تأثير الذكاء الاصطناعي على “التسويق الرقمي”
AI بالعربي – متابعات
في مجال التسويق الرقمي، للذكاء الاصطناعي تأثير عميق من خلال تمكين المسوقين من جمع وتحليل كميات هائلة من البيانات لاتخاذ قرارات مستنيرة حول حملاتهم التسويقية. يمكن استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بسلوك المستهلك، وتخصيص الإعلانات، وتحسين محتوى المواقع لمحركات البحث. ويمكن للمسوقين أيضًا استخدام أدوات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لأتمتة المهام المتكررة، مثل التسويق عبر البريد الإلكتروني وإدارة وسائل التواصل الاجتماعي؛ مما يُتيح المزيد من الوقت للتفكير الاستراتيجي والإبداع.
يُحوِّل الذكاء الاصطناعي أيضًا تجربة العملاء من خلال تقديم توصيات شخصية وتنبؤية في الوقت الفعلي. ويمكن للمساعدين الافتراضيين المدعومين بالذكاء الاصطناعي تقديم توصيات للمنتجات بناءً على مشتريات العميل السابقة. تسهّل هذه التطورات في الذكاء الاصطناعي على الشركات التواصل مع عملائها وتقديم تجربة تسوق سلسة. ويمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي أتمتة المهام الروتينية مثل التسويق عبر البريد الإلكتروني، ونشر المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، واستهداف الإعلانات؛ مما يتيح المزيد من الوقت والموارد للأنشطة التسويقية الاستراتيجية. ويساعد ذلك أيضًا الشركات على توسيع جهودها التسويقية والوصول إلى المزيد من العملاء بجهد أقل.
التحليلات التنبؤية تتضمن استخدام البيانات التاريخية وخوارزميات التعلُّم الآلي للتنبؤ بالنتائج والاتجاهات المستقبلية. يُستخدم التحليل التنبؤي للحصول على رؤى حول سلوك العملاء وتفضيلاتهم، وتحسين الحملات التسويقية وفقًا لذلك. من خلال تحليل بيانات العملاء، يمكن للشركات تحديد الأنماط والاتجاهات في سلوك العملاء، مثل المنتجات التي من المرجح أن يشتروها، والأوقات التي من المرجح أن يقوموا فيها بعمليات الشراء، والقنوات التي يفضلون استخدامها للتواصل. فمن خلال الاستفادة من هذه البيانات، يمكن للشركات تطوير حملات تسويقية مستهدفة تتناسب مع تفضيلات كل عميل؛ مما يزيد من احتمالية النجاح في البيع. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام التحليلات التنبؤية لتوقع الطلب، وتحسين استراتيجيات التسعير، وتحديد فرص السوق الجديدة.
يؤدي التسويق الرقمي دورًا حيويًا في مساعدة الشركات على جمع رؤى قيمة حول عملائها. إذ من خلال تتبع سلوك العملاء وتفضيلاتهم عبر قنوات رقمية متعددة، يمكن للشركات الحصول على فهم أعمق لجمهورها المستهدف وتطوير استراتيجيات تسويقية أكثر فعالية.
التسويق الرقمي
يجري الإعلان عن المنتجات والخدمات من خلال المنصات الرقمية، مثل: محركات البحث، والمواقع الإلكترونية، ووسائل التواصل الاجتماعي، والبريد الإلكتروني، وتطبيقات الهواتف المحمولة. ويتضمن تحسين محركات البحث “SEO” مجموعة متنوعة من التقنيات والاستراتيجيات، مثل: التسويق بالمحتوى، والتسويق عن طريق المؤثرين، والتسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وغيرها. ويسعى التسويق الرقمي عبر القنوات الإلكترونية إلى التواصل مع العملاء المحتملين وتشجيع التحويلات. وتكمن فائدة التسويق الرقمي في قدرته على استهداف الجمهور الكبير، وتتبع أداء الحملات التسويقية في الوقت الفعلي من خلال التحليلات الفورية.
