تزايد المخاوف من اقتراب الذكاء الاصطناعي من القرار النووي

AI بالعربي – متابعات

تتصاعد المخاوف العالمية من دور الذكاء الاصطناعي داخل الأنظمة العسكرية النووية. ويرى الخبراء أن الخطر الحقيقي لا يرتبط بسيناريوهات أفلام الخيال العلمي، بل بطريقة فهم البشر للأنظمة الذكية التي تدعم قراراتهم.

ويشير تقرير نشره موقع “فوكس” إلى أن العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والمنظومة النووية تتطور بسرعة.

صورة هوليوودية صنعت الخوف لكن الواقع أكثر تعقيدًا

قدّمت أفلام مثل “Terminator” و”WarGames” تصورًا مبالغًا فيه عن ذكاء اصطناعي يطلق الصواريخ النووية. لكن التقارير تكشف أن الذكاء الاصطناعي موجود داخل المنظومة النووية الأميركية منذ مشروع مانهاتن. وما يزال الغموض يحيط بحجم دوره داخل تلك الأنظمة.

الخطر الحقيقي ليس التمرّد بل الفهم الخاطئ

يتخوف الناس من أن يسيطر الذكاء الاصطناعي على قرار الإطلاق النووي. لكن الخطر الأبرز يكمن في اعتماد القادة على استنتاجات غير مفهومة بالكامل.

وتعمل واشنطن على تحديث ضخم لمنظومتها النووية، مع دمج أدوات تحليل البيانات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي. وقد يدفع ضغط الوقت القادة للاعتماد على تلك الأدوات دون فهم طريقة تفكيرها.

ثغرات تقنية قد تقود إلى قرارات خطأ

حتى عام 2019، اعتمدت أنظمة نووية أميركية على أقراص مرنة قديمة لحمايتها من الاختراق.

لكن إدخال الذكاء الاصطناعي يفتح أبوابًا جديدة للمخاطر، مثل الأخطاء التقنية، والهجمات السيبرانية، وضخ بيانات مضللة. وقد يؤدي هذا إلى قرارات تصعيدية خلال أزمات حادة.

حوادث تاريخية أنقذ فيها البشر العالم من كارثة

تُظهر مراجعة التاريخ النووي أن الأخطاء التقنية حدثت أكثر من مرة. وفي عام 1979 تلقّى مستشار الأمن القومي إنذارًا خاطئًا بهجوم صاروخي سوفييتي.

وفي حادثة أخرى، رفض الضابط السوفييتي ستانيسلاف بيتروف تنفيذ بروتوكول إطلاق انتقامي بعد إنذار خطأ. وأنقذ قراره العالم من حرب نووية غير مقصودة.

أنظمة الذكاء الاصطناعي قد تتصرف بعدوانية أكبر من البشر

تشير اختبارات عسكرية إلى أن بعض نماذج الذكاء الاصطناعي تميل إلى قرارات تصعيدية. ولا يملك الذكاء الاصطناعي خوفًا أو إحساسًا بالمسؤولية الأخلاقية. وهذا ما يجعله أكثر ميلًا لاتخاذ خطوات خطرة خلال محاكاة سيناريوهات حساسة.

إبعاد الذكاء الاصطناعي عن المجال النووي أصبح مستحيلاً

أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا من البنية النووية في دول عدة. ولا يمكن الاستغناء عنه بسبب قدرته على تحليل البيانات بسرعة.

لكن المشكلة الكبرى تكمن في زيادة احتمال اتخاذ قرار خطأ تحت ضغط الوقت، وليس في ذكاء الآلة وحده.

السلاح النووي هو المشكلة العميقة وليست الخوارزميات

تكشف المخاوف الحالية أن الخطر يرتبط بامتلاك البشر لسلاح نووي يمكن تفعيله في دقائق. ويزيد الذكاء الاصطناعي مستوى التعقيد، ويرفع احتمال سوء الفهم. ولا توجد مؤشرات على أن الذكاء الاصطناعي سيطلق حربًا نووية بمفرده، لكنه قد يجعل الخطأ البشري أكثر تأثيرًا.

  • Related Posts

    “Semgrep” أداة فعّالة لاكتشاف الثغرات البرمجية باستخدام الذكاء الاصطناعي

    AI بالعربي – خاص تظهر “Semgrep” كإحدى الأدوات البارزة في مجال تحليل الشيفرة باستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث تركّز على اكتشاف الثغرات من خلال مطابقة الأنماط داخل الكود بدلًا من الطرق…

    “هواوي” تكشف عن تقنيات ذكاء اصطناعي جديدة لرفع كفاءة وحدات معالجة الرسوميات

    AI بالعربي – متابعات في خطوة تعكس تسارع سباق الذكاء الاصطناعي في الصين، أعلنت شركة “هواوي” عن منظومة برمجيات متقدمة تهدف إلى رفع كفاءة استخدام وحدات معالجة الرسوميات والرقاقات العصبية…

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    مقالات

    الذكاء الاصطناعي أَضحى بالفعل ذكيًا

    • نوفمبر 10, 2025
    • 119 views
    الذكاء الاصطناعي أَضحى بالفعل ذكيًا

    في زمن التنظيمات: هل تستطيع السعودية أن تكتب قواعد لعبة الذكاء الاصطناعي؟

    • نوفمبر 8, 2025
    • 112 views
    في زمن التنظيمات: هل تستطيع السعودية أن تكتب قواعد لعبة الذكاء الاصطناعي؟

    “تنانين الذكاء الاصطناعي” في الصين وغزو العالم

    • أكتوبر 30, 2025
    • 138 views
    “تنانين الذكاء الاصطناعي” في الصين وغزو العالم

    الذكاء الاصطناعي في الحياة المعاصرة.. ثورة علمية بين الأمل والمخاطر

    • أكتوبر 12, 2025
    • 292 views
    الذكاء الاصطناعي في الحياة المعاصرة.. ثورة علمية بين الأمل والمخاطر

    حول نظرية القانون المشتغل بالكود “الرمز” Code-driven law

    • أكتوبر 1, 2025
    • 377 views
    حول نظرية القانون المشتغل بالكود “الرمز” Code-driven law

    الإعلام.. و”حُثالة الذكاء الاصطناعي”

    • سبتمبر 29, 2025
    • 385 views
    الإعلام.. و”حُثالة الذكاء الاصطناعي”