الذكاء الاصطناعي وسلاسل التوريد
سوهام شوكشي
يمكننا اختصار مستقبل إدارة سلاسل التوريد بعبارة واحدة هي: الذكاء الاصطناعي حيث سيصبح الذكاء الاصطناعي العنصر الأهم في الإدارة الذاتية لسلاسل التوريد وتجارب منصات الخدمات الموحدة، من خلال قدرته على مضاعفة الإنتاجية والقدرة على التنبؤ، وعلى تحديد المشكلات وحلها، وتعزيز المحادثات التوليدية المدعومة بالذكاء الاصطناعي وخفض التكاليف وتعزيز تجربة العملاء. وفيما يلي سبعة توجهات مذهلة ستشهدها إدارة سلاسل التوريد في عام 2024 وما بعده.
زيادة الإنتاجية في الخدمات اللوجستية:
ستتمكن الأدوات والتطبيقات المدعومة بالذكاء الاصطناعي من تحديد المشكلات، واقتراح حلول دقيقة، وتحويل المشكلات إلى الجهة المسؤولة إذا لزم الأمر، مما سيؤدي إلى تحقيق زيادة في إنتاجية الشركات تصل إلى 10 أضعاف. حيث يتمكن المسؤولون عن إدارة الخدمات اللوجستية من تحديد مؤشرات الأداء الرئيسية لمثل تلك الأدوات، وسيكون من الممكن تزويدها بأوامر واضحة مثل المكان الذي ستتلقى منه البيانات، والمناطق الحرجة التي عليهم مراقبتها، والإجراءات التي يجب عليهم اتخاذها، وأخيراً، كيفية إنشاء وتقديم التقارير بناءً على نتائج تحليل البيانات التي قاموا بها. «يمكن التعامل مع عدد أكبر بنسبة 13.8% من استفسارات العملاء خلال ساعة واحدة من قبل التطبيقات المدعومة بالذكاء الاصطناعي».
تطبيقات الدردشة هي مستقبل البرمجيات:
سيؤدي دمج الذكاء الاصطناعي في البرامج والتطبيقات في قطاعات التمويل وسلاسل التوريد وخدمة العملاء إلى تمكين الشركات من التفاعل مع الأنظمة من خلال واجهات الدردشة. وسيتيح هذا الدمج الوصول إلى إجابات دقيقة للغاية، مستمدة من معلومات مباشرة، مثل بيانات الموقع، وبيانات المخزون، وبيانات تتبع انبعاثات الكربون، ووقت الوصول المقدر، وبيانات الركاب، وملاحظات العملاء، وما إلى ذلك. «23 % من شركات خدمة العملاء تستخدم حالياً روبوتات الدردشة الذكية».
زيادة دقة التوقعات بمقدار 10 أضعاف:
سيوفر الذكاء الاصطناعي لشركات سلاسل التوريد القدرة الاستباقية على توقع المشكلات والاحتياجات قبل حدوثها. على سبيل المثال، لنفترض أن أحد السائقين في طريقه لاستلام أحد الطرود. يقوم النظام عندها بتحليل جميع البيانات بشكل مباشر، مثل السرعة وظروف حركة المرور والتوقف على طول الطريق. ثم يقرر أن عملية الاستلام المحددة في الساعة 6 مساءً لن تتم. وبالتالي، يعيد النظام تخصيص الطلب بشكل ديناميكي للسائق الذي يمكنه الاستلام في الوقت المحدد. سيمكن هذا الأسلوب الشركات من زيادة دقة توقعاتها بعشرة أضعاف.
«قال الرؤساء التنفيذيون للشركات الصناعية، إن هناك انخفاضاً في التكاليف بنسبة 61% نتيجة إدارة سلاسل التوريد التي تعمل بالذكاء الاصطناعي».
