محتالون يستخدمون وجوهًا أنشأها الذكاء الاصطناعي للظهور كشركة محاماة.. أحد العملاء اكتشف التزوير
AI بالعربي – متابعات
كشف إعلان محامية تدعى نيكول بالمر عن نشاط قانوني لها عن تورطها في عملية احتيال كبيرة عبر الإنترنت تنطوي على أنشطة مشبوهة.
فنيكول بالمر التي نشرت عن نفسها أنها تخرَّجَت في جامعة كولومبيا وأنها “متخصصة في تطبيق وحماية الرسوم والنماذج الصناعية” وأنها “تبني حياتها المهنية بنجاح على مدار 30 عاماً”، هي شخصية غير حقيقية.
عملية احتيال عبر الذكاء الاصطناعي
لكنها كانت طرف الخيط الذي ساعد في الكشف عن عملية احتيال عبر الإنترنت تنطوي على أنشطة مشبوهة، بما في ذلك ابتزاز الروابط الخلفية من المدونين وأصحاب مواقع الإنترنت وذلك وفق تقرير نشره موقع The Next Web الأمريكي يوم الأحد 24 أبريل/نيسان 2022.
حيث انقضى جزءٌ كبيرٌ من الأسبوع الماضي في التحقيق مع مؤسسة آرثر ديفيدسون، أو ما يعرف بـ”شركة المحاماة” التي تعمل نيكول لصالحها. وما كُشِفَ كان مقلقاً، وهو دليل على الكيفية التي سهّل بها التقدم التكنولوجي للمحتالين إنشاء وظائف ذات مظهرٍ شرعي للاحتيال على ضحاياهم.
ومن المأمول أن تساعد النتائج المستخدمين على أن يصبحوا أكثر وعياً لحماية أنفسهم من عمليات الاحتيال المماثلة.
إشعار بانتهاك حقوق الطبع والنشر
يذكر أنه وفي 13 أبريل/نيسان 2022، أرسلت نيكول “إشعار انتهاك حقوق الطبع والنشر لقانون الألفية الجديدة لحقوق طبع ونشر المواد الرقمية” عبر البريد الإلكتروني لأحد المستخدمين، حيث قدَّمَت نفسها على أنها “محامية العلامات التجارية لشركة آرثر ديفيدسون للخدمات القانونية” وتدعي أن إحدى الصور التي استخدمها المُرسَل إليه في إحدى وسائل التواصل تخصُّ أحد عملائها.
كما قالت: “عميلنا، سعيد لاستخدام صورته ومشاركتها عبر الإنترنت. ومع ذلك، فإن مصداقية الصورة ترجع إلى الاستخدام السابق أو المستمر”، وأضافت أن المُرسَل إليه كان لديه سبعة أيام إضافية لإثبات ملكيته للصورة، مُرسِلةً رابط إلى الصفحة الرئيسية لموقع الإنترنت الخاص بعميلها، وإلا “فإننا مطالبون باتخاذ إجراء قانوني”.
في حين انتهى البريد الإلكتروني بإشارات إلى القسم 512 (ج) من قانون الألفية الجديدة لحقوق طبع ونشر المواد الرقمية وتوقيع احترافي. وهكذا بدا شرعياً تماماً. الشيء الوحيد الذي بدا قليلاً هو رابط إلى Imgur، موقع مشاركة الصور، حيث يمكن لأي شخص تحميل الصور دون حتى إنشاء ملف تعريف. لذلك كان من الممكن تماماً أن يكونوا قد قاموا بتنزيل الصورة من موقع الإنترنت الخاص بالمُرسَل إليه، وتحميلها على Imgur، ثم ادَّعوا أن صورتهم كانت موجودة قبل صورة المُرسَل إليه.
صورة مزورة للعملاء
لكن تحقَّق المُرسَل إليه من مصدره مرةً أخرى، قائلاً إن الأخطاء واردة وربما يكون قد أخطأ، لكن كما توقَّع، جاءت الصور من موقع Pexels، وهو مكتبة صور مخزنة عبر الإنترنت ومفتوحة دون ترخيص. وقام بإرسال بريد إلكتروني إلى نيكول مع رابط للصورة ورخصة المشاع الإبداعي التي تنص على أنه لا يلزم الإسناد، وطلب توضيحاً حول سبب الاعتقاد بأن الصورة تخص موكِّلها، ثم انتظر.
لم يتلقَّ أيَّ شيء، وعاد في اليوم التالي وسأل نيكول عمَّا إذا كانت ستُسقِط القضية. وفي هذه المرحلة بدأ يشك أن هذا كان أسلوباً ابتزازياً لإجباره على الدخول إلى رابط خفي إلى الموقع الإلكتروني الخاص بعميلها.
حيث تتمثل إحدى طرق تحسين موضع موقعك في صفحات نتائج محرك البحث في جعل مواقع الإنترنت الرائجة مرتبطة بصفحات الإنترنت الخاصة بك. وهذا الأمر شائعٌ، لكن القيام بذلك بواجهة قانونية كان جديداً.
من الواضح أن من أنشأوا الموقع الإلكتروني لشركة آرثر ديفيدسون للخدمات القانونية قاموا بعملهم جيداً. ووفقاً للموقع، تعمل الشركة منذ عام 2009، وشاركت في 420 قضية، وحقَّقَت 380 فوزاً (حوالي 90% معدل نجاح). ويسرد الموقع أيضاً رقم هاتف على مدينة بوسطن الأمريكية، وعنواناً في مبنى ضخم يضمُّ العديد من مكاتب المحاماة الأخرى.
في المقابل يحتوي موقع الويب على مدونة بها العديد من المقالات، بما في ذلك مقال يقول إن انتهاك حقوق الطبع والنشر يمكن أن يؤدي إلى غرامة قدرها 10 آلاف دولار.