كيف سيعيد الذكاء الاصطناعي تنظيم عالم كرة القدم؟
AI بالعربي – متابعات
يسهم الذكاء الاصطناعي في إحداث تغييرات وتحولات كبرى في قواعد وتفاصيل كل مجال يطرق أبوابه (موقع آن سبلاش)
يتغلغل الذكاء الاصطناعي في معظم مجالات الحياة العصرية، سواء وعينا هذه الحقيقة أم لم نعيها، حتى إنها أصبحت في حالات عدة جزءاً لا ينفصل عن إنسان اليوم، إذ تسهل خوارزميات الذكاء الاصطناعي الحياة وتديرها وتوجهها لتساعد على “أتمتة” العمليات واتخاذ القرارات وأداء المهام عوضاً عن البشر، كما تسهم في إحداث تغييرات وتحولات كبرى في قواعد وتفاصيل كل مجال تطرق أبوابه.
وللذكاء الاصطناعي قيمة كبيرة في عالم الرياضة، بسبب ما يقدمه من البيانات الضخمة وميزات الدقة والسرعة، التي تشمل المساعدة على تنظيم الجمهور ومراقبة المناخ العام للمباراة وتشكيل الفرق وتنظيم مجريات اللعب والعمل على ضمان سير الخطة بالشكل المحدد مسبقاً، وغيرها من التقنيات التي تتلخص جميعها في اتخاذ القرارات في أجزاء من الثانية والحسم بصوابيتها من دون انتظار نهاية المباراة والدخول في موجة تحليلات وآراء متنوعة، الأمر الذي سيجعل المنافسة أكثر عدلاً والمشجعين أقل تذمراً، فكل شيء مسجل وبدقة شديدة بواسطة آلاف الكاميرات الموزعة في كل مكان داخل الاستاد، ترافقها تكنولوجيا أنظمة تعقب تتابع كل شاردة وواردة.
إغلاق باب التحليل الشعبي
إذاً نحن أمام عدد كبير من المهام التي سيتولاها الذكاء الاصطناعي، وستسقط عن كاهل الحكام والمدربين وقادة الفرق أعباء عديدة، إذ لطالما تسببت بعض الأخطاء في مباريات كرة القدم أو سوء التقدير التي تتسبب بها محدودية الحواس البشرية وبشكل خاص الرؤية، في ظلم أحد الفرق أو أحد اللاعبين أو ترك مجال واسع لسيل من التعليقات والآراء المختلفة حول حدث معين داخل المستطيل الأخضر في نهاية كل مباراة.
ولطالما اعتبر الحكام “الخاسر الأكبر” في مباريات كرة القدم، إذ غالباً ما يتم إدانتهم من قبل مشجعي الفريق الخاسر بسوء اتخاذ القرارات والتواطؤ مع الفريق الخصم، إضافة إلى سلسلة اتهامات أخرى تتعلق بالرشوة أو الانحياز على اختلاف أنواعه، ولكن اليوم مع وجود بعض التقنيات التي ستساعد الحكام على اتخاذ قرارات دقيقة ومسجلة بالصوت والصورة، بحيث لا تترك مجالاً لأي اعتراضات أو اجتهادات شخصية، سيغلق المجال أمام جلسات التحليل الرياضي الشعبية والآراء المختلفة المتعارضة، حول إذا ما كان الهدف تسللاً أم هل اجتازت الكرة خط المرمى، أو لمست يد أحد اللاعبين بالخطأ.
تحليل المباريات الذي كان يستمر أياماً عدة بعد انتهائها سيصبح من عالم النسيان، لأنه من الممكن اليوم الحصول على تقرير مفصل تقدمه تقنيات الذكاء الاصطناعي التي التقطت مسبقاً جميع الأحداث بتفاصيلها من خلال كاميرات ذكية بتقنية Computer Vision، تكشف عن اللحظات الرئيسة للعبة وتمكن الجمهور من تفحصها مباشرة، كما لن يعود هناك من داع بعد اليوم للانتظار ساعات بعد المباراة لمشاهدة اللقطات المميزة أو الأهداف بالحركة البطيئة.
الذكاء الاصطناعي العالمي في سوق الرياضة (maximize market research)
التوقعات
ولطالما جلبت المراهنات الرياضية وما تحملها من إثارة كثيراً من الأموال لهذه الصناعة، مما أسهم في استثمار التكنولوجيا في هذا الجانب أيضاً، إذ تتمثل الميزة الكبرى للذكاء الاصطناعي في قدرته على معالجة كمية كبيرة من البيانات، الأمر الذي يجعل تنبؤاتها أكثر صوابية من تنبؤات البشر، والعوامل الرئيسة للتحليل هي تكوين الفريق وعدد الأهداف والتمريرات والاستراتيجية الشاملة القائمة على تحليل المباريات السابقة، إضافة إلى تقديم توقع مستمر لما سيحدث كل 15 دقيقة قادمة من عمر المباراة، عن طريق تحليل البيانات المتغيرة التي ترد إلى النظام، بالتالي مساعدة المدربين على سرعة ودقة اتخاذ القرارات اعتماداً على المعطيات بدلاً من الاعتماد على التحليلات اليدوية التي تظل عرضة للخطأ.
تخطيط المباريات
وبحسب شركة الأبحاث والاستشارات الأميركية allied market research، بلغت قيمة الذكاء الاصطناعي العالمي في سوق الرياضة نحو 1.4 مليار دولار في عام 2020، ومن المتوقع أن تصل إلى نحو 19.2 مليار دولار بحلول عام 2030 بمعدل نمو سنوي مركب قدره 30.3 في المئة، وهو أخذ في النمو والتوسع في مختلف نواحي هذه الصناعة، بما في ذلك تحليل ما قبل المباراة والنشاط داخل المباراة وتجربة المشجعين وتحسين أداء اللاعبين.
ويستطيع الذكاء الاصطناعي اليوم أن يتولى معظم المهام المتعلقة باختيار تشكيلة الفريق، عبر استخدام تقنية تحليل مجموعة بيانات عن تفاصيل المباراة وعناصرها بشكل دقيق، ثم تقديم مقترح عن أنجح تشكيلة ممكنة للوصول بالفريق إلى اللعب المتناغم، بالتالي ستساعد المدربين على وضع تشكيلة الفريق بشكل علمي بعيداً من العاطفة وبناءً على الأداء الفعلي للاعب، إضافة إلى فهم المنافسين وإدراك خططهم وتحديد نقاط قوتهم وضعفهم للوصول بالفريق إلى الفوز، إذ تخضع الكميات الضخمة المجمعة من البيانات إلى تحليل دقيق وسريع، ثم وضع تقرير مفصل عن اللاعبين وأدائهم، الأمر الذي يساعد إدارة الفرق على وضع الخطط بناءً على التقرير لتكوين فرق منسجمة، بالتالي اختيار التشكيلة الأفضل تبعاً لمعطيات كل مباراة بشكل يسهم في استثمار مهارات اللاعب الفردية من جهة وتنسيقه وتناغمه مع غيره من اللاعبين من جهة أخرى.