AI بالعربي – متابعات
تشهد شركات المحاسبة الكبرى في هونغ كونغ تحولًا لافتًا في استراتيجيات التوظيف، مع خطط توسع واضحة خلال عام 2026، بالتوازي مع تسريع اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي، بهدف جذب الجيل الجديد دون المساس بالوظائف البشرية.
الذكاء الاصطناعي شريك لا بديل
أكد أندرو وونغ، شريك جودة التدقيق والممارسات المهنية في شركة كيه بي إم جي الصين، أن الذكاء الاصطناعي داخل الشركة يُنظر إليه كأداة داعمة لا كبديل للموظفين.
وأوضح أن الشركة لم تشهد أي تراجع في التوظيف بسبب هذه التقنيات، ولا تخطط لذلك مستقبلًا، وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي ساهم في رفع جودة العمل وتسريع الأداء، وأصبح عنصرًا جاذبًا للمواهب الشابة الباحثة عن بيئات عمل متطورة.
أدوار مهنية جديدة للجيل الصاعد
أوضح وونغ أن استخدام الذكاء الاصطناعي فتح المجال أمام المحاسبين لتولي أدوار أكثر تنوعًا وتأثيرًا. وأضاف أن هذه التحولات تتماشى مع تطلعات الجيل الجديد الذي يسعى إلى وظائف ذات قيمة مضافة وفرص تعلم مستمرة.
وبيّن أن التقنيات الذكية أثبتت فعاليتها في تحليل البيانات الضخمة، واكتشاف الأنماط الشاذة، ومعالجة قضايا مالية معقدة.
استثمارات وتوظيف واسع النطاق
أعلنت ديلويت الصين في أكتوبر الماضي عزمها توظيف نحو ألف شخص في هونغ كونغ. كما كشفت عن استثمار 500 مليون دولار هونغ كونغي، ما يعادل نحو 64 مليون دولار أميركي، خلال أربع سنوات.
ويستهدف هذا الاستثمار تعزيز القدرات في التكنولوجيا المالية، وأسواق رأس المال، والذكاء الاصطناعي.
الشباب يطالبون بأدوات ذكية
قال ديريك لاي كار يان، الشريك الأول وقائد أنشطة إعادة الهيكلة في إرنست ويونغ، إن المهنيين الشباب يبدون اهتمامًا متزايدًا بمجالات إعادة الهيكلة والتصفية.
وأضاف أنهم يتوقعون من الشركات توفير أدوات ذكاء اصطناعي ترفع كفاءتهم اليومية. وأوضح أنه يخطط لتوسيع فريقه من 80 إلى 130 موظفًا خلال عام 2026.
الذكاء الاصطناعي في مواجهة التعقيد
أشار لاي إلى أن الطلب على خدمات إعادة الهيكلة مرشح للارتفاع مع تباطؤ الاقتصاد العالمي. وبيّن أن هذه المجالات تتطلب التعامل مع كميات هائلة من المستندات والسجلات المالية.
وأكد أن الذكاء الاصطناعي بات أداة أساسية لتلخيص الوثائق وتفريغ الاجتماعات، ما يوفر الوقت ويرفع الإنتاجية.
مقارنة بين الأمس واليوم
استعاد لاي تجربته عند دخوله القطاع قبل 36 عامًا، حين كان العمل يعتمد على المراجعة اليدوية المطولة. وأوضح أن الذكاء الاصطناعي اليوم ينجز المهام بسرعة تفوق السابق بأكثر من عشرة أضعاف. وأضاف أن هذا التحول يجعل المهنة أكثر جاذبية للأجيال الجديدة.
دعم حكومي ورؤية مستقبلية
قال داميان غرين، رئيس مجلس الإدارة غير التنفيذي لشركة مانولايف فاينانشال آسيا، إن دراسات حديثة تظهر رغبة الموظفين في استخدام الذكاء الاصطناعي داخل العمل.
وأشار إلى أن مؤشر مايكروسوفت لينكدإن لاتجاهات العمل يؤكد تطلع العاملين لمواكبة شركاتهم لهذا التحول.
الحفاظ على مكانة هونغ كونغ المالية
أكد غرين أن دمج الذكاء الاصطناعي في الخدمات المهنية عنصر أساسي للحفاظ على مكانة هونغ كونغ كمركز مالي عالمي. وأوضح أن الحكومة تدعم هذا التوجه عبر برنامج تمويلي بقيمة 3 مليارات دولار هونغ كونغي لتقنيات المستقبل.
وأضاف أن مراكز أبحاث مدعومة حكوميًا تعمل مع القطاع الخاص لإعداد المواهب الشابة لسوق العمل الرقمي. بهذا التوجه المتكامل بين التوظيف والاستثمار والذكاء الاصطناعي، تسعى هونغ كونغ إلى ترسيخ نموذج مهني جديد، يوازن بين الابتكار التقني واستدامة الفرص الوظيفية، ويعيد تعريف جاذبية قطاع المحاسبة للجيل القادم.








