هل ينجح الذكاء الاصطناعي في ابتكار عقار يطيل الأعمار؟

42

AI بالعربي – خاص

يفاجئ الذكاء الاصطناعي بأدواته التي أحدثت ثورة في معظم الصناعات والمجالات العالم بشكل يومي، وآخر هذه المفاجآت كانت في مجال الأبحاث الدوائية؛ إذ أجرت “دي دبيلو”، تقريرًا استقصائيًا من داخل عدة معاهد بحثية عالمية، بالتعاون مع فريق من الباحثين المتخصصين في أمراض الشيخوخة حول إمكانية ابتكار عقار طبي بواسطة الذكاء الاصطناعي من شأنه مكافحة الشيخوخة، وإطالة أعمار البشر، وإعادة نمو أعضائهم التالفة من جديد. هذه الخطوة يمكن أن تحقق ثورة في مجال الأبحاث الدوائية.

ومن المعروف أن المادة الرئيسية في كل دواء هو العنصر النشط، أي المركب الجزيئي ذو التأثير العلاجي. ولمَّا كان هناك الملايين من الجزيئات العضوية التي يمكن الاختيار من بينها واختبارها، فإن الذكاء الاصطناعي يساعد في التنبؤ بالجزئيات الصحيحة؛ فهو من أبرز الأدوات التي يستخدمها العلماء حاليًا لحل المشاكل الطبية الحيوية، واكتشاف مواد فعالة جديدة في شتى أنحاء العالم. ويعكف بعض الباحثين في الوقت الحالي على إنتاج أدوية تطيل العمر مدعومة بالذكاء الاصطناعي.

وبحسب تقرير” دي دبيلو”، الذي أعدَّ بالتعاون مع فريق من الباحثين المتخصصين في تطوير الأدوية، ومنهم المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “Insilico Medicine”، الذي أكد أن الذكاء الاصطناعي يمكنه أن يجعل عمليات تطوير وإنتاج العقارات المطورة أسرع وبتكلفة قليلة.

وكذلك أكد فريق من الباحثين ومنهم الباحث “نير برايزلي”، وهو باحث متخصص في أمراض الشيخوخة، ومسؤول عن الأبحاث المتعلقة بطول العمر؛ فإنه يمكن علاج الشيخوخة وتأخيرها، إذ تحاول الأبحاث الدوائية العثور على أدوية جديدة للأمراض التي تسببها البروتينات مثلاً، ومنها التهاب المفاصل ومرض الزهايمر، ومن الممكن أتمتها جزئيًا بالذكاء الاصطناعي.

وتابع: “الذكاء الاصطناعي يختار عناصر مرشحة خلال عملية ابتكار الأدوية ويبحث عن خصائص مشتركة بينها، ويتنبأ بمرشحين آخرين، ويمكن التقدم خطوة أخرى ليقدم أفضل الترشيحات المثالية التي تتناسب مع المرض”.

وبحسب التقرير، فإن بعض الجزيئات المكتشفة حديثًا بواسطة الذكاء الاصطناعي ما زالت في المرحلة السريرية، وهذا يجذب استثمارات بالمليارات، كما يثير هذا النهج المتطور أمالاً ضخمة في مجال الأبحاث الدوائية. ويعمل الباحثون حاليًا على اكتشاف دواء للشيخوخة، وهي عملية بيولوجية لا يمكن إيقافها. وفي هذا الشأن يقول “برايزلي”:” تقدم العمر يسبب تراكم خلايا تُدعى الزومبي، تسبب الشيخوخة وظهور الأمراض بالجسد، ونسعى للقضاء على هذه الخلايا؛ لكن لا نعلم الكثير عن محللات الشيخوخة”.

وتشاركه الرأي الباحثة “فانيسا سمير”، من جامعة إدنبرة، وتؤكد أن محللات الشيخوخة، هي تلك الجزيئات التي تقتل خلايا الزومبي أو الخلايا الهرمة، وفي هذا الصدد استعان الفريق البحثي بالذكاء الاصطناعي من أجل تحليل تلك الخلايا الهرمية.

في أحد المختبرات البحثية في برلين، أجرى الباحث “ديفيد بوشيري”، من معهد لايبنيتس للبحوث الدوائية، وفريقه البحثي اختبارات عدة حول المادة الفعالة التي تم اكتشافها بواسطة الذكاء الاصطناعي لإطالة العمر. وأكد أنه لا يمكن لأحد أن يدرك ما تقوم به جزيئات المادة الفعالة بالكامل داخل الخلايا؛ لكن العلماء يعلمون فقط ما تفعله الآلاف منها في جسم الإنسان. وتساعد تقنية الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في جمع وتحليل البيانات والتنبؤ بالجزيئات المختارة للعلاج بواسطة شبكات عصبية اصطناعية تقوم بمسح ضوئي للصور.

وأكد “بوشيري” أن جميع اختيارات الذكاء الاصطناعي في هذا الشأن يجب أن تخضع للاختبار، وفي حال تأكيد صحة النتائج التي توصل إليه الذكاء الاصطناعي فهناك خطوات عديدة للتأكد من أن الدواء آمن وفعال ويتم إدخاله في التجارب السريرية. لكن حتى الآن لا يستطيع الذكاء الاصطناعي تسريع وتيرة هذه العملية.

وانتهى التقرير بالتأكيد على أن الذكاء الاصطناعي تكنولوجيا خارقة؛ لكنه ليس ينبوعًا لتجديد الشباب؛ فهو يمكنه مساعدة الباحثين في تقصير المراحل الأولى من أبحاث الأدوية فقط.

اترك رد

Your email address will not be published.