الذكاء الاصطناعي يحدد الشخص الذي نميل إليه
AI بالعربي – “متابعات”
تسعى خوارزميات الإنترنت إلى التكهن بما نفضله في كل شيء من الموسيقى إلى الأفلام السينمائية والمشتريات والأخبار. وهذه الخوارزميات مبنية على سلوكنا في البحث واختلافه عن سلوك الآخرين.
وتشير مجلة Proceedings of the Web Conference 2021 ، إلى أن السلوك الظاهري لا يعكس دائما الواقع والرغبات الحقيقية. لذلك حاول باحثون من الدنمارك وفنلندا “التسلل” إلى العقل الباطن للبشر. من اجل ذلك وضعوا خوارزمية قادرة على التنبؤ بالوجوه التي نرتاح لها، التي تظهر على شاشة الكمبيوتر. وهذه الخوارزمية كغيرها مبنية جزئيا على نشاط دماغ شخص واحد وعلى المعلومات التي تم الحصول عليها من الآخرين.
وقد طلب الباحثون من المشتركين في الدراسة، إيجاد الصورة الأكثر جاذبية لهم، من بين عدد كبير من صور البشر التي تظهر على الشاشة، وخلال هذه العملية كان الباحثون يقرأون نشاط أدمغتهم باستخدام معدات التخطيط الكهربائي للدماغ. واستخدم الباحثون هذه المعلومات في تعليم الذكاء الاصطناعي وكيفية تمييز نشاط الإنسان عندما يرى الوجوه المريحة، عن نشاطه عندما يرى العديد من الصور. وبعد ذلك استخدمت خوارزمية أخرى للتعلم الآلي، بيانات عن المزيد من الصور، لتحديد الوجوه التي ستكون جذابة للمشتركين في صور أشخاص غير معروفين.
ويبدو أن معرفة الذكاء الاصطناعي برغبات الشخص المعني، أمر مخيف، إذا تم تطبيق هذه التكنولوجيا في الحياة الواقعية، حيث سيكون بالإمكان بيع البضائع التي لا يحتاجها أحد بسهولة، لأنه ستعرض على كل شخص إعلانات تجارية مختلفة.
ولكن من جانب آخر، تعطينا هذه الخوارزميات إمكانيات يمكن للبشر بفضلها التعرف على أنفسهم وعلى ميولهم ورغباتهم الواقعية. لأن الناس أو معظمهم يخفون عادة رغباتهم حتى عن أنفسهم أحيانا، ويتبعون معايير اجتماعية مقبولة.
وتعتبر كيث ديفيس، من جامعة هلسنكي، هذا العمل خطوة نحو عصر جديد، يمكن تسميته “تكنولوجيا الإدراك” ستجمع بين تكنولوجيا المعلومات وعلم الأعصاب.
ووفقا للباحثين، ستمر عشر سنوات قبل أن تصبح هذه التكنولوجيا ملائمة بما فيه الكفاية وفي متناول الجميع. كما يجب وضع منظومة موثوقة لحماية المعلومات الشخصية.