يشمل التسويق الرقمي مجموعة واسعة من الأنشطة التسويقية التي يتم تنفيذها عبر القنوات الرقمية. ويتضمن التسويق الرقمي الأنواع التالية:
تحسين محركات البحث “SEO“
يتم تحسين الموقع الإلكتروني لـ”SEO” ليظهر بشكل أفضل في صفحات نتائج محركات البحث “SERPs” لكلمات مفتاحية معينة. من خلال تعزيز رؤية الموقع وترتيبه في صفحات نتائج محركات البحث، يهدف “SEO” إلى زيادة الحركة العضوية إلى ذلك الموقع.
يستخدم خبراء تحسين محركات البحث “SEO” مجموعة من الاستراتيجيات، مثل: التحسين التقني، والتحسين خارج الصفحة، والتحسين داخل الصفحة، لتحقيق ذلك. ويتم تحسين محتوى الموقع وهيكله، مثل: العناوين، والأوصاف التعريفية، والروابط الداخلية، كجزء من التحسين داخل الصفحة. ويعزز التحسين التقني خصائص الموقع التقنية، مثل: قابلية الزحف، واستجابة الجوّال، وسرعة التحميل. ويشمل التحسين خارج الصفحة الحصول على روابط عالية الجودة من مواقع ويب أخرى لزيادة ملف الروابط الخلفية للموقع.
التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي “SMM“
“SMM”، أو التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، هو عملية الترويج لمنتج أو خدمة أو شركة على مواقع مثل: Facebook” ،”Twitter” ،”LinkedIn”،
“Instagram” ،”Pinterest”. ويهــــــدف “SMM” إلى رفع معرفة العلامة التجارية، وزيادة حركة الزيارات إلى الموقع الإلكتروني، والتفاعل مع العملاء والمتابعين.
للتفاعل مع المتابعين والترويج للأعمال التجارية، يتضمن التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي “SMM” إنتاج ومشاركة المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي، مثل: الصور، والفيديوهات، والمنشورات النصية. بالإضافة إلى ذلك، يشمل التفاعل مع العملاء والمتابعين، والرد على الرسائل والتعليقات، ومراقبة المقاييس لقياس فعالية الحملة.
الدفع بالنقرة “PPC“
الإعلان عبر الإنترنت الذي يكافئ المعلنين عندما يتم النقر على إعلاناتهم، يُعرف بإعلان الدفع بالنقرة. ويستخدم الإعلان بنظام “PPC” بشكل متكرر على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل: “Facebook “
“LinkedIn”، بالإضافة إلى محركات البحث، مثل: “Google” ،”Bing”.
يستفيد الإعلان بنظام “PPC” من الكلمات الرئيسية والعبارات التي يمكن للمسوقين المزايدة عليها، والتي تكون ذات صلة بسوقهم المستهدف. فعندما يقوم المستخدم بالبحث بإحدى هذه الكلمات الرئيسية، يتم عرض قائمة بالإعلانات المدفوعة في أعلى أو أسفل شاشة نتائج البحث.
التسويق عبر البريد الإلكتروني
هو شكل من أشكال التسويق الرقمي الذي يتضمن استخدام البريد الإلكتروني لتوزيع المواد التسويقية أو الإعلانات إلى جمهور واسع. فبناء العلاقات مع العملاء، والترويج للسلع أو الخدمات، وزيادة الإيرادات، هي أهداف التسويق عبر البريد الإلكتروني.
عادةً ما تشمل حملات التسويق عبر البريد الإلكتروني إرسال نشرات إخبارية دورية، وعروض مبيعات، أو تحديثات المنتجات، إلى مجموعة من المشتركين الذين وافقوا على تلقي الرسائل من الشركة عبر البريد الإلكتروني. ويحتاج التسويق عبر البريد الإلكتروني إلى قائمة مستخدمين مستهدفة، ورسائل بريد إلكتروني جذابة، ودعوة للعمل تحفز المشتركين على اتخاذ إجراء ليكون ناجحين.
