
شركات التكنولوجيا تطرح أدوات ذكاء اصطناعي ثورية تثير تساؤلات حول مستقبل البشر
شركات التكنولوجيا تطرح أدوات ذكاء اصطناعي ثورية تثير تساؤلات حول مستقبل البشر
AI بالعربي – متابعات
قبل أيام، انهمرت ابتكارات الذكاء الاصطناعي كالسيل الجارف، لتغمر العالم بمجموعة من الأدوات الثورية التي تعِد بتحسين غير مسبوق في جودة الأعمال، وتعكس في الوقت ذاته اشتداد سباق الشركات الكبرى للهيمنة على هذا القطاع الحيوي. ومع هذا الزخم التقني اللافت، عاد إلى الواجهة سؤال قديم متجدد: هل ستأخذ هذه الأدوات مكان البشر؟
البداية من OpenAI: شراكة بمليارات الدولارات
في خطوة مفاجئة ومثيرة، أعلنت شركة OpenAI عن شراكة استراتيجية مع المصمم الشهير جوني آيف، أحد العقول المبدعة خلف منتجات آبل الثورية. هذه الصفقة التي بلغت قيمتها 6.5 مليار دولار، تمثلت في استحواذ OpenAI على شركته الناشئة “io” بهدف تطوير جيل جديد من الأجهزة الذكية.
الرئيس التنفيذي لـ OpenAI، سام ألتمان، وصف هذه الشراكة بأنها “بداية ثورة تكنولوجية غير مسبوقة”، مشيرًا إلى نية الطرفين إطلاق 100 مليون جهاز “مساعد ذكي” بحجم الجيب خلال العام المقبل. المشروع الطموح قد يشكّل، بحسب التقديرات، قيمة سوقية تريليونية للشركة.
جوجل ترد بـ100 إعلان.. ومفاجأة “Veo 3”
وفي المقابل، لم تتأخر جوجل عن الركب، إذ استعرضت في مؤتمر المطورين السنوي أكثر من 100 إعلان جديد، أبرزها تحديث شامل لمحرك بحثها عبر وضعية “AI Mode”، التي وصفت بأنها “إعادة تصور كاملة لتجربة البحث” بحسب الرئيس التنفيذي سندار بيتشاي.
هذا التحديث الجذري يُعيد تشكيل نموذج الأعمال الإعلاني لدى جوجل، ويؤسس لمرحلة جديدة من التفاعل بين المستخدمين والمحتوى، حيث تصبح نتائج البحث أكثر ديناميكية وذكاء بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي.
لكن الإعلان الأبرز الذي أثار ضجة واسعة تمثّل في الكشف عن نموذج الفيديو المتقدم Veo 3، الذي أرعب صنّاع هوليوود بقدرته الهائلة على توليد مقاطع فيديو واقعية يصعب تمييزها عن تلك التي يصنعها البشر. النموذج يمثل طفرة في عالم المحتوى المرئي، ويطرح تساؤلات عديدة حول مستقبل صناعة السينما والإنتاج البصري.
نظرة أوسع: تسارع بلا حدود
تكشف هذه القفزات التكنولوجية المتسارعة من جانب شركات التكنولوجيا الكبرى أن سباق الذكاء الاصطناعي يواصل تصاعده بوتيرة متسارعة خلال الأعوام القادمة. فالشركات التكنولوجية الكبرى لم تعد تكتفي بتحديث الخدمات أو تحسين الأداء، بل تسعى الآن إلى إعادة اختراع العالم الرقمي من جديد. وبينما نحاول الاستفادة من هذه الطفرات التقنية، فإن التحدي الأكبر يكمن في كيفية تعايشنا مع هذه الأدوات، والتفكير الجاد في تأثيرها على مستقبل الوظائف، التعليم، التواصل، بل وحتى على نمط الحياة اليومية لأجيال قادمة.