تقرير يرصد جدلًا متصاعدًا حول قدرة الذكاء الاصطناعي على صناعة الكوميديا

AI بالعربي – متابعات

يضع صعود أدوات الذكاء الاصطناعي قطاع الكوميديا أمام اختبار حقيقي، بعد انتشار محتوى ساخر يعتمد على التوليد الذكي. ويثير ذلك سؤالًا أساسيًا: هل ينجح الذكاء الاصطناعي في جعلنا نضحك فعلًا؟

أداء رقمي يفتقر إلى روح الكوميديا

حقق مقطع يظهر طفلًا وكلبه في “بودكاست ساخر” ملايين المشاهدات. استخدم الكوميدي جون لاجوي أدوات الذكاء الاصطناعي لصناعة الفيديو. ورغم ذلك، يؤكد لاجوي أن التقنية ليست مضحكة بطبيعتها، لأنها تفتقر إلى الحس البشري الذي يمنح النكتة تأثيرًا مباشرًا.

يقول لاجوي إن الذكاء الاصطناعي يستطيع إنتاج صوت وصورة وتحريك الشخصيات. لكنه يرى أن ذلك لا يمنحه قدرة على ابتكار موقف كوميدي مؤثرًا.

أدوات ذكية تدعم الفكرة لكنها لا تصنعها

يستخدم صانع المحتوى كينج ويلونيوس الذكاء الاصطناعي لتطوير أفكاره. يبدأ بفكرة قصيرة ثم يصقلها عبر روبوت محادثة، قبل تحويلها إلى فيديو أو أغنية.

لكنه يعترف بأن طلب نكتة جاهزة من الذكاء الاصطناعي لا يعطي نتيجة جيدة، لأنها تفتقر إلى التفاصيل الدقيقة التي تمنح النكتة قيمتها.

غياب اللمسة الإنسانية

توضح الباحثة ميشيل روبنسون أن كثيرًا من المحتوى الكوميدي المعتمد على الذكاء الاصطناعي يبدو ركيكًا.

وتضيف أن التقنية تتقن بناء النكتة لغويًا، لكنها تفشل في تقديم “جرأة اللحظة” التي يملكها الكوميدي.

ويتفق معها الباحث كاليب وارن. ويؤكد أن الفكرة الكوميدية الأصلية تبقى بشرية بالكامل.

ويرى أن دور الذكاء الاصطناعي يظل مساعدًا بصريًا أو موسيقيًا، لا منتجًا للفكرة نفسها.

خلافات قانونية ورفض فني

أدى انتشار المحتوى المزيف إلى احتجاجات واسعة في القطاع الفني. ورفعت الكوميدية سارة سيلفرمان دعوى تتهم مطوري روبوتات الدردشة بانتهاك حقوق كتابها. ووصفت ابنة روبن ويليامز المقاطع المزيفة لوالدها بأنها مزعجة.

كما توصل ورثة جورج كارلين إلى تسوية بعد استخدام صوته دون إذن. وسخر مسلسل “ساوث بارك” من موجة المحتوى المزيف، محذرًا من اعتماد مفرط على الذكاء الاصطناعي.

حدود الإبداع الآلي

يرى لاجوي أن الذكاء الاصطناعي أداة لتنفيذ أفكار معقدة بميزانيات صغيرة. لكنه يعجز، برأيه، عن كتابة سيناريو كوميدي جذاب.

ويقول: “طلبت من روبوت دردشة كتابة سيناريو لفيلم. النتيجة كانت مملة. الكوميديا أداء وتوقيت ووجهة نظر”.

ويختم ساخرًا: “عندما يحصل الذكاء الاصطناعي على وجهة نظر.. عندها يجب أن نخاف كما في Terminator”.

خلاصة

تتقدم أدوات الذكاء الاصطناعي بسرعة، لكنها لا تزال عاجزة عن تقليد حس الفكاهة البشري. وتبقى الكوميديا مساحة تعتمد على التجربة الإنسانية، بينما يؤدي الذكاء الاصطناعي دورًا مساعدًا لا بديلًا.

  • Related Posts

    النهاية لا تُكتب.. المحتوى اللانهائي كفخ رقمي

    AI بالعربي – متابعات في زمنٍ تتراكم فيه الكلمات بلا توقف، وتتمدد فيه النصوص كأنها لا تعرف حَدًّا ولا خاتمة، يصبح السؤال البسيط مخيفًا: هل ما زلنا نعيش في عالم…

    صناعة الأسلوب.. كيف تُقلّد النماذج شخصيتك الكتابية؟

    AI بالعربي – متابعات في لحظة ما، بينما يكتب الإنسان جملة يظنّ أنها تخصه وحده، يكون نموذج لغوي ما، في مكانٍ لا يعرفه، يحاول أن يصنع تلك النبرة نفسها، أن…

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    مقالات

    الذكاء الاصطناعي يشكل اقتصاداتنا.. ما النتائج؟

    • نوفمبر 29, 2025
    • 79 views
    الذكاء الاصطناعي يشكل اقتصاداتنا.. ما النتائج؟

    الذكاء الاصطناعي يؤجج حرب التضليل الإعلامي

    • نوفمبر 22, 2025
    • 110 views
    الذكاء الاصطناعي يؤجج حرب التضليل الإعلامي

    الذكاء الاصطناعي أَضحى بالفعل ذكيًا

    • نوفمبر 10, 2025
    • 198 views
    الذكاء الاصطناعي أَضحى بالفعل ذكيًا

    في زمن التنظيمات: هل تستطيع السعودية أن تكتب قواعد لعبة الذكاء الاصطناعي؟

    • نوفمبر 8, 2025
    • 200 views
    في زمن التنظيمات: هل تستطيع السعودية أن تكتب قواعد لعبة الذكاء الاصطناعي؟

    “تنانين الذكاء الاصطناعي” في الصين وغزو العالم

    • أكتوبر 30, 2025
    • 225 views
    “تنانين الذكاء الاصطناعي” في الصين وغزو العالم

    الذكاء الاصطناعي في الحياة المعاصرة.. ثورة علمية بين الأمل والمخاطر

    • أكتوبر 12, 2025
    • 369 views
    الذكاء الاصطناعي في الحياة المعاصرة.. ثورة علمية بين الأمل والمخاطر