مخاوف عالمية من بناء أنظمة الذكاء الاصطناعي الخارجة عن السيطرة
AI بالعربي – متابعات
قضى جاري ماركوس، مختص الذكاء الاصطناعي، الأشهر الأخيرة يحذر أقرانه والنواب والجمهور عموما من المخاطر المرتبطة بتطوير أدوات هذا المجال الجديدة وانتشارها فائق السرعة، لكنه عد في حديث صحافي في سان فرانسيسكو أن مخاطر انقراض البشرية مبالغ فيها.
وأوضح الأستاذ الفخري في جامعة نيويورك الذي قدم إلى كاليفورنيا لحضور مؤتمر “شخصيا، وفي الوقت الحاضر، لست قلقا جدا بهذا الشأن، لأن السيناريوهات ليست في غاية الواقعية”.
وتابع “ما يقلقني هو أن نبني أنظمة ذكاء اصطناعي لا نحكم السيطرة عليها”، وفقا لـ”الفرنسية”.
وابتكر جاري ماركوس برنامجه الأول للذكاء الاصطناعي في المدرسة الثانوية، وكان برنامجا لترجمة نصوص من اللاتينية إلى الإنجليزية. وبعد أعوام من دراسة علم النفس للأطفال، أنشأ شركة مختصة في “تعلم الآلة” استحوذت عليها “أوبر” لاحقا.
وفي آذار (مارس)، كان من موقعي الرسالة التي نشرها مئات الخبراء للمطالبة بتعليق تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي فائقة القوة مثل روبوت الدردشة “تشات جي بي تي” الذي أطلقته شركة “أوبن أيه آي” الناشئة لمدة ستة أشهر للتثبت من أن البرامج المطروحة حاليا للاستخدام “موثوقة وآمنة وشفافة ووفية.. وموائمة” للقيم البشرية.
لكنه لم يوقع الإعلان المقتضب الذي أصدرته مجموعة من كبار رجال الأعمال والخبراء هذا الأسبوع وكان له وقع شديد.
ودعا موقعو الإعلان ومن أبرزهم سام التمان مبتكر “تشات جي بي تي” نفسه، والمهندس الكبير السابق لدى “جوجل” جيفري هينتون الذي يعد من الآباء المؤسسين للذكاء الاصطناعي، ورئيس شركة “ديب مايند” للأبحاث في مجال الذكاء الاصطناعي التابعة لجوجل ديميس هاسابيس، والمدير الفني لمايكروسوف كيفن سكوت، إلى التصدي لـ”مخاطر انقراض” البشرية “المرتبطة بالذكاء الاصطناعي”.
وأطلق النجاح الهائل، الذي أحرزه برنامج “تشات جي بي تي” القادر على إنتاج أي نوع من النصوص بناء على طلب مستخدميه، سباقا بين شركات التكنولوجيا العملاقة إلى هذا الذكاء الاصطناعي “التوليدي”، غير أنه أثار في المقابل كثيرا من التحذيرات والدعوات إلى وضع ضوابط لهذا المجال.
وصدرت هذه التحذيرات حتى عن مطوري هذه الأنظمة المعلوماتية الذين يعملون من أجل التوصل إلى ذكاء اصطناعي “عام” يتميز بقدرات معرفية شبيهة بقدرات البشر.
وقال جاري ماركوس “إن كنتم مقتنعين فعليا بأن هناك خطرا وجوديا، فلماذا تعملون على ذلك بالأساس؟ هذا سؤال منطقي”. ورأى أن “انقراض الجنس البشري.. مسألة في غاية التعقيد في الواقع، يمكننا تصور كل أنواع الآفات، لكن ثمة من سينجو حتما”.
وشدد في المقابل على أن هناك سيناريوهات ذات مصداقية يمكن في سياقها أن يتسبب الذكاء الاصطناعي “بأضرار هائلة”.
وتابع “قد ينجح البعض على سبيل المثال في التلاعب بالأسواق وقد نتهم الروس بتحمل المسؤولية ونهاجمهم في حين أن لا ضلوع لهم إطلاقا، وقد ننجر إلى حرب عرضية تهدد بأن تتحول إلى حرب نووية”.
ومنذ فجر التاريخ يحظى المتحدثون اللبقون الجذابون، وبائعو زيت الثعابين المخادعون، والغوغائيون المتحذلقون بإنصات كثيرين باهتمام لهم، وهناك إذن احتمال أن يكون تجاوب الناس عندما يوجه الحديث إليهم بثقة، وتعاطف، وحماس أكثر كثيرا من تجاوبهم في حالة سماعهم لصوت يبدو غير مهتم أو فظ أو حتى واقعي.
وذلك وفقا لتقرير نشرته “الفرنسية” أمس، يكون رغم أن مؤيدي الحديث الصعب والمباشر قد يرون أن هذا ليس أكثر من حقيقة بديهية، وأيا كان الأمر، ليس من الغريب أن بعض هذه الديناميكيات المهمة يتسرب إلى التفاعلات بين الإنسان الآلي (الروبوت) والناس.
وكما اتضح، فإنه كلما بدا جهاز الذكاء الاصطناعي أو الروبوت أكثر “بشرية” و”كاريزمية” كان من يتعاملون معه أكثر تجاوبا معه.
ويقول، كيرستن فيشر الأستاذ بجامعة جنوب الدنمارك، وهي ثالث أكبر جامعة في الدنمارك بعد جامعة كوبنهاجن، وجامعة أرهوس، “كان لدينا روبوت يوجه فرقا من الطلاب في مهمة ابتكارية، وكان يستخدم إما نبرة صوت تتسم بالثقة والعاطفية أو نبرة صوت عادية وواقعية”.
وأضاف فيشر وهو عضو في فريق باحثين نشروا نتائجهم الشهر الماضي في دورية “الحدود في الاتصال”: وجدنا أنه عندما تحدث الروبوت بأسلوب حديث كاريزمي، كانت أفكار الطلاب أكثر أصالة وأكثر تفصيلا.