
232 مليار دولار مكاسب محتملة للشرق الأوسط عبر الذكاء الاصطناعي ومواجهة التغير المناخي
232 مليار دولار مكاسب محتملة للشرق الأوسط عبر الذكاء الاصطناعي ومواجهة التغير المناخي
AI بالعربي – متابعات
كشف تقرير جديد صادر عن شركة “بي دبليو سي” (PwC) أن منطقة الشرق الأوسط تمتلك فرصة اقتصادية واعدة تصل إلى 232 مليار دولار بحلول عام 2035، في حال نجحت الحكومات والشركات في تسريع وتيرة تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعزيز استراتيجيات إدارة التغير المناخي.
ويستعرض التقرير، الذي يحمل عنوان “القيمة المتغيرة: حان الوقت ليتولى الشرق الأوسط القيادة”، ثلاثة سيناريوهات مستقبلية محتملة، ترتكز على بيانات دقيقة وتوقعات اقتصادية. ويؤكد أن استثمار المنطقة في الذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة يمكن أن يقود إلى تحولات جذرية في الاقتصاد، تشمل إعادة تشكيل القطاعات الصناعية التقليدية، وخلق نماذج أعمال جديدة، وتحفيز الابتكار والتحالفات العابرة للقطاعات.
تغيرات اقتصادية وفرص غير مسبوقة
وفقًا للتقرير، فإن إجمالي الناتج المحلي للمنطقة قد ينمو بنسبة 41.8% بحلول عام 2035، لكن هذا الرقم قد يتراجع إلى 27.9% إذا تم احتساب الآثار السلبية المحتملة للتغير المناخي، مثل موجات الحر الشديدة وشح المياه والفيضانات. ويُقدّر الناتج المحلي حينها بنحو 4.57 تريليونات دولار.
لكن في السيناريو الأكثر تفاؤلًا، يمكن أن يسهم الذكاء الاصطناعي وحده في زيادة الإنتاجية بنسبة 8.3%، ما يرفع الناتج المحلي إلى 4.68 تريليونات دولار، ويقلّص الفجوة الاقتصادية المستقبلية بنحو 232 مليار دولار مقارنةً بالسيناريوهات المتشائمة.
الذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة: أساس النمو المستدام
يمتلك الشرق الأوسط ميزة تنافسية فريدة تتمثل في توافر مصادر الطاقة المتجددة منخفضة التكلفة، إلى جانب البنية التحتية الرقمية المتطورة والاعتماد المتسارع على الذكاء الاصطناعي. هذه العوامل تضع المنطقة في موقع ريادي يمكنها من قيادة موجة جديدة من النمو الاقتصادي المستدام.
ويوضح ستيفن أندرسون، رئيس قسم الاستراتيجية والتكنولوجيا في “بي دبليو سي” الشرق الأوسط، أن التحولات القادمة ستتطلب من الحكومات والشركات تبني نماذج تشغيلية جديدة، وإنشاء شراكات مبتكرة، وتحديد أهداف واضحة لتعزيز التنافسية.
منظومات جديدة تتجاوز القطاعات التقليدية
يقدم التقرير إطارًا جديدًا يسمى “مجالات النمو”، يركّز على كيفية التحرك، وتوليد الطاقة، والبناء، والرعاية، والحوسبة، والتواصل. وهي مجالات مترابطة لا تقتصر على قطاع واحد، بل تعبّر عن تحول في طريقة خلق القيمة، من خلال تجاوز الفواصل التقليدية بين الصناعات.
ويشير التقرير إلى أن التحول نحو الطاقة النظيفة سيمكّن الذكاء الاصطناعي من التوسع بكفاءة، لا سيما مع دخول كبار مزودي الحوسبة السحابية إلى المنطقة، ما يجعلها مرشحة بقوة لأن تصبح مركزًا عالميًا للابتكار والتقنيات المتقدمة.
دعوة للتغيير الجذري في السياسات والنماذج التعليمية
يحث التقرير حكومات المنطقة على إعادة هيكلة مؤسساتها لتكون أكثر مرونة واستجابة، بما في ذلك إنشاء وزارات جديدة تركّز على تحسين جودة حياة المواطن وتعزيز الابتكار، بالإضافة إلى صناديق استثمارية مخصصة لتسريع تبني الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحيوية.
كما يدعو قادة الأعمال إلى مراجعة نماذجهم التشغيلية لزيادة الاعتماد على الحلول الرقمية، وخفض الانبعاثات، وتعزيز المرونة في سلاسل الإمداد. في حين يُطلب من المؤسسات الأكاديمية إعداد كوادر مؤهلة للمستقبل، وربط التعليم بريادة الأعمال والبحوث التطبيقية.
الخلاصة: الشرق الأوسط أمام فرصة تاريخية
يخلص التقرير إلى أن الشرق الأوسط يقف اليوم أمام فرصة تاريخية، ليس فقط للتكيّف مع التحولات العالمية، بل لقيادة مسارها. ومع وجود رؤى طموحة وإمكانات قوية، فإن الوقت حان للعمل الجاد لتشكيل اقتصاد مستقبلي أكثر ذكاءً واستدامة.