جريمة الذكاء الاصطناعي.. تشويه واحدة من أعظم لوحات التاريخ

بعد أن أثار الدهشة بالصور المتخيلة لمشاهير وقادة قدماء، عاد الذكاء الاصطناعي ليثير الغضب هذه المرة، بسبب إنتاجه نسخة مطورة من لوحة “الفتاة ذات القرط اللؤلؤي” للفنان الهولندي يوهانس فيرمير، وهي من أشهر الأعمال الفنية في التاريخ الرسم.

وعرضت 5 لوحات مأخوذة من لوحة فيرمير الشهيرة في متحف ماورتشهاوس في لاهاي، وأثار قرار عرض اللوحة “المبتكرة” جدلاً في هولندا وعلى الشبكات الاجتماعية، مع تساؤلات تمحورت خصوصاً عما إذا كان للذكاء الاصطناعي مكان في متحف مثل ماورتشهاوس الذي يضم خصوصاً أعمالاً كلاسيكية لفيرمير ورامبرانت.

وقال الملحق الإعلامي في متحف ماورتشهاوس بوريس دو مونيك “إنه أمر جدلي، لذا فإن آراء الناس تنقسم بين مؤيد ومعارض”. وأوضح أن “الأشخاص الذين اختاروا العمل، أعجبوا به، وكانوا يعرفون أنه مطور بواسطة الذكاء الاصطناعي لكننا أحببنا العمل، لذلك اخترناه، وعلقناه” على الحائط.

أعدّ المصمم الرقمي جوليان فان ديكن المقيم في برلين، صورته الخاصة عن “الفتاة ذات القرط اللؤلؤي” في إطار مسابقة نظمها متحف ماورتشهاوس دعا من خلالها أفراد العامة إلى إرسال نسختهم من اللوحة الشهيرة.

واستخدم جوليان أداة الذكاء الاصطناعي Midjourney “ميدجورني” القادرة على إنشاء صور معقدة باستخدام ملايين الصور من الإنترنت، إضافة إلى برنامج “فوتوشوب” لتعديل الصور.

واختيرت نسخته لتكون واحدة من بين خمسة أعمال (من أصل 3482 قُدمت في المسابقة) يتم تعليقها في الغرفة حيث تُعرض عادةً لوحة “الفتاة ذات القرط اللؤلؤي” الحقيقية.

وأحدث اختيار الصورة التي أنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعي، ضجة في هولندا. وكتب أحد الفنانين على صفحة المعرض على إنستجرام إن الأمر “وصمة عار وإهانة لا تُصدق”.

وأبدى المعترضون قناعتهم بأن أدوات الذكاء الاصطناعي قد تنتهك حقوق الطبع والنشر لفنانين آخرين، من خلال استخدام أعمالهم كأساس لتوليد الصور بشكل مصطنع.

بدورها قالت الفنانة إيفا تورينينت التي تنشط في سبيل وضع ضوابط للذكاء الاصطناعي، إن هذه التقنية “تتعارض مع الأخلاقيات”.

وأوضحت في تصريحات نقلتها عنها صحيفة “دي فولكس كرانت” الهولندية قائلةً: “بدون أعمال فنانين من البشر، لن يتمكن هذا البرنامج ببساطة من إنتاج أعمال”.

وقال بوريس دي مونيك نعتقد أنها صورة جميلة، ونعتقد أنها عملية إبداعية” و”لسنا من النوع الذي يسعى لفتح النقاش عمّا إذا كان للذكاء الاصطناعي مكان في متحف فني”.

يذكر أن لوحة فيرمير الشهيرة، كانت بطلا لأحد أشهر أفلام الممثلة سكارليت جوهانس التي قدمت في الفيلم دور الفتاة التي رسمها فيرمير.