كيف حوَّل الذكاء الاصطناعي صناعة الرياضة؟

12

نيل دكروز

يسير التطور التكنولوجي في صناعة الرياضة على قدم وساق.

فمن أنظمة التذاكر إلى إحصاءات اللاعبين، زاد الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence) بشكل كبير من معدل مشاركة الجمهور واستراتيجيات اللعبة. لقد غيَّر الذكاء الاصطناعي قواعد اللعبة في مختلف الصناعات، واستفادت صناعة الرياضة هي الأخرى من ذلك. فمن خلال التطبيقات عبر النشاط داخل اللعبة، والتحليل بعد المباراة، وحتى تجربة المعجبين، جعل الذكاء الاصطناعي من الألعاب أكثر جاذبية ومتعة.

والآن دعونا نلقِ نظرةً على سبعة تطبيقات أسهمت في تغيير الصناعة قدَّمها الذكاء الاصطناعي. أولاً: أداء اللاعبين إنه الجزء الأكثر أهمية في أي لعبةٍ، فبفضل الذكاء الاصطناعي يتم قياس سمات أداء اللاعبين بدقة. فمن تحسين أداء اللاعب إلى تحليل أي أية إصابات وشيكة، فإن الذكاء الاصطناعي يقول كلمته. وقد أدى ظهور التكنولوجيا وأجهزة الاستشعار القابلة للارتداء إلى جعل الأمور أسهل كثيرًا. ومن خلال الاستفادة من البيانات من الأجهزة التي يرتديها اللاعبون، سوف تتمكن تقنيات الذكاء الاصطناعي من اكتشاف أي مستويات إجهاد وتمزق؛ وهو ما يمكن أن يساعد اللاعبين في تجنب الإصابات الخطيرة وتناول الأدوية في الوقت المناسب لدعم الشفاء التام.

غير أنه ليس مجرد عامل فردي، إذ يمكن لتقنية الذكاء الاصطناعي أن تساعد في أداء الفريق أيضًا، لكن كيف يحدث ذلك؟ هل شاهدت تلك الكاميرات الرياضية المتطورة التي بها خطوط خضراء وحمراء وصفراء فوق اللاعبين وتصدر إحصاءات؟ حسنًا، إن ذلك ليس فقط من أجل المظهر، ولكنه يُستخدم لتتبع مستوى أداء الفريق واستراتيجيته.

فمن خلال معرفة هذه التفاصيل المعقدة، عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي، يمكن للمدربين رسم الاستراتيجيات وخطط اللعب من أجل تحقيق أقصى استفادة من فرقهم. ثانيًا: توقع نتائج المباراة يقدَّر حجم الصناعة القائمة على المراهنات بنحو 76.75 مليار، إذ تعتمد هذه الصناعة في الوقت الحاضر على التنبؤات المستندة على الذكاء الاصطناعي للفوز بالجوائز والكؤوس. وفي وقت سابق، كانت مشاهد الرهان تعتمد فقط على الافتراضات والتنبؤات، وذلك رغم وجود بيانات هائلة.

وقد كان هناك الكثير من البيانات إلى درجة أن الأمر سوف يستغرق شهورًا حتى يتمكن المحترفون من التنبؤ بالنتيجة. هنا يأتي الذكاء الاصطناعي باعتباره المنقذ مرة أخرى، إذ يمكنه معالجة البيانات أسرع بنحو 125 ألف مرة مقارنة بالخلايا العصبية البشرية؛ وهو ما يعني أنه بالإمكان معالجة أطنان من البيانات خلال ثوانٍ. وقد جاءت هذه التقنية بمثابة نعمة لصناعة المراهنات. فعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه القيام بالتنبؤ بشكل دقيق، فإنه أسرع بكثير من البشر، وأقرب بكثير من التنبؤ بالدماغ البشري.

ثالثًا: بالنسبة لتذاكر المباريات هل تتذكر نهائي دوري أبطال أوروبا بين ريال مدريد وليفربول؟ لقد احتاجوا إلى المساعدة في السيطرة على الحشود، إذ تقطعت السبل بالعديد من المشجعين الذين لديهم تذاكر صالحة لساعات مع وجود عدد قليل من البوابات المتاحة للدخول، ونقص في الموظفين على الأرض. وقد استغرقت العملية اليدوية الكثير من الوقت، على حساب وقت المشجعين المتحمسين وراحة بالهم خلال المباراة النهائية التي طال انتظارها.

ومع بروز تقنيات الذكاء الاصطناعي وسيطرتها على المشهد، يمكن أن تصبح الأمور أسهل. إذ يمكن للمشجعين الذين حجزوا التذاكر الدخول إلى الاستاد بعد فحصهم بواسطة أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تدعم التعرف على الوجه.

ويمنع هذا الإجراء التكدس عند بوابات الدخول، ويضمن عملية دخول أكثر كفاءة. رابعًا: الكشافة والتوظيف وفيما يخص كيفية قيام الذكاء الاصطناعي بتحويل عملية الاستكشاف والتوظيف، فإن جماعات الكشافة لديها في الوقت الحالي بيانات ورؤى إضافية لإعطاء فرص للمواهب الصاعدة لعرض مهاراتهم على مرحلة أكبر. إذ سوف يكون لديهم القدرة على تحليل أداء اللاعب من خلال السمات المختلفة التي تم جمعها خلال الدورات التدريبية عبر أجهزة الاستشعار والكاميرات الرياضية المتطورة. وتُستخدم الإحصائيات المجمعة بعد ذلك لاستخلاص رؤى قائمة على البيانات يمكن أن تساعد الكشافة والفرق على منح الفرص للاعبين الطموحين.  خامسًا: الذكاء الاصطناعي وحكام المباريات عندما كان هناك حد أدنى من التقدم التكنولوجي، كان هناك عبء يقع على عاتق الحكام لاتخاذ القرارات الصحيحة. ذلك أن قرارًا خاطئًا واحدًا يمكن أن يغير مصير المباراة ويمكن أن يكون حاسمًا. أفكار ختامية إن مستقبل الرياضة يكمن – بلا شك – في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. فهو لا يغير أي نتائج، لكنه يساعد في اتخاذ قرارات فعالة. إن كل هذه الأمثلة والجوانب التكنولوجية ليست سوى البداية، فلا يزال هناك المزيد الذي يتوقع أن يقدمه الذكاء الاصطناعي، الذي أصبح يسهم حاليًا في دعم صعود التعلم الآلي.

إن التكنولوجيا بالفعل مجال مثير؛ فمع التقدم الذي يجري في العالم اليوم، تدخل التقنيات الجديدة في المعركة. لذلك، فإن كنت ترغب في البقاء في المقدمة في هذا المجال المثير للاهتمام، فيجب عليك مواكبة أحدث الاتجاهات. وفي آخر المطاف إذا كان تطوير المهارات يشغل بالك، فعليك أن تتحقق من برامج تحسين المهارات المختلفة. إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات المصدر: My Great Learning  النشرة البريدية

اترك رد

Your email address will not be published.