تطوير نموذج ذكاء اصطناعي يكشف الاضطرابات العقلية
AI بالعربي – متابعات
لا تزال ثورة “الذكاء الاصطناعي” مستمرة بابتكاراتها واختراعاتها التي تدل على مدى تأثير التكنولوجيا في عالمنا الحالي على مختلف الأصعدة، وآخرها على اكتشاف او دراسة اضطرابات الصحة العقلية.
وفي هذا الاطار، طوّر باحثون من جامعة دارتموث الأمريكية نموذج ذكاء اصطناعي يكتشف الاضطرابات العقلية باستخدام المحادثات على موقع ”ريديت“ للتواصل الاجتماعي.
ويشكل النموذج جزءًا من موجة ناشئة من أدوات فحص تستخدم الحواسيب لتحليل منشورات وسائل التواصل الاجتماعي وفهم الحالة العقلية للأفراد.
وما يميز هذا الابتكار عن النماذج السابقة، تركيزه على المشاعر بدلا من محتوى المنشورات التي يحللها بحد ذاته.
وفي هذا السياق، أشار الفريق في ورقة بحثية إلى أن النهج الجديد يشهد تحسنا في الأداء مع الوقت، بغض النظر عن موضوعات المنشورات ومحتواها.
ويمتنع الناس عن طلب المساعدة في ما يخص اضطرابات الصحة العقلية، لأسباب شتى؛ منها وصمة العار الاجتماعية والتكاليف المرتفعة وصعوبة الوصول إلى الخدمات.
وأفاد أحد الباحثين المشاركين في المشروع، بأن ”الناس يميلون لتقليل علامات الاضطرابات العقلية أو الخلط بينها وبين التوتر، وقد يدفع التحفيز بعضهم لطلب المساعدة، وهو دور أدوات الفحص الرقمية في إحداث فارق“، موضحا أن ”توفر وسائل التواصل الاجتماعي طريقة سهلة للاطلاع على سلوكيات الناس، فالبيانات طوعية وعلنية وينشرها أصحابها ليقرأها الآخرون“؛ وفقا لموقع ”تك إكسبلور“.
واستهدف الباحثون في دراستتهم موقع ”ريديت“ للتواصل الاجتماعي، لأنه يقدم شبكة واسعة من المنتديات لما يقترب من نصف مليار مستخدم نشط يناقشون طيفا واسعا من الموضوعات، فضلا عن كون جميع المنشورات والتعليقات متاحة للجمهور، مع إمكانية جمع بيانات تعود إلى عام 2011.
ومن الاضطرابات النفسية التي ركّز عليها الباحثون: الاكتئاب الشديد والقلق والاضطراب ثنائي القطب، لما تتصف به من أنماط عاطفية بارزة، كذلك درسوا بيانات من مستخدمين أبلغوا ذاتيا عن وجود أحد تلك الاضطرابات، ومن مستخدمين ليست لديهم أي اضطرابات معروفة.
وفي المرحلة الثانية، درب الباحثون نموذج الذكاء الاصطناعي على تصنيف مشاعر تظهر في مشاركات المستخدمين، مع رسم خريطة للتحولات العاطفية بين المنشورات المختلفة، وصنفوا المنشورات إلى حزينة وأخرى سعيدة أو غاضبة أو خائفة أو دون عاطفة ظاهرة أو تشكل مزيجا مما سبق، ليحولوا الخريطة إلى مصفوفة توضح مدى احتمالية انتقال المستخدم من حال إلى آخر.
ولأن الاضطرابات العقلية المختلفة تمتلك أنماطا خاصة بالتحولات العاطفية، يستطيع النموذج اكتشافها من خلال إنشاء بصمة عاطفية للمستخدم ومقارنتها بالبصمات الثابتة للاضطرابات العاطفية.