الواضح أن هذا يمكن أن يغير بشكل جذري، بل ويهدد البحث على الإنترنت كما نعرفه، لذلك، فمن المنطقي أن تقوم شركات البحث على الإنترنت بدمج الذكاء الاصطناعي التوليدي بسرعة في محركات البحث الخاصة بها.

وكان “Microsoft Bing” أول من قام بدمج “ChatGPT”، بينما أصدرت غوغل أيضًا تجربة تم تصميمها لمساعدة المستخدمين على التنقل عبر المعلومات عبر الإنترنت بسهولة أكبر.

وتحاول شركات محركات البحث على الإنترنت تعزيز ما تفعله بالذكاء الاصطناعي التوليدي حتى تتمكن من توفير تجربة بحث أكثر نظافة وأقل إحباطًا، ولكن هل ستكون هذه الجهود كافية، أم أن أدوات مثل “ChatGPT” ستكتسب الميزة التنافسية.

ومن السابق لأوانه الإجابة عن هذا السؤال الآن، ولكن هناك شيئًا واحدًا مؤكدًا وهو أن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيغير بالتأكيد الطريقة التي نبحث بها عن المعلومات.

محركات البحث “SEO” مهددة

يمكن أن تصبح تكتيكات تحسين محركات البحث التقليدية SEO قديمة الطراز بسبب الذكاء الاصطناعي التوليدي، وتوفر إستراتيجيات تحسين محركات البحث “SEO” طرقًا للمؤسسات لإقناع محركات البحث بتفضيل موقع الويب الخاص بها وتقديمه في أعلى مستوى ممكن في نتائج البحث.

كما تعد عروض الإعلانات المدفوعة من الإستراتيجيات الأخرى لضمان حصول موقع الويب على مكانة بارزة في نتائج البحث، ولكن إذا كان المستخدمون يتجاوزون محركات البحث بشكل متزايد ويحصلون على معلوماتهم من أداة مثل “ChatGPT”، فإن كل جهود تحسين محركات البحث والمواضع المدفوعة التي تستغرق وقتًا طويلاً لا معنى لها.

وتدرك شركات مثل مايكروسوفت وجوجل هذا الأمر، ولهذا السبب كانت حريصة جدًا على إضافة أدوات الذكاء الاصطناعي الإبداعية إلى وظائف البحث الخاصة بها بهدف الاحتفاظ بالمستخدمين، على الرغم من أنها تعلم أن ذلك قد يؤثر على الإيرادات المستقبلية من المواضع المدفوعة، وشاشات عرض الشعارات، علمًا بأن 58% من إيرادات جوجل تأتي من الإعلانات.

لكن ستظهر مصادر إيرادات جديدة لعمالقة التكنولوجيا عندما يجدون طرقًا للابتكار باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي وتحقيق الدخل منه، إلا أنه بالنسبة للشركات الصغيرة التي تقدم خدمات تحسين محركات البحث SEO، يمكن أن يشكل الذكاء الاصطناعي التوليدي تهديدًا أساسيًا لنموذج أعمالها.

اتباع نهج استباقي

تحسين محركات البحث “SEO” هو مجرد مثال واحد لكيفية تأثر الشركات إيجابًا وسلبًا بالذكاء الاصطناعي التوليدي، ومن المتوقع أن يؤثر الذكاء الاصطناعي التوليدي أيضًا على كل الأعمال تقريبًا بطرق مختلفة، إذ يجب على قادة الأعمال اتباع نهج استباقي لفهم هذه التكنولوجيا التحويلية والاستفادة منها.

لذلك من المهم على الشركات تقييم كيفية دمج الذكاء الاصطناعي في عملياتها الأساسية لتعزيز الكفاءة وتجربة العملاء، والبقاء على اطلاع باتجاهات الصناعة وإستراتيجيات الذكاء الاصطناعي الخاصة بالمنافسين.

كذلك من المهم إطلاق مشاريع تجريبية لاختبار تطبيقات الذكاء الاصطناعي داخل المؤسسات، والاستثمار في تدريب الموظفين على العمل باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بفاعلية.

ومن خلال القيام بذلك، يمكن تحديث إستراتيجية عمل الشركات لتسخير الإمكانات الكاملة للذكاء الاصطناعي التوليدي والبقاء في المقدمة في مشهد سريع التطور.

اترك رد

Your email address will not be published.