التسويق بالمحتوى
الهدف هو جذب العملاء والاحتفاظ بهم ودفعهم لاتخاذ إجراءات مربحة من خلال إنشاء وتوزيع محتوى ذي قيمة، وملائم ومتسق.
يهدف التسويق بالمحتوى إلى تقديم معلومات قيمة وموارد للجمهور المستهدف، وليس بيع المنتجات أو الخدمات مباشرةً. يمكن أن يشمل ذلك منشورات المدونات، والفيديوهات، والرسوم البيانية، والكتب الإلكترونية، ودراسات الحالة، وأنواع أخرى من المحتوى الذي يقدم قيمة للجمهور ويعلمهم بالمنتجات أو الخدمات التي تقدمها الشركة.
التسويق بالعمولة
هو شكل من أشكال التسويق المبني على الأداء، حيث تدفع الشركة للمسوقين بالعمولة مقابل كل عميل أو معاملة يتم جلبها نتيجة لمبادراتها التسويقية. المسوقون بالعمولة، والمعروفون أيضًا بالناشرين، يروّجون للسلع أو الخدمات التجارية على مواقعهم الإلكترونية ومدوناتهم، أو صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي مقابل الحصول على دفعة مالية لأي مشتريات ناتجة عن ذلك.
عادةً، تقدم الشركات للمسوقين بالعمولة روابط خاصة تتبع المبيعات التي تنتج عن جهودهم في التسويق بالعمولة. وتستفيد الشركات من ذلك من خلال زيادة الظهور والتعرض، والقدرة على الوصول إلى مجموعات جديدة، وتوسيع مبادراتها التسويقية دون الحاجة إلى دفع المزيد من المال. بالإضافة إلى ذلك، يتيح هذا النوع من التسويق للمنتسبين كسب المال من خلال ترويج السلع والخدمات التي تجذب سوقهم المستهدف وتتماشى مع اهتماماتهم.
التسويق عبر المؤثرين
يتضمن العمل مع أشخاص لديهم متابعون كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي مثل: “Instagram” ،”Youtube” ،”Twitter” للترويج لمنتج، أو خدمة، أو شركة. فالأهداف الرئيسية للتسويق عبر المؤثرين تشمل الوصول إلى جمهور كبير ومهتم، وزيادة الوعي بالعلامة التجارية، وتعزيز المبيعات.
سيقوم المؤثرون بتعريف متابعيهم بالسلع أو الخدمات التي تقدمها الشركة. ويستخدم المؤثرون منصاتهم لإنتاج محتوى مدفوع، مثل: المنشورات على المدونات، والمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، والفيديوهات، التي تروّج لسلع أو خدمات لشركة وتحث متابعيهم على اتخاذ إجراء.
الذكاء الاصطناعي “AI“
الذكاء الاصطناعي هو مجال في علوم الحاسوب يهدف إلى خلق آلات تمتلك ذكاء يحاكي القدرات البشرية. ويتمثل الذكاء الاصطناعي في عملية إنشاء برامج وخوارزميات حاسوبية قادرة على تنفيذ عمليات تتطلب عادةً ذكاء بشريًا، مثل: فهم اللغة الطبيعية، والتعرف على الأشياء في صورة، واتخاذ قرارات تقديرية، وحل المشكلات.
يمكن تصنيف الذكاء الاصطناعي إلى عدة أنواع بناءً على قدراته. أولاً، هناك الآلات التفاعلية، التي يمكنها فقط الاستجابة للتغيرات البيئية. ثانيًا، هناك الآلات ذات الذاكرة المحدودة، التي يمكنها الاعتماد على قراراتها السابقة.
