كيف تساعد التكنولوجيا في لم شمل الناجين من الهولوكوست من خلال صور الطفولة؟

16

AI بالعربي – متابعات

تتذكر بلانش فيكسلر كيف كانت تختبئ تحت سرير بينما كان النازيون يبحثون عنها.

تقول بلانش: “شعرت بهم يفتشون الفراش، وقلت في نفسي يجب ألا أصدر نفَسا وألا أعطس أو يصدر عني أي صوت وإلا سأفقد حياتي”.

كانت بلانش محظوظة لأنها نجت من الموت على أيدي النازيين الذي قتلوا نحو ستة ملايين يهودي في الهولوكوست إبان الحرب العالمية الثانية.

ولا يزال مليون وأكثر من هؤلاء الضحايا مجهولي الهوية حتى اليوم. ولكن يبدو أن تحديد هوية هؤلاء بات ممكنا عبر الاستعانة ببرنامج ذكاء اصطناعي اخترعه مهندس برمجيات اسمه دانيال بات.

وعبر استخدام تقنية التعرّف على الوجوه الظاهرة في مئات الآلاف من الصور الأرشيفية التي تجمع بين ضحايا وناجين من الهولوكوست، استطاع برنامج دانيال التعرّف على صورة لـ بلانش فيكسلر التُقطت في أثناء الحرب.

ويتم تعريف برنامج الذكاء الاصطناعي على إحدى الصور بدايةً قبل أن يبدأ -انطلاقا من هذه المعرفة المسبقة- في رحلة للبحث في ملايين الوجوه التي تحتوي عليها صور أرشيفية حتى يجد صاحب أو صاحبة الصورة المعرّفة لديه مسبقا.

وبذلك العمل -الذي يجمع نقاطا فرّقتها ظروف الحرب والزمن- يمكن تحديد هوية أشخاص مجهولين.

وتبلغ بلانش الآن من العمر 86 عاما، وتعيش في نيويورك. وقد تعرّفت على أفراد العائلة التي تظهر في الصورة على اليمين أدناه، بينما لم يكن قد سبق لـ بلانش مشاهدة الصورة الجماعية التي على اليسار، والتي التُقطت في فرنسا إبان اشتعال الحرب.

وتم الربط بين الصورتين عبر استخدام برنامج دانيال للذكاء الاصطناعي.

بلانش فيكسلر في صورتين

صدر الصورة،US HOLOCAUST MUSEUM

التعليق على الصورة،وجه بلانش في الصورة الأرشيفية على اليسار، كان في السابق على قائمة الصور مجهولة الهوية – وقد تعرّفت بلانش على الصورة العائلية على اليمين

وكانت بلانش في طفولتها تُعرف باسم برونيا. وكانت تعيش في بولندا عندما أتى النازيون للبحث عنها وعن عائلتها.

وقد لقيت أمها وإخوتها مصرعهم – لكنها نجت بفضل عمتها روز التي نجحت في إخفائها.

وقد سافر المهندس دانيال -صاحب برنامج الذكاء الاصطناعي- للقاء بلانش من أجل لَمّ شملها على المتبقيين من أفراد أسرتها الظاهرين في الصورة على اليمين.

وتقول بلانش إن الصور أيقظت ذكريات قديمة في نفسها – ومن ذلك أغنية فرنسية قديمة كانت قد تعلّمتها في المدرسة في طفولتها.

وعلى الفور تعرّفت بلانش على نفسها في الصف الأول من الصورة الجماعية، لكن ليس هذا كل ما في الأمر؛ فقد تعرّفت بلانش على عمّتها روز وكذلك على أحد الصِبية في الصورة – وقد أعطت دانيال ومتحف الهولوكوست التذكاري في الولايات المتحدة معلومات جديدة للبحث على أساسها.

ويرى سكوت ميلر، المسؤول في متحف الهولوكوست، أن “تحديد هوية الأشخاص الظاهرين في تلك الصور أمر مهم للغاية؛ إذ يحمل شيئا من التكريم لذكراهم”.

ويضيف ميلر: “كلنا يعرف الرقم – ستة ملايين يهودي قُتلوا – كل واحد من هؤلاء الضحايا له اسم، كل واحد منهم له وجه”.

بلانش فيكسلر في صورة جماعية إبان الحرب العالمية الثانية

صدر الصورة،US HOLOCAUST MUSEUM

التعليق على الصورة،
بلانش تظهر في منتصف الصف الأول من الصورة التي لم يكن قد تمّ التعرف سوى على ثلاثة فقط من الظاهرين فيها

وقبل أن تقع عينا بلانش على الصورة، لم يكن غير ثلاثة أشخاص فقط من الظاهرين فيها قد تم التعرّف على هوّيتهم.

وبفضل بلانش، وبرنامج دانيال للذكاء الاصطناعي، تضاعف عدد الذين تم التعرّف على هويتهم في الصورة أعلاه.

اترك رد

Your email address will not be published.