دور الذكاء الاصطناعي في مكافحة الإشاعات بوسائل الإعلام

38

فدوى سعد البواردي

تلعب وسائل الإعلام دور حيوي في محاربة الإشاعات والأفكار المضللة والدعايات الكاذبة من خلال نشر الأخبار والمعلومات الصحيحة والموثوقة، ومع وجود التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، اصبحت هناك طرق جديدة لمحاربة الإشاعات.

وفي هذا السياق، يمكن للإعلام أن يقوم بعدة أدوار مهمة، بما في ذلك التثقيف والتوعية، حيث يمكن لوسائل الإعلام توجيه الجمهور بشأن كيفية التفريق بين الأخبار الصحيحة والمضللة، وتوفير المعلومات الصحيحة التي تساعد الناس في اتخاذ قرارات مدروسة.

كما يعزز الإعلام البحث عن الحقيقة من خلال التحقق من صحة المعلومات قبل نشرها، ومراجعة مصادرها والتحقق من مصداقيتها، وتقديم تغطية شاملة وموضوعية للقضايا المثيرة للجدل لتوضيح الحقائق، لضمان نشر الأخبار الصحيحة، مما يدعم ويعزز الوعي العام.

ووسائل السوشال ميديا لها دور كبير في مكافحة الشائعات ومحاربتها، حيث يمكن لمنصات التواصل الاجتماعي توفير وسيلة فعالة، سريعة الانتشار، لنشر المعلومات الصحيحة وتصحيح الشائعات.   وكذلك، يمكن للمستخدمين على وسائل التواصل الاجتماعي مشاركة تجاربهم وقصصهم الشخصية لتفنيد الشائعات وتوضيح الحقائق.

كما يمكن استخدام السوشال ميديا لتشجيع النقاش العميق حول المواضيع المثيرة للجدل وتقديم وجهات نظر متنوعة، وهذا من الممكن أن يساهم في زيادة الوعي بأهمية التحقق من الأخبار قبل نشرها، خاصة وإنه يمكن للمنصات الاجتماعية تطبيق سياسات صارمة تجاه نشر الشائعات والأخبار الكاذبة ومعاقبة المستخدمين الذين ينتهكون هذه السياسات، الأمر الذي يعزز من مصداقية المعلومات المنشورة على الإنترنت.

وعلى سبيب المثال، في المملكة وعدد من الدول الأخرى، توجد قوانين صارمة لمكافحة انتشار الإشاعات والأفكار المضللة.  ففي المملكة، يوجد نظام مكافحة جرائم تقنية المعلومات الذي ينص على عقوبات قانونية صارمة تصل إلى السجن والغرامات لمنتشري الشائعات والأخبار الكاذبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو الإنترنت.   وبالإضافة إلى ذلك، في بعض الدول الأخرى، توجد قوانين تنظم نشر الأخبار وتجريم انتشار الشائعات، مثل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي. وهذه القوانين تهدف إلى حماية الجمهور من التضليل وتعزيز نشر المعلومات الصحيحة والموثوقة.

وعادة، تداول الشائعات يمكن أن يكون له عدة أهداف، ومن بين الأهداف الرئيسية التي قد تكون وراء انتشار الشائعات نشر الارتباك او الفوضى مما يساهم في زعزعة الاستقرار وتكثيف التوتر في المجتمع.  وكذلك، من الاسباب ايضا، تحقيق أهداف سياسية أو اجتماعية، حيث يمكن استخدام الشائعات لتشويه صورة شخصية أو تضليل الرأي العام لصالح جهة معينة، ومن ثم التأثير على قرارات وتصرفات الناس، خاصة فئتي الأطفال والمراهقين.

والسؤال الهام هو …  ما هو دور الذكاء الاصطناعي سواء ايجابيا او سلبيا  في ظاهرة الاشاعات.

والإجابة هي أن الذكاء الاصطناعي له دور هام في ظاهرة الشائعات، سواء كان هذا الدور إيجابيا أو سلبيا.  والأثر الإيجابي هو توفير أدوات لكشف الشائعات، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم أدوات وتقنيات متطورة للكشف عن الشائعات والمعلومات الزائفة على الإنترنت، مما يساعد في تحديد مصادر الأخبار وتحليل مدى صحتها بشكل أسرع وفعال. كما أنه يمكن يستخدم الذكاء الاصطناعي بشكل إيجابي في تحليل كميات كبيرة من المعلومات لكشف الإشاعات.

كما يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في تصحيح المعلومات الخاطئة، من خلال البحث الآلي في قواعد البيانات والبيانات الضخمة، ومن ثم نشر الحقائق الصحيحة بشكل مباشر وسريع، مما يقلل من انتشار الشائعات ويعزز الوعي العام بأهمية التحقق من الأخبار.

ومن جهة أخرى، فإن الأثر السلبي للذكاء الاصطناعي هو امكانية انتشار الأخبار المضللة بشكل أسرع، من خلال تكنولوجيا البوتات التي يمكن استخدامها لنشر الأخبار الزائفة بشكل أوتوماتيكي، وكذلك الادوات والبرامج التقنية التي تقوم بتزييف الصور او الاصوات بشكل احترافي، يصعب معه التفرقة بين المقاطع الحقيقية والمزيفة، مما يمكن ان يتسبب في أزمات سياسية ودبلوماسية واقتصادية واجتماعية.

وقد يتسبب استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي كذلك في تعقيد معالجة البيانات وفلترة الأخبار، مما يصعب على الأفراد التمييز بين الأخبار الصحيحة والشائعات.

وبشكل عام، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون سلاحاً مزدوجاً في محاربة ظاهرة الشائعات، ولذلك يجب استخدامه بحذر وبطريقة مسؤولة من قبل الجهات المعنية لتحسين نوعية المعلومات والحد من انتشار الأخبار الزائفة.

وفيما يلي، بعض الأمثلة على الشائعات الاقتصادية التي انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي داخل المملكة العربية وخارجها، مثل الشائعات حول رفع الأسعار للسلع الضرورية مثل الغذاء والوقود، وهذه الشائعات يمكن أن تؤدي إلى استنفاد وإرباك للمستهلكين.   وهناك ايضا شائعات حول الفرص الاستثمارية والعوائد السريعة والسهلة في السوق، مما يمكن أن يؤدي إلى خسارة المستثمرين الناشئين.  وهناك كذلك شائعات حول الشركات والمؤسسات المالية، حيث يمكن للشائعات الخاصة بأداء الشركات والبنوك والمؤسسات المالية أن تؤدي إلى تدهور سمعتها وتأثير سلبي على سوق الأسهم.   وهناك كذلك شائعات حول الصحة والعلاجات الطبيعية والوصفات العشبية التي يتم الترويج لها على وسائل التواصل الاجتماعي دون الاستناد إلى دليل علمي حقيقي، مما قد يؤدي إلى عواقب صحية خطيرة.

ولذلك، يجب على الأفراد أن يكونوا دائما حذرين وان يتحققوا من المعلومات، قبل إتخاذ أي قرارات اجتماعية أو اقتصادية، استنادا إلى ما يتم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومن دون وجود أية مصادر رسمية موثوقة.

المصدر: مال

اترك رد

Your email address will not be published.