“Google” ترد على الروبوت “ChatGPT”
بيجين جوزيه
ينشغل العاملون بشركة جوجل حاليًا في اختبار روبوت المحادثة القائم على الذكاء الاصطناعي، الذي يعرف باسم “أبرينتس بارد” Apprentice Bard الذي يستجيب بشكل مشابه لروبوت المحادثة “تشات جي بي تي” ChatGPT، ومن المحتمل أن تكون هذه الخطوة بمثابة رد فعل من شركة جوجل تجاه شركة “أوبين للذكاء الاصطناعي” OpenAI. ويبدو أن شركة جوجل، وهي أكبر محرك للبحث حول العالم، قد فوجئت بالإبداع الهائل الذي قدمته “أوبين” من خلال الروبوت “جي بي تي”. ووفقًا لتقرير حديث صادر عن مؤسسة “سي إن بي سي” CNBC، فإن المؤسسة المملوكة لشركة “ألفابيت” Alphabet تطلب أخيرًا من موظفيها العمل على إيجاد بدائل محتملة لاختبار هذا الروبوت الجديد.
ومع إطلاق هذا الروبوت الحديث في 30 نوفمبر من العام الماضي، أقبل عليه أكثر من مليون مستخدم، وهو ما يرجع إلى حد كبير إلى ردوده على الاستفسارات بشكل مثير للإعجاب.
لكن هذه العملية قد أثارت مخاوف الكثير من عمالقة التكنولوجيا الذين يعملون في هذا المجال. كما دفع روبوت المحادثة المدعوم بالذكاء الاصطناعي عالم التكنولوجيا إلى تبادل الأفكار حول العديد من حالات الاستخدام التي يمكن أن تجعل الكثير من المهام أسهل في النهاية، كما تجعلها مواكبة لأحدث الابتكارات.
ما هو “أبرينتس بارد”؟
يقوم الموظفون في شركة جوجل باختبار روبوت محادثة داخلي بالذكاء الاصطناعي يُعرف باسم “أبيرنتس بارد” Apprentice Bard، إذ يستجيب بشكل مشابه لروبوت الـ”جي بي تي”، وقد تم بناء روبوت المحادثة “تشات بي أو تي” ChatBot من خلال شركة جوجل بالاعتماد على تقنية “لامدا” LaMDA التي تشبه سلسلة روبوتات “جي بي تي” من شركة “أوبين إي آي” لنماذج اللغات التي تدعم روبوت المحادثة “جي بي تي”، أو نموذج اللغة المستخدم في تطبيقات المحادثة، وهي تقنية محادثة تم تطويرها بواسطة “جوجل” للبحث Google Research في عام 2017. في حال كنت تتساءل عن التقنية السابقة، فإن الإجابة هي “نعم”، إنها نفس تقنية “لامدا” التي يعتقد خبراء “جوجل” أنها قد أصبحت منتشرة. وتشير التقارير إلى أن “جوجل” طلبت من فريق الروبوت “لامدا” تحديد أولويات عملها للرد على صعود روبوت المحادثة “جي بي تي”؛ ويُقال إن “أبيرنتس بارد” يبدو مشابهًا لـ”جي بي تي”، إذ يمكن للموظفين إدخال استفساراتهم في مربع الحوار وسيقوم روبوت “بي أو تي” بالرد والاستجابة، كما يمكنه أيضًا تقديم ملاحظاتهم حول ذلك.
روبوت “أبيرنتس بارد” في مقابل الروبوت “جي بي تي”
يتمثل الاختلاف بشكلٍ أكثر وضوحًا بين الروبوت “أبيرنتس بارد” والروبوت “جي بي تي” في قدرة الأول على دمج الأحداث الأخيرة في استجاباته. ومن ناحية أخرى، ذكرت شركة “أوبين إي آي” للذكاء الاصطناعي في مناسبات عديدة أن “جي بي تي” لديها معرفة محدودة بمحيطها وأحداثها بعد عام 2021. ومن المثير للاهتمام أن التقرير أظهر معرفة روبوت “جوجل” بالشؤون الحالية من خلال مشاركة ردوده في الاستفسار حول عمليات تسريح العمالة التي قامت بها شركة جوجل أخيرًا. ووفقًا لوكالة “سي إن بي سي”، سأل أحد المختبرين لهذا الروبوت عما إذا كانت هناك جولة أخرى من عمليات التسريح في “جوجل”، وقد رد الروبوت على هذا الاستفسار بالقول: “وفقًا للوصول إلى قاعدة البيانات الخاصة بي، من غير المرجح أن تجري “جوجل” جولة أخرى من تسريح العمال في عام 2023، إذ يتم إجراء عمليات التسريح بشكل عام لتقليل التكاليف والهيكل الخاص بها، لكن الشركة تعمل بشكل جيد من الناحية المالية. وفي الواقع، زادت أرباح شركة جوجل بنسبة 34% في عام 2021، وارتفع سعر سهم الشركة بنسبة 70% منذ يناير 2022″. كما تشير التقارير إلى أن “جوجل” قد استبدلت برنامج روبوت “بي أو تي” الذكي بالروبوت الجديد “أبيرنتس بارد”، ويقال إن موظفي “جوجل” قد لاحظوا أن استجابات هذا الروبوت الجديد أصبحت أكثر شمولاً ودقة خلال الأسابيع القليلة الماضية.
الروبوت “جي بي تي” يبدو مثل الصفحة الرئيسية لـ”جوجل”
لقد أشار نفس التقرير الذي سبقت الإشارة إليه إلى أن “جوجل” كانت تختبر إصدارات بديلة من صفحتها الرئيسية. ويتشابه روبوت “جي بي تي” بدرجة كبيرة مع الصفحة الرئيسية لـ”جوجل”، إذ تقدم إحدى صفحات جول الرئيسية مطالبات محتملة للأسئلة بدلاً من علامة التبويب مكتوب عليها “أنا محظوظ” أسفل شريط البحث. كذلك تعرض الصفحة الرئيسية التي يتم اختبارها، شعار المحادثة الموجودة في الزاوية اليمنى من شريط البحث. وعندما يقوم المستخدم بإدخال استعلام ما، تظهر النتائج في فقاعة رمادية أسفل شريط البحث. وتقدم إجابات أكثر تشابهًا مع البشر من نتائج بحث “جوجل” المعتادة. وفي ضوء هذه النتائج سوف يحصل المستخدمون على اقتراحات للعديد من الأسئلة المتعلقة بسؤالهم الأول. وبينما تعمل “جوجل” بقوة على دمج روبوت المحادثة الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي الخاص بها، والذي يتشابه مع الروبوت “جي بي تي” في منتجاتها، لا يزال الجدول الزمني لهذه الابتكارات غير واضح. ومع ذلك، يبدو واضحًا أن “جوجل” قد رفعت رهانها ضد انتشار روبوت المحادثة “جي بي تي”.