خدمات لوجستية أكثر ديناميكية وعملية:
يتطلب التخطيط اللوجستي الكثير من الوقت والمرونة. لذلك، فإن استخدام تقنيات مثل تخطيط الشبكة الديناميكي، والتخطيط الديناميكي لعمليات المركز، وعمليات النقل الطويلة، والقوى العاملة، من بين أمور أخرى، يوفر وقتاً وتكاليف كبيرة بآلاف الدولارات. على سبيل المثال، من خلال عمليات المركز الديناميكي، يمكن للشركات إنشاء رحلات منتصف المسافة بشكل تلقائي، وتخصيص الرحلات وفقاً لوجهات التوقف والشحن، ومراقبة جميع تحركات النقل لمسافات طويلة على لوحة تحكم واحدة. «45% من الشركات تستخدم الذكاء الاصطناعي لتوقع حجم الطلبات، فيما تسعى 43% من الشركات إلى القيام بذلك خلال العامين المقبلين»
منصة الخدمات الموحدة:
يسعى المصنعون وتجار التجزئة ومقدمو الخدمات اللوجستية بشكل متزايد لتوفير تجربة تعتمد على منصة خدمات موحدة ومتكاملة. وبالتالي، سيعتمد المستقبل على نظام إدارة المستودعات الموحدة ونظام إدارة النقل. سيؤدي ذلك إلى التوفير في التكلفة من خلال انعدام الحاجة إلى الاستثمار في موارد التكامل وإدارة البيانات؛ حيث ستتمكن الشركات من الوصول إلى مصدر واحد للمعلومات للاطلاع بشكل مباشر على حالة التخزين والنقل وتنفيذ الطلبات. كما يمكن تقليل أوقات الإرسال بشكل كبير نتيجة عدم الحاجة للفرز المزدوج.
«أبلغ المصنعون عن زيادة الإيرادات بنسبة 53% كنتيجة مباشرة لدمج الذكاء الاصطناعي في سلاسل التوريد».
تغيير شامل في واجهة المستخدم:
تقدم الشركات حالياً لمستخدميها تطبيقات رائعة تساعدهم على تقليل التكاليف واتخاذ قرارات الشراء المثلى بناءً على الخيارات المعروضة. على سبيل المثال، يسلط تطبيق السفر الضوء على أفضل خيارات الرحلات بناءً على تفضيلات العملاء. تخيل تجربة مماثلة عند اختيار مزود خدمة لوجستية! وهذا ما يحدث بالفعل. حيث يمكن لإدارة موحدة لعدة شركات نقل أن تختار تلقائياً باستخدام الذكاء الاصطناعي مزود الخدمة المحلي المناسب بناءً على أهداف مثل تقليل التكلفة والتسليم في نفس اليوم أو اليوم التالي والخبرة الجغرافية وغير ذلك. «71% من جيل الشباب في الشركات غير راضين عن التطبيقات المستخدمة في تنسيق العمل».
زيادة استخدام البنية التحتية الرقمية العامة:
تركز الحكومات في جميع أنحاء العالم على تعزيز البنية التحتية الرقمية لسلاسل التوريد. حيث ستسعى الشركات نفسها بسرعة للاستفادة من هذه البنية التحتية التكنولوجية لدفع الكفاءة اللوجستية وتحسين العمليات. على سبيل المثال، سيؤدي دمج بيانات الموقع المستلمة رقمياً من العملاء مع قواعد بيانات العناوين الحكومية، إلى تعزيز دقة الموقع بشكل كبير مما يؤدي إلى نجاح أكبر في التسليم وتقليل التكاليف.
يمر قطاع سلاسل التوريد بفترة مملوءة بالتحولات الكبيرة؛ حيث يتيح التحول الكبير نحو استخدام الذكاء الاصطناعي، للشركات الفرصة للتخلي عن الأساليب التقليدية، ولضمان درجات أعلى من التنافسية وربحية ومرونة وتركيز على العملاء.
المصدر: الخليج