هل سيقضي الذكاء الاصطناعي على الوظائف؟

33

خالد بن محمد الشهيل

لا يعد الذكاء الاصطناعي أول تقنية ثورية تثير الخوف بشأن القضاء على الوظائف، فإذا نظرنا إلى التاريخ، سنجد أنه كلما حدثت أي اختراعات تكنولوجية كبرى كان الناس يخشون أن تؤدي إلى بطالتهم، ولكنها في الواقع أدت إلى خلق المزيد من الوظائف بدلاً من القضاء عليها، على سبيل المثال، استخدام أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية، والثورات الصناعية التي جلبت الأتمتة والآلات والأجهزة الرقمية والمعدات الحديثة، كلها خلقت ملايين الفرص الوظيفية الجديدة والجيدة والتي صارت مهاراتها فيما بعد جزء أساسي بكل متطلبات التوظيف، ووفقًا لتقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، قد يتم فقدان 85 مليون وظيفة بسبب الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2025م لكن بالمقابل ستظهر 97 مليون وظيفة جديدة.

وتشمل الصناعات التي ستتأثر إلى حد كبير بالذكاء الاصطناعي التصنيع التقليدي، والنقل والخدمات اللوجستية، والتمويل والخدمات المصرفية، وتجارة التجزئة والتجارة الإلكترونية، وخدمة العملاء والدعم والزراعة والخدمات القانونية، لكن بالمقابل ستظهر وظائف جديدة متخصصة في أخلاقيات الذكاء الاصطناعي وعلم البيانات، ومطورو الواقع الافتراضي، ومهندسو التعلم الآلي، وفنيو السيارات ذاتية القيادة، ومستشارو التحول الرقمي، ومديرو المدن الذكية، ومتخصصو الواقع المعزز.

وذكر تقرير نشرته شركة ماكينزي أن تسريع التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي سيخلق فرصًا جديدة للشركات والاقتصاد والمجتمع، لكن لمواجهة التحديات المتوقعة سيحتاج الموظفون إلى مهارات مختلفة للنجاح في مكان العمل في المستقبل، بل من المرجح أن يحتاج العديد منهم إلى تغيير مهنهم، ويتوقع أن تتغير أماكن العمل وسير العمل مع عمل المزيد من الأشخاص جنبًا إلى جنب مع الآلات، المؤكد أن تطوير أنظمة التعليم سيصبح حتمي، وسيتم الاستثمار في رأس المال البشري خصوصاً التدريب في المجالات الناشئة.

التقنيات الجديدة هي المحفز الأساسي لإنشاء صناعات جديدة، لذلك بدلاً من النظر إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره تهديد نحتاج إلى النظر إليه كأداة تمكين لأن لديه القدرة على تعزيز القدرات البشرية وتعزيز الإنتاجية، من خلال الجمع بين الإبداع البشري والأدوات الذكية، حينها سيتمكن الموظفون من تحقيق كفاءة وفعالية أكبر في واجباتهم الوظيفية، على سبيل المثال خدمة العملاء التي تعمل بالذكاء الاصطناعي تقوم بتزويد العملاء بالمعلومات المهمة والضرورية والتي غالباً تتكرر بينما يركز الموظف البشري على خدمة العملاء الأكثر تعقيدًا، يعمل هذا النوع من التعاون بين البشر وأنظمة الذكاء الاصطناعي على اختصار الوقت وزيادة الإنتاجية والكفاءة.

لا يمكن تجاهل تأثير الذكاء الاصطناعي على وظائف المستقبل، على الرغم من المخاوف يمكن إدراك الفرص الهائلة التي ستأتي مستقبلاً، يجب على الحكومات والشركات استباق الزمن ومعرفة أين يفترض التغيير في التعليم والتدريب، وماهي متطلبات هذا النوع من الوظائف، وكيف يتم الانتقال التدريجي للمرحلة القادمة من أجل نمو الاقتصادي واعد.

المصدر: مال

اترك رد

Your email address will not be published.