أما الهدف من نظرية “العقل” في مجال الذكاء الاصطناعي، وهي لا تزال قيد التطور، فهو بناء أدوات قادرة على التعرف على مشاعر وحالات ذهنية للبشر والتفاعل معها.
وأكثر أشكال الذكاء الاصطناعي تطورًا هو الذكاء الذاتي، الذي يتضمن إعطاء الآلات إحساسًا بالوعي الذاتي والإدراك الذاتي.
ومن خلال هذه الأنواع المختلفة، يتضح التقدم المستمر في مجال الذكاء الاصطناعي والجهود المبذولة لبناء أنظمة أكثر تطورًا وتفاعلية مع البشر.
المساعدون الشخصيون الافتراضيون، ومحركات التوصيات، والكشف عن الاحتيال، والمركبات المستقلة، كل ذلك مجرد بعض التطبيقات المفيدة للذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، هناك أيضًا قضايا أخلاقية واجتماعية مرتبطة بالذكاء الاصطناعي، مثل: فقدان الوظائف المحتمل، وسوء استخدام التكنولوجيا. ومن الضروري أخذ هذه المخاوف في الاعتبار مع تقدم الذكاء الاصطناعي، والسعي نحو تطوير ذكاء اصطناعي أخلاقي ومسؤول.
الذكاء الاصطناعي والتسويق الرقمي
يستخدم التسويق الرقمي الآن الذكاء الاصطناعي بشكل واسع، والذي يدعم الإعلانات القائمة على الدفع بالنقرة، وتخصيص المواقع الإلكترونية، وإنشاء المحتوى، والتنبؤ بالسلوك. ومع تبني 84% من المنظمات أو زيادة استخدامها للذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في عام 2018، بدأ المسوقون في التعرف على فوائد هذه التكنولوجيا. ويمكن للشركات استخدام الذكاء الاصطناعي في التسويق الرقمي بطريقتين أساسيتين: المهام الخلفية مثل التنبؤ بطلب المنتج، وإنشاء ملفات تعريف العملاء، وشراء الإعلانات البرمجية، والمهام التي تواجه العملاء مثل تحسين تجربة العملاء لزيادة الوعي بالعلامة التجارية وزيادة المبيعات. ووفقًا لـ75% من الشركات، يزيد التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي من رضا العملاء بأكثر من 10%.
يُحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في فهم وتحليل البيانات والمعلومات. ونظرًا لقدرة الذكاء الاصطناعي على التعرف على الأنماط والاتجاهات، فإنه يصبح بشكل متزايد أفضل من الأشخاص في التنبؤ باتجاهات السوق. ولتوفير الوقت والموارد، يعتمد المسوقون والعلامات التجارية بشكل متزايد على التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي.
الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي قادرة على تحليل مجموعات بيانات كبيرة بفعالية، ويمكنها أيضًا تحديد أنماط قد يصعب على البشر ملاحظتها. وهذا يمكّن الشركات من اتخاذ قرارات مستندة إلى البيانات تؤدي إلى نتائج أفضل وعوائد أعلى على الاستثمار. ويمكن للذكاء الاصطناعي أتمتة المهام المتكررة للمسوقين والعلامات التجارية؛ مما يتيح وقتًا للعمل الإبداعي والاستراتيجي أكثر.
منهجية الدراسة
في هذه الدراسة، تم استخدام المنهج النوعي، وجُمعت البيانات باستخدام دراسات وصفية وطرق المقابلات شبه المنظمة. وتم جمع البيانات بناءً على سياق كيف يساعد الذكاء الاصطناعي في إنشاء وإدارة وتحليل التسويق الرقمي. وقدّم الجزء الأول من الدراسة المفاهيم النظرية استنادًا إلى المعلومات الثانوية من المقالات الأكاديمية والمجلات والتقارير والكتب، ومن خلال دورة
“Google Garage”، وجرى جمع البيانات الأولية من خلال إجراء المقابلات.
