AI بالعربي – متابعات
في عصر تتسارع فيه وتيرة المعرفة، أصبح الذكاء الاصطناعي أداة يومية للعثور على الإجابات بسرعة. لكن، هل يدرك المستخدمون أن هذه السرعة قد تُفقدهم عمق الفهم والمعرفة؟
التعلم السهل لكنه سطحي
أظهرت دراسة بحثية نُشرت في مجلة “PNAS Nexus” التابعة للأكاديمية الوطنية للعلوم الأميركية أن الاعتماد الكامل على نماذج اللغة الكبيرة مثل “شات جي بي تي” و”جيميني” قد يؤدي إلى تعلم سطحي. رغم تقديم الذكاء الاصطناعي للإجابات الصحيحة، فإنه يقلّل من متعة اكتشاف المعلومة والجهد الذهني اللازم لبناء معرفة متينة.
المعرفة تحتاج إلى البحث الذاتي
أكدت الباحثة “شيري ميلوماد” من جامعة بنسلفانيا وزميلها “جين هو يون” من جامعة ولاية نيو مكسيكو أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي يحدّ من التفكير النقدي والاستكشاف الذاتي. نتائج 7 تجارب إلكترونية ومخبرية أظهرت أن المستخدمين يميلون إلى تكرار الأفكار الجاهزة بدلاً من تحليلها أو صياغة آراءهم الخاصة. حتى عند إضافة روابط إنترنت لدعم المعلومات، شعر المشاركون بأن معرفتهم أقل عمقًا مقارنة بالبحث التقليدي.
التعلم السلبي وفخ الراحة الذهنية
على الرغم من سهولة الوصول للمعلومة، فإن التلقي السريع للبيانات يقلّل من التفكير النقدي ويضعف التذكر على المدى الطويل. وفق الدراسة، الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي يحوّل التعلم من نشاط فعّال إلى سلبي، كما يحدث عند الحفظ دون فهم.
كيف تحافظ على عمق المعرفة في زمن الذكاء الاصطناعي؟
لا يعني هذا التوقف عن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، بل استغلالها بشكل ذكي:
- اعتبر الذكاء الاصطناعي نقطة انطلاق، لا نهاية للبحث.
- استخدمه لتوجيه مسار البحث ثم انتقل إلى القراءة والتحليل بنفسك.
- دوّن أفكارك يدويًا أو سجّل ملاحظاتك لتعزيز الفهم العميق.
- تحدّ نفسك بالسؤال: لماذا؟ استفسر عن الأسباب والنتائج والسياق.
التكنولوجيا تفتح أبواب المعرفة، لكنها لا تفكر بدلاً منا. التفكير النقدي والفضول الشخصي يظلان عنصرين أساسيين في بناء معرفة حقيقية ومستدامة. ابحث، اكتشف، وكن أنت من يصنع معرفته، لا مجرد متلقٍ للمعلومة.








