دعاوى قضائية .. هاجس عملاء عمالقة الذكاء الاصطناعي

51

كاميلا هودجسون

أكبر شركات الحوسبة السحابية في العالم، التي طرحت أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة لعملائها من الشركات، تقدم حماية محدودة فقط ضد الدعاوى القضائية المحتملة المتعلقة بحقوق الطبع والنشر في هذه التكنولوجيا. وتتنافس كل من أمازون ومايكروسوفت وجوجل لتقديم خدمات جديدة مثل المساعدين الافتراضيين وروبوتات الدردشة كجزء من رهان بمليارات الدولارات على الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهي أنظمة يمكنها إنشاء نصوص وصور وشفرات برمجية كما يفعل البشر في ثوان معدودة.

يتم تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على البيانات، مثل الصور الفوتوغرافية والنصوص الموجودة على الإنترنت. وقد أدى ذلك إلى هاجس بأن أصحاب الحقوق، من شركات الإعلام إلى مكتبات الصور، سيرفعون دعاوى قضائية ضد الأطراف الثالثة التي تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي المدربة على بياناتهم المحمية بحقوق الطبع والنشر. وقد تعهد الثلاثة الكبار من مقدمي خدمات الحوسبة السحابية بالدفاع عن عملائهم من الشركات ضد مطالبات الملكية الفكرية هذه. لكن تحليلا لشروط التعويض نشرته شركات الحوسبة السحابية يظهر أن الحماية القانونية تمتد فقط إلى استخدام النماذج التي طورتها أو أشرفت عليها جوجل وأمازون ومايكروسوفت.

قال ماثيو ساج، أستاذ القانون في جامعة إيموري “إن التعويضات هي جزء ذكي جدا من الأعمال (…) وتجعل الناس يعتقدون أنهم يستطيعون استخدامها دون قلق”. لكن بريندا ليونج، الشريكة في شركة لومينوس لو، قالت “إن من المهم للشركات أن تفهم أن التعويضات مركزة ومحددة بشكل ضيق للغاية”. امتنعت جوجل وأمازون ومايكروسوفت عن التعليق. إن التعويضات المقدمة للعملاء لا تغطي استخدام نماذج الأطراف الثالثة، مثل تلك التي طورتها شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة أنثروبيك، التي تعتبر أمازون وجوجل مستثمرتين فيها، حتى لو كانت هذه الأدوات متاحة للاستخدام على منصات شركات الحوسبة السحابية.

وفي حالة أمازون، تتم تغطية المحتوى الذي تنتجه نماذجها الخاصة فقط، مثل تايتان، إضافة إلى مجموعة من تطبيقات الشركة للذكاء الاصطناعي. وعلى نحو مشابه، توفر مايكروسوفت فقط الحماية لاستخدام الأدوات التي تعمل على نماذجها الداخلية وتلك التي طورتها شركة أوبن إيه آيه، الشركة الناشئة التي أبرمت معها تحالفا بمليارات الدولارات. قال أحد المحامين المتخصصين في الملكية الفكرية ويعمل في هذه القضايا “كان الناس بحاجة إلى هذه الضمانات للشراء، لأنهم كانوا على دراية تامة بالمخاطر القانونية”. من جهة أخرى، قام مقدمو الخدمات السحابية الثلاثة بإضافة مرشحات أمان إلى أدواتهم التي تهدف إلى فحص أي محتوى يتم إنشاؤه قد يكون إشكاليا.

 وقال المحامي “إن مجموعات التكنولوجيا أصبحت مقتنعة أكثر بأن حالات الانتهاكات ستكون منخفضة للغاية، لكنها لا ترغب في توفير حماية غير محدودة”. وفي حين إن سياسات التعويض التي أعلنتها مايكروسوفت وأمازون وألفابيت متشابهة، فقد يرغب عملاؤها في التفاوض على تعويضات أكثر تحديدا في عقود مصممة خصيصا لاحتياجاتهم، على الرغم من أنها لم تصبح ممارسة شائعة بعد، حسبما قال أشخاص مقربون من شركات الحوسبة السحابية.

تعد كل من أوبن إيه آي وميتا من بين الشركات التي تتصدى لأول الحالات القضائية حول اختبار الذكاء الاصطناعي التوليدي التي قدمها مؤلفون بارزون وسارة سيلفرمان الممثلة الكوميدية. وركزوا إلى حد كبير على الادعاءات القائلة إن الشركات التي تقوم بتطوير النماذج استخدمت بشكل غير قانوني محتوى محميا بحقوق الطبع والنشر لتدريبها. قالت أنجيلا دانينج، الشريكة في شركة كليري جوتليب للمحاماة “إنه تم تقديم التعويضات كطبقة إضافية من “الأمان” للمستخدمين الذين قد يكونون قلقين من احتمال زيادة الدعاوى القضائية، خاصة أن حالات الاختبار قد تستغرق وقتا طويلا لحلها، وهو ما أوجد فترة من عدم اليقين”.

ومع ذلك، فإن تعويض جوجل لا يمتد إلى النماذج التي تم “ضبطها بدقة” من قبل العملاء باستخدام البيانات الداخلية لشركاتهم – وهي ممارسة تسمح للشركات بتدريب النماذج العامة لإعطاء نتائج أكثر صلة وتحديدا – في حين إن تعويض مايكروسوفت يمتد إلى هذه النماذج. ويغطي تعويض أمازون نماذج تايتان التي تم تخصيصها بهذه الطريقة، لكن إذا كان الانتهاك المزعوم ناتجا عن الضبط الدقيق، فستصبح الحماية ملغاة. مع ذلك، قد يكون من الصعب الفوز بالمطالبات القانونية المرفوعة ضد مستخدمي – وليس صانعي – أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وعند رفض جزء من الدعوى التي رفعها ثلاثة فنانين قبل عام ضد شركات الذكاء الاصطناعي ستيبيليتي إيه آي وديفيانت آرت وميدجورني، قال القاضي الأمريكي ويليام أوريك “إن إحدى المشكلات هي أنه من غير المعقول أن كل صورة تم إنشاؤها بواسطة الأدوات قد اعتمدت على الصور المحمية بحقوق الطبع والنشر التي تم التدريب عليها”. قال أوريك “إنه لكي ينطبق انتهاك حقوق الطبع والنشر، يجب أن تظهر الصور التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي مشابهة إلى حد كبير للصور المحمية بحقوق الطبع والنشر”.

المصدر: الاقتصادية

اترك رد

Your email address will not be published.