أهداف الدراسة
تهدف هذه الدراسة إلى فحص الحالة الراهنة للذكاء الاصطناعي في التسويق من خلال تحليل تأثيره الحالي والآثار المستقبلية التي سيحدثها. وتشمل الأهداف الفرعية:
- أدوات الذكاء الاصطناعي المفيدة للمسوقين الرقميين لتحسين المحتوى
- تأثير الذكاء الاصطناعي على التسويق الرقمي
- الذكاء الاصطناعي: نعمة أم نقمة؟
- مستقبل الذكاء الاصطناعي في التسويق الرقمي
آلية جمع البيانات
لجمع البيانات الأولية وتحقيق أهداف الدراسة، تم إجراء مقابلات نوعية كطريقة مفضلة. لم تكن أسئلة المقابلة صارمة وسمحت بإجابات مفتوحة، مستخدمةً منهجًا شبه منظم. وتم بناء هذه الأسئلة استنادًا إلى المعرفة المكتسبة من خلال مراجعة الأدبيات. وجرى اختيار المتخصصين في التسويق الرقمي لإجراء المقابلات من خلال الاتصالات على، “LinkedIn” وكذلك إجراء المقابلات معهم من خلال منصة “Google Meet” وجرى تدوين الملاحظات خلال المقابلة، ثم تحليلها وتلخيصها لاحقًا بناءً على الهدف.
أدوات الذكاء الاصطناعي في التسويق الرقمي
يتم تطوير أدوات تسويق جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي كل يوم، ويمكن أن تساعد في توفير الوقت وتتيح إنشاء استراتيجيات أكثر تخصيصًا وذكاءً. وجدت دراسة حديثة أن 61% من المسوقين يعتقدون أن أهم مكون في استراتيجيتهم البيانية هو برنامج الذكاء الاصطناعي.
مع الذكاء الاصطناعي، يمكن للمسوقين تحليل بيانات المستهلكين واستكشاف الاتجاهات الناشئة وتوقع سلوكهم المستقبلي، مما يُحسّن كفاءة الوقت والموارد. من خلال الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي، يُمكن إنجاز المهام المتكررة تلقائيًا، مثل إدخال البيانات وتحليلها؛ مما يسمح للمسوقين بتخصيص وقتهم للتركيز على المهام الاستراتيجية ذات القيمة المضافة. ويُمكن للشركات تصميم حملات تسويقية مُخصصة وفريدة من نوعها تُلبي احتياجات الجمهور بدقة من خلال دمج الذكاء الاصطناعي في استراتيجياتها التسويقية.
يمكن للذكاء الاصطناعي أيضًا تقديم رؤى لحظية؛ مما يتيح للمسوقين التفاعل بسرعة مع التغيرات في الاتجاهات وتعديل حملاتهم حسب الضرورة. وفي عالم التسويق سريع الخطى، حيث يمكن أن يحدث القدرة على التفاعل بسرعة مع الاتجاهات الجديدة فرقًا كبيرًا، تعتبر هذه المرونة ضرورية. فمع استمرار تقدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، يمكننا توقع المزيد من الابتكارات والاختراقات المهمة في مجال التسويق.
التسويق عبر البريد الإلكتروني
يستخدم “Optimail” تقنية الذكاء الاصطناعي للتسويق المخصص بدقة عالية، حيث يتابع سلوك كل مشترك. ويمكن لهذه الأداة المدعومة بالذكاء الاصطناعي أن تعدل تلقائيًا محتوى حملاتك وتوقيتها لتشجيع الأفعال المرغوبة، من المشاركة الاجتماعية إلى إجراء عمليات الشراء، من خلال تحليل بيانات المشتركين. مع “Optimail”، يمكنك توقع تفاعل أكبر من العملاء، ومعدلات تحويل أعلى، وتحسين قابلية تسليم البريد الإلكتروني.
بالإضافة إلى قدرته على تحسين المحتوى، يوفر “Optimail” ميزات تلقائية تأخذ في الاعتبار تعليقات المشتركين. وهذا يسهل إرسال رسائل بريد إلكتروني ذات صلة في الوقت المناسب دون الحاجة إلى تدخل يدوي. علاوة على ذلك، يعتبر “Optimail” حلاً مرنًا يمكن أن ينمو مع شركتك؛ لأنه يمكن دمجه مع البنية التحتية وقواعد البيانات القائمة بأي حجم.
تعتمد أداة “seventh sense” على الذكاء الاصطناعي وتستخدم تحليل السلوك لمساعدة الشركات على إيصال رسائلهم البريدية إلى صناديق البريد المزدحمة لعملائهم، وزيادة معدلات فتح البريد الإلكتروني.
نظرًا لأن لكل عميل ذوقًا مختلفًا، فقد يكون تحديد اليوم والوقت المثاليين لإرسال بريد إلكتروني أمرًا صعبًا. من خلال تحليل أنماط قراءة البريد الإلكتروني لكل جهة اتصال، يمكن لـ”Seventh Sense” تحديد متى وكم مرة يجب إرسال الرسائل البريدية.
يجد المستخدمون لمنصتي Marketo” ، “HubSpot هذه الأداة مفيدة بشكل خاص. من خلال “HubSpot”، يقوم “Seventh Sense” بإنشاء نموذج تنبؤي لكل جهة اتصال استنادًا إلى سلوكها عبر مصادر مختلفة.
يحلل “phrasee” البيانات وينتج ملايين النسخ المختلفة من النصوص التي تبدو طبيعية ومتوافقة مع هوية علامتك التجارية باستخدام توليد اللغة الطبيعية. وهو نظام متطور يعتمد على الذكاء الاصطناعي. ويتم إنشاء نموذج لغة مُخصص لكل عميل على حدة، مما يُتيح إنتاج محتوى مُخصص يلبي احتياجاتهم بشكل فريد.
يتميز “phrasee” بنهجه المتكامل لإنشاء النصوص، حيث يتم تحديث نموذج التنبؤ باستمرار مع تلقي المزيد من البيانات، مما يُتيح له فهم سلوك الجمهور بشكل أفضل وتحسين دقة توقعاته بمرور الوقت. ويُساعد “phrasee” على إنشاء عناوين جذابة لعناوين رسائل البريد الإلكتروني تلفت انتباه القراء وتُشجعهم على فتح الرسالة، مما يُحسّن معدلات تفاعل الجمهور مع رسائل البريد الإلكتروني.
التسويق عبر المحتوى
يعتمد مساعد الكتابة “wordtune” على الذكاء الاصطناعي ويقدم اقتراحات حول كيفية تحسين أصالة الكتابة ووضوحها وتفاعلها. ويفهم النقطة التي تحاول إيصالها ويقدم اقتراحات مخصصة لتحسين كتابتك. بفضل “wordtune”، لم تعد الكتابة مهمة منفردة أو متعبة. ويتيح لك كتابة رسائل البريد الإلكتروني والوثائق والاتصالات الفورية التي تعبر بدقة عن أفكارك.
تعمل منصة “Jasper” بالذكاء الاصطناعي لتمكين الأشخاص والشركات من التعبير الكامل عن إبداعهم. يساعد “Jasper”، الذي يضم أكثر من 105 آلاف مستخدم نشط باستمرار، في تجاوز عقبة عدم القدرة على الكتابة، وإعادة استخدام المحتوى، وإنشاء أعمال فنية فريدة، وتحسين أسلوب ونبرة الكتابة. يقف “Jasper” في طليعة تقديم حلول متطورة ويفتح الطريق في تعليم الناس كيفية التعاون مع الذكاء الاصطناعي كشريك إبداعي مع استمرار ارتفاع الطلب على تقنية الذكاء الاصطناعي في القطاعات الإبداعية.
يعتمد مساعد الكتابة “Writesonic” على الذكاء الاصطناعي لتمكين المستخدمين من إنشاء ونشر أي نوع من المحتوى. ويوفر العديد من الأدوات التي تسهل عملية إنشاء وتعديل ونشر أنواع مختلفة من المحتوى، بما في ذلك المقالات، والمدونات، وصفحات الهبوط، ووصف المنتجات التجارية الإلكترونية، ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي، والإعلانات.
التصميم الجرافيكي
إمكانية الوصول عنصر يصبح أكثر أهمية مع تطور فن الذكاء الاصطناعي. مثال رائع على هذا النمط هو “Midjourney”، الذي يستخدم أحدث طرق التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي لإنتاج صور من النصوص التي يدخلها المستخدم. بمساعدة “Midjourney”، أصبح إنتاج الفن الجرافيكي الآن أكثر إبداعًا من أي وقت مضى.
تم إنشاؤه بواسطة “OpenAI”، وهو نموذج تعلم آلي يولد الصور باستخدام إشارات لغوية. وتتيح هذه الطريقة للمستخدمين إنشاء صور واقعية من الوصف النصي للمشاهد. يستخدم “DALL-E” خوارزمية شبكة عصبية لإنتاج صور دقيقة من خلال تحليل العبارات القصيرة التي يقدمها المستخدم. تستطيع الخوارزمية فهم اللغة من خلال الوصف النصي والتعلم من البيانات التي قدمها المستخدمون والمطورون في مجموعات البيانات الخاصة بها.
تعمل أداة “CHARLI AI” بالذكاء الاصطناعي وتساعد المستخدمين في إنشاء نصوص تسويقية لمجموعة متنوعة من التطبيقات، بما في ذلك منشورات وسائل التواصل الاجتماعي، ومقالات المدونات، ونشرات البريد الإلكتروني، والمزيد. يسعى “CHARLI AI” إلى تبسيط وتسريع عملية إنشاء المحتوى للمسوقين والكتاب وأصحاب الأعمال.
يمكن للمستخدمين بناء تطبيقات لأي موقع ويب باستخدام “axiom” دون الحاجة إلى معرفة أي كود برمجي. لم يعد من الضروري قضاء ساعات طويلة في النقر والنسخ واللصق يدويًا بفضل “axiom”. وبدلاً من ذلك، أصبح من السهل إنشاء بوتات دون كتابة أي كود. يجعل “axiom” من الممكن تنفيذ ضغطات الأزرار، وأتمتة تعبئة النماذج، واستخراج البيانات باستخدام أداته لبناء البوتات دون كود.
تحليل ومناقشة النتائج
بعد جمع النتائج من عينات مختلفة، تم تمثيل البيانات وتحليلها. لاحظ التحليل بعض النقاط وتم تنظيمه وفقًا لأهداف البحث. في البداية، بدأت العينات بسرد بعض فوائد استخدام الذكاء الاصطناعي. أولاً، يسمح الذكاء الاصطناعي بتخزين البيانات المستخدمة التي لها أهمية كبيرة في التسويق الرقمي، وله فوائد خاصة في مجالات أخرى مثل التخطيط والاستراتيجية. وإحدى الفوائد الرئيسية التي تم التعرف عليها في الدراسة، كانت أن أدوات الذكاء الاصطناعي تبسط تقنيات وتكتيكات التسويق. وبدا الذكاء الاصطناعي مفيدًا للغاية في إدارة الوقت والتحسين، وهو ما كان مفيدًا جدًا للمنظمات لتنمو وتصبح تنافسية في هذا العالم الرقمي. لم يتم اختراع أدوات الذكاء الاصطناعي لزيادة البطالة، بل لتسريع عملية القيام بالمهام اليومية. وجدت العديد من العينات أن الذكاء الاصطناعي كان مفيدًا جدًا في تسريع عملية إنشاء المحتوى، والعرض التقديمي، والتصميم.
الذكاء الاصطناعي: نعمة أم نقمة؟
إن استخدام وتطوير الذكاء الاصطناعي أشبه بعملة لها وجهان، فمع ما يقدمه من مزايا وفوائد جمة، تظهر أيضًا بعض العواقب والتحديات.
من ناحية الإيجابيات، يُعدّ الذكاء الاصطناعي نعمة عظيمة في مجالات إدارة الوقت وتحسين الإنتاجية، حيث يُساهم في تسريع العمليات وتبسيطها. وتُعدّ أدوات الذكاء الاصطناعي مثل “Chat GPT” لإنشاء المحتوى و”MidJourney” لمعالجة الصور وإنشاء المراجع، أدوات ثورية تُساعد العقول البشرية على الإبداع والإنجاز بطرق مبتكرة.
ولكن على الجانب الآخر، يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي أحيانًا كتهديد يُحدق بالبشرية. فمع ازدياد انتشاره وتطوره، يُخشى من أن يحلَّ محلّ القوى العاملة البشرية ويُقلّل من فرص العمل. وبينما يتجه العالم نحو التحول الرقمي، تزداد الحاجة إلى حماية البيانات بشكلٍ أقوى. وذكرت العديد من العينات الحاجة إلى فرض بعض الميزات القوية لحماية خصوصية المستخدم وتحسين تجربته.
الجوانب الأخلاقية لتحديث الذكاء الاصطناعي
أثار الذكاء الاصطناعي حماسًا هائلاً لدى المستخدمين من مختلف المجالات، حيث أثبت فاعليته في تحقيق العديد من الإنجازات الرائعة. ولكن مع ازدياد اعتماده، برزت الحاجة إلى تبني نهج مسؤول في استخدامه، مع التركيز على الجوانب الاجتماعية والأخلاقية.
في هذا السياق، تُعدّ الأخلاقيات ركيزة أساسية في استخدام الذكاء الاصطناعي. وتشمل هذه الأخلاقيات مجموعة من المبادئ التي تضمن استخدامه بشكلٍ مُنصفٍ وعادل، مع مراعاة حقوق الأفراد ومصالحهم.
وللحفاظ على هذه الأخلاقيات، يُنصح بتطبيق سياسات خصوصية قوية تضمن حماية بيانات المستخدمين. كما يُعدّ التحديث المستمر لأنظمة الذكاء الاصطناعي ضروريًا لضمان مواكبتها لأحدث التطورات والتغيرات في احتياجات المستخدمين والمجتمع ككل.
يُحدث الذكاء الاصطناعي ثورة هائلة في عالم التسويق الرقمي، حيث يُتيح للشركات فرصًا وتقنيات جديدة لتعزيز علامتها التجارية وتحسين جودتها.
مع ازدياد سهولة الوصول إلى الذكاء الاصطناعي، تُوظفه الشركات لتحليل البيانات وتوقع الاتجاهات وتطوير نهج تسويقي مُركز على احتياجات العملاء بشكل أكبر.
إن تحويل نموذج التسويق التقليدي من خلال دمج الذكاء الاصطناعي، يُساهم في أتمتة المهام اليدوية وتحسين الإنتاجية وتقليل الأخطاء البشرية.
في المستقبل القريب، سيكون الذكاء الاصطناعي قادرًا على مساعدة المسوقين في اتخاذ قراراتهم بشكلٍ فعّال من خلال توفير رؤى ثاقبة مُستندة إلى البيانات.
وبينما سيظل الإبداع البشري عنصرًا حيويًا في التسويق الرقمي، لا شك أن الذكاء الاصطناعي سيُغير الطريقة التي يعمل بها المسوقون، مما سيُساهم في جعل العمليات أكثر كفاءة وإنتاجية.
ومع ذلك، سيظل المحتوى هو العنصر الأساسي في التسويق الرقمي، وسيتولى البشر مسؤولية إنشائه وإدارته.
المصدر: مركز سمت للدراسات