تفوق أمازون في استخدام الذكاء الاصطناعي وتحقيق أداء متقدم

72

AI بالعربي – متابعات 

بالنسبة إلى مستثمري التكنولوجيا، عزز الذكاء الاصطناعي التوليدي انتعاشا قويا هذا العام، ما ساعد على دفع سوق الأسهم الأمريكية بأكملها لأعلى. بينما كانت شركات القطاع على استعداد تام للتنبؤ بحدوث أشياء عظيمة من التكنولوجيا، كان هناك شيء واحد ناقص بشكل ملحوظ: متى بالضبط سيكون للذكاء الاصطناعي التوليدي تأثير في ماليات الصناعة.

كانت حالة عدم اليقين هذه تلوح في الأفق بشكل كبير في الأيام الأخيرة، حيث أعلنت بعض أكبر الشركات أرباحها الأخيرة، ما أثار وابلا من الأسئلة حول التأثير المحتمل للتكنولوجيا في التكاليف والإيرادات.

تجاوزت أرباح الربع الثاني من المجموعة الأولى من كبرى شركات التكنولوجيا الأمريكية التوقعات – وهي: ألفابت وأمازون وأبل وميتا ومايكروسوفت. ولكن إلى جانب المجموعات الأخرى التي تأمل في الاستفادة من الذكاء الاصطناعي التوليدي، فإنها لم تكن مستعدة للتنبؤ بوقت ظهور ميزات الذكاء الاصطناعي الجديدة في منتجاتها وخدماتها أو ما تأمل في تحصيله من رسوم مقابل التكنولوجيا، فضلا عن الآثار المالية.

يوم الخميس، بعد أن أكملت أمازون وأبل الجولة الأخيرة تقارير الأرباح الفصلية، لخص برنت تيل، محلل في “جيفريز”، المزاج السائد بين المستثمرين: “الضجة موجودة هنا، لكن الإيرادات ليست كذلك”.

على الرغم من الشعور بالإحباط، فإن موسم الأرباح ساعد على الأقل في دعم الزيادات الكبيرة في أسعار الأسهم هذا العام، حيث ارتفعت أسهم ميتا وأمازون وأبل أكثر من 50 في المائة. وعلى نحو غير معهود بالنسبة إلى مجموعة من الشركات التي في الأغلب ما تبدو أنها تركز على النمو، لعب ضبط التكاليف دورا محوريا في تفوق الأرباح، وذلك بعد جولة استثنائية من تخفيض الوظائف في وقت سابق من العام الحالي.

خفضت أمازون نحو 27 ألف وظيفة، بينما أدت عمليات التسريح في جوجل إلى انخفاض عدد الموظفين بما يقارب تسعة آلاف في الربع الثاني.

أظهرت أمازون على وجه الخصوص أخيرا علامات على السيطرة على تكاليفها المتضخمة، بعد زيادة كبيرة خلال 2022. كما ارتفع هامش أرباحها التشغيلية إلى 5.7 في المائة في الربع الثاني، بزيادة نقطتين عن الأشهر الأولى من العام وأفضل أداء لها في عامين.

وعزز الانتعاش المفاجئ أسهمها بنحو 9 في المائة في تداولات ما بعد السوق، مضيفا نحو 120 مليار دولار إلى قيمتها السوقية. كما اعتمدت أبل بدورها، التي سجلت انخفاضا قدره 1 في المائة في الإيرادات حيث ظل إنفاق المستهلكين على الأجهزة ضعيفا، بشدة على ضبط التكاليف كرد فعل على الاقتصاد غير المستقر.

قال المدير المالي لوكا مايستري: “نحن نعلم أن هذه الفترة كانت غير مؤكدة خلال الأرباع القليلة الماضية. لقد كنا فعالين للغاية في إبطاء الإنفاق”. وأضاف أن أبل “مسرورة للغاية بقدرتنا على إبطاء جزء من ارتفاع النفقات”، حتى مع زيادة إنفاقها عمدا على البحث والتطوير بمعدل أسرع.

لكن على الرغم من الاهتمام الأكبر بالتكاليف، فإن موجة استثمارية جديدة ناجمة عن الذكاء الاصطناعي التوليدي بدأت بالفعل تلوح في الأفق، ما أثار تساؤلات حول ما إذا كان الانضباط في إنفاق شركات التكنولوجيا الكبرى سيثبت أنه قصير الأجل.

“لقد كان شد الحزام في أواخر 2022 وأوائل 2023 وقتي. هل سيكون انتعاش الهامش القوي في 2023 عابرا؟”، كما قال جيم تيرني، مستثمر أسهم النمو في شركة ألاينس بيرنشتاين.

ومن المتوقع أن تسجل مايكروسوفت، التي تحركت بشكل أسرع لدمج الذكاء الاصطناعي التوليدي في منتجاتها وخدماتها الحالية، الزيادة في الإنفاق أولا. كان الإنفاق الرأسمالي في الربع الأخير، عند 10.7 مليار دولار، أعلى مما توقعته وول ستريت.

قالت شركة البرمجيات: إن الإنفاق سيرتفع أكثر في كل ربع من سنتها المالية الحالية التي بدأت في يوليو.

توقع محللون في مورجان ستانلي أن يؤدي ذلك لرفع الإنفاق الرأسمالي لمايكروسوفت على أشياء مثل مراكز البيانات والمعدات اللازمة لملئها إلى 50 مليار دولار خلال الأشهر الـ12 المقبلة. سيكون ذلك مرتفعا أكثر من 50 في المائة عن العام السابق، وأكثر من ضعف إنفاقها قبل عامين فقط.

ادعى الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا أن مايكروسوفت ستكون قادرة على ربط هذا الإنفاق المرتفع بنمو إيراداتها مع ترسخ خدمات الذكاء الاصطناعي، واصفا الاستثمار المخطط له بأنه “رأسمال بديل إضافة إلى رأسمال جديد سيقود نموا جديدا”.

كانت شركات أخرى أقل استعدادا للتنبؤ تماما بموعد حدوث طفرة استثمارية في الذكاء الاصطناعي، على الرغم من أنها أشارت إلى مستوى معين من الإنفاق الأعلى في 2024. قال مارك زوكربيرج رئيس ميتا، إنه لا يستطيع التنبؤ “بمدى سرعة نمو منتجاتنا الجديدة في الذكاء الاصطناعي”، ما يترك الشركة دون “سيطرة واضحة” على المبلغ الذي ستحتاج إلى استثماره.

كان زوكربيرج من بين المديرين التنفيذيين في التكنولوجيا الذين أصروا في الأيام الأخيرة على أنه حتى عندما يتوقعون زيادة في الإنفاق، فإن ضوابط التكاليف التي اكتشفت أخيرا ستبقى قائمة.

وفي شركات مثل أمازون وفيسبوك، قد يؤدي ذلك إلى فترة من زيادة الإيرادات وتوسيع الهوامش، كما قال تيل من جيفريز. “إنه نمو يعود مع تحسن الهوامش، وليس نموا بأي ثمن”.
وبضغط من المستثمرين لتقول الشركات متى سترى زيادة في الإيرادات من الذكاء الاصطناعي، أشارت كل من ألفابت وميتا وأمازون إلى الخدمات الحالية التي تعتمد بشكل كبير على الاستثمارات التي تمت في الماضي.

تختلف هذه الخدمات من التعلم الآلي من “أمازون ويب سيرفيسيز” لعملاء الخدمات السحابية إلى الأدوات المحسنة بالذكاء الاصطناعي التي تقدمها جوجل وميتا لعملائهما في الإعلانات. مع ذلك، عندما يتعلق الأمر بأحدث موجة في الذكاء الاصطناعي، كانت التوقعات قليلة ونادرة. قال الرئيس التنفيذي لأمازون آندي جاسي الخميس: إن التكنولوجيا في “مراحلها المبكرة جدا” وإن الصناعة “سارت خطوات قليلة فقط في سباق الماراثون هذا”.

يقول جاسي: إن كثيرا من عملاء ذراع أمازون للخدمات السحابية يرون أن هذه التكنولوجيا تحويلية – رغم أن “معظم الشركات ما زالت تبحث في كيفية التعامل معها، فإنها تبحث في كيفية تدريب النماذج”. وأصر على أن كل جزء من أعمال أمازون يعمل على مبادرات الذكاء الاصطناعي التوليدي وأن التكنولوجيا “ستكون في صميم ما نفعله”.

قال تيرني من ألاينس بيرنشتاين: “في الوقت الحالي، الأدلة شحيحة بعض الشيء” حول التأثير في الإيرادات في صناعة التكنولوجيا.

حتى مايكروسوفت لم تقدم سوى تنبؤ حذر بموعد ظهور ذلك على شكل إيرادات أعلى. أخبرت المديرة المالية آمي هود، المستثمرين في مكالمة أرباح الأسبوعين الماضيين أن تأثير الإيرادات سيكون “تدريجيا”، حيث يتم إطلاق الميزات والبدء في جذب العملاء. فشل الحذر في مطابقة التوقعات العالية قبل أرباح الشركة، ما أدى إلى خفض سعر سهمها 7 في المائة خلال الأسبوع التالي.

قال تيل: “وراء الكواليس، تتدافع الصناعة بأكملها للخروج بنموذج أعمال (للذكاء الاصطناعي التوليدي): كيف سنسعره؟ وكيف سنبيعه؟”.

 

المصدر: الاقتصادية

اترك رد

Your email address will not be published.