مرسوم رئاسي أميركي صارم بشأن أمن الذكاء الاصطناعي.. قبل قمة “بليتشلي بارك”
AI بالعربي – خاص
أصدر الرئيس الأميركي، “جو بايدن“، مرسومًا رئاسيًا تنفيذيًا يلزم مطوري الذكاء الاصطناعي بإطلاع الحكومة على نتائج إجراءات السلامة، وهو ما يضع الحكومة الأميركية في قلب النقاش العالمي الدائر بشأن كيفية تنظيم حقل الذكاء الاصطناعي، وذلك قبل أيام قليلة تفصلنا عن القمة الأولى من نوعها في العالم، والتي تستضيفها بريطانيا في بليتشلي بارك. ويأتي هذا القرار ردًا على القلق العالمي المتزايد من أن يؤدي التطور المتسارع في أنظمة الذكاء الاصطناعي إلى مشكلات، مثل تطوير أسلحة بيولوجية وهجمات إلكترونية.
ووصف البيت الأبيض المرسوم الرئاسي بأنه من أهم الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لتعزيز مواصفات السلامة في مجال الذكاء الاصطناعي. وأكد في بيان رسمي أن الإجراء الأميركي يعد أمرًا تنفيذيًا تاريخيًا لضمان إدارة مخاطر الذكاء الاصطناعي، ويضع معايير جديدة لسلامة وأمن الذكاء الاصطناعي، ويحمي خصوصية الأميركيين ويعزز المساواة.
وقال نائب مدير الديوان في البيت الأبيض، “بروس ريد”، إن الولايات المتحدة أصدرت أقوى إجراءات تتخذها حكومة في العالم لضمان السلامة في مجال الذكاء الاصطناعي. وتضمنت الإجراءات:
– وضع معايير جديدة للسلامة للذكاء الاصطناعي، تلزم الشركات بإطلاع الحكومة على نتائج تجريب إجراءات السلامة.
– حماية خصوصية المستهلك عن طريق وضع إرشادات تتبعها الوكالات لتقييم تقنيات الخصوصية المستعملة في الذكاء الاصطناعي.
– المساعدة في وقف تمييز الخوارزميات، وتحديد الممارسات المفضلة في استعمال الذكاء الاصطناعي في النظام القضائي.
– وضع برنامج لتقييم المخاطر المحتملة في استعمال الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية، وتوفير مصادر تضمن استخدام العاملين في قطاع التعليم للذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة.
– العمل مع الشركاء الدوليين على تطبيق معايير الذكاء الاصطناعي حول العالم.
قمة بليتشلي بارك
كان هذا الإجراء هو ما تأمل في تبنيه الحكومة البريطانية خلال القمة الأولى من نوعها في العالم، التي تستضيفها هذا الأسبوع وتستمر ليومين في بليتشلي بارك. وتأتي القمة ردًا على القلق المتزايد من أن يؤدي التطور المتسارع في أنظمة الذكاء الاصطناعي إلى مشكلات، مثل تطوير أسلحة بيولوجية أكثر فتكًا، وهجمات إلكترونية أكثر تطورًا وقدرة على شل المؤسسات المستهدفة.
وستركز القمة التي يترأسها رئيس الحكومة البريطانية، “ريشي سوناك”، على معالجة المخاوف المتزايدة بشأن آفاق التطورات غير المحدودة لأنظمة للذكاء الاصطناعي. وتحضر القمة أيضًا رئيسة المفوضية الأوروبية، “أورسولا فون دير لاين”، والأمين العام للأمم المتحدة، “أنطونيو غوتيريش”.
ومن جانب آخر، فإن الاتحاد الأوروبي على وشك إصدار قانون للذكاء الاصطناعي. وسبق أن وضعت الصين قواعد صارمة لاستعمال الذكاء الاصطناعي. وفضلاً عن ذلك، فإن مجموعة الدول السبع، على وشك التوصل إلى اتفاق، حسب وكالة رويترز للأنباء، بشأن قواعد العمل المشتركة للشركات العاملة في تطوير الذكاء الاصطناعي.
خبراء: إجراءات أميركا غير كافية
من جانبه قال “غاري ماركوس”، الخبير في الذكاء الاصطناعي، في تصريحات لـ”بي بي سي”، إن المرسوم الأميركي واسع ويركز على كل من المخاطر الحالية والبعيدة المدى بصلاحيات تنفيذية، على الرغم من أنها ربما لا تكون كافية.
ويرى “أليكس كراسودومسكي”، الباحث في تشاتام هاوس “المعهد الملكي البريطاني للشؤون الدولية”، أن المرسوم الرئاسي يبين أن الولايات المتحدة تعتبر نفسها رائدة في كيفية التعامل مع مثل هذه التهديدات، وهو “مهم فعلاً”، ولكنه لا ينسجم بالضرورة مع الأهداف التي وضعتها قمة بريطانيا.
وتابع “كراسودومسكي”: “من الصعب تنظيم قمة صغيرة عن التكنولوجيا المتطورة، ولكن أعتقد أنه من أجل أن يكون لهذه التكنولوجيا أثر عالمي لا بدَّ من جهد كبير وتواصل مع الكثير من الدول عبر